شهد موسم الحج لعام 2025 (1446ه) نجاحًا استثنائيًا عكس حجم الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل تسهيل أداء المناسك وتوفير أعلى مستويات الراحة والسلامة لضيوف الرحمن. وقد جاء هذا النجاح ليؤكد أن تجربة الحج أصبحت نموذجًا عالميًا يُحتذى به في التخطيط والتنظيم وإدارة الحشود، بفضل توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. الذكاء الاصطناعي في قلب المنظومة من أبرز ما ميّز حج 2025 هو التوسع الكبير في استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة الحج، إذ لعب دورًا محوريًا في عدة جوانب، أهمها إدارة الحشود الذكية استعانت الجهات المنظمة بخوارزميات تحليل الحركة للتنبؤ بالتكدسات وإعادة توجيه الحشود بشكل فوري وآمن. كاميرات المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي رصدت الكثافة في المواقع الحيوية مثل الجمرات والطواف، ما مكّن من اتخاذ قرارات فورية لضمان الانسيابية. المساعدات الرقمية للحجاج أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيقات مدعومة بالمساعد الذكي بلغات متعددة، لتقديم الإرشادات الفورية والإجابات على الأسئلة الشرعية والتنظيمية، مما سهل تجربة الحجاج، خصوصًا كبار السن والناطقين بلغات غير العربية. الرعاية الصحية الوقائية أسهم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمخاطر الصحية المحتملة من خلال تحليل البيانات الحيوية للحجاج، وتوجيه فرق الطوارئ قبل حدوث أزمات. كما ساعدت الروبوتات الطبية والعيادات الذكية في تقديم الرعاية الفورية وتقليل الازدحام في المستشفيات. تحسين تجربة النقل والمواصلات استخدمت منظومة النقل أنظمة تحليل المسارات الذكية لتوزيع حركة الحافلات والقطارات، وتحديد أوقات الذروة والتوجيه الفوري، مما قلل من وقت الانتظار ورفع كفاءة التشغيل. تكامل بشري وتقني ورغم اعتماد المملكة على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، فإنها لم تُغفل البُعد الإنساني؛ فقد شارك آلاف المتطوعين والمتطوعات في خدمة الحجاج، جنبًا إلى جنب مع الأنظمة الذكية، ليجسدوا أروع صور التلاحم بين الإنسان والتقنية في خدمة أعظم شعيرة إسلامية. نجاح يعكس رؤية طموحة يعكس نجاح موسم الحج 2025 مدى التقدم الذي حققته المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تمكين القطاعات الحيوية عبر التحول الرقمي وتحقيق استدامة الخدمات الحكومية. كما يُعد هذا النجاح رسالة للعالم بأن المملكة قادرة على الجمع بين أصالة القيم الإسلامية وحداثة الابتكار في آنٍ واحد. لم يكن نجاح موسم الحج هذا العام محض مصادفة، بل هو نتيجة تخطيط استراتيجي، وتكامل بين الإنسان والتقنية، واستثمار واعٍ في الذكاء الاصطناعي لخدمة ملايين الحجاج. وبذلك، تواصل المملكة دورها الريادي في قيادة تجربة الحج إلى آفاق جديدة من الكفاءة والتميز ختامًا، نتقدم بخالص الشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة على ما بذلته من جهود جبارة في نجاح موسم الحج، سائلين الله أن يجزيهم خير الجزاء، ويبارك في مساعيهم لخدمة الإسلام والمسلمين.