هنا بدأت ألملم شتات الحروف وأنسج منها لوحة فنية عنوانها قيادة عظيمة لأطهر ثرى ولأغلى وطن المملكة العربية السعودية.. قصة تحكي مسيرة حاج عاش أجمل تفاصيل العمر في رحلة بدأت فصولها بيسر وطمأنينة من مدينة الرياض عاصمة القرار وصناعة الحدث في المحافل الخليجية والعربية والدولية وصولاً إلى أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة قبلة المسلمين لتأدية مناسك الحج. قصة حاج أذهلته التفاصيل الصغيرة وما لا يعرفه ولا يراه الكثير من الناس والتي كانت من أهم المؤشرات الرئيسة لنجاح حج هذا العام فلن أتحدث عن إدارة الحشود لأن المملكة العربية السعودية أثبتت نجاحاتها في هذا الجانب منذ عقود من الزمن. ولن أتحدث عن النجاحات الغير عادية والمتكررة للجهود الأمنية التي تكاملت من مختلف القطاعات وتعاملت مع الحجيج بمسافة واحدة سواء مواطن أو مقيم واجتمعت لخدمتهم أمنياً وتنظيماً وإنسانياً ورصد التجاوزات التي تمس أمن الحج وسلامة ضيوف الرحمن، ولن أتحدث عن التجهيزات الصحية ومنظومة وزارة الصحة التي هيأت كل ما من شأنه سلامة الحاج. والأدوار الاستثنائية لوزارة الحج والعمرة في هذا الحدث والتجمع البشري الأضخم على مستوى العالم؛ ناهيك عن الجهود العدلية والخدمات المتنقلة التي تقدمها وزارة العدل في كل عام بكفاءة واقتدار تلبية لاحتياجات ضيوف الرحمن القضائية والتوثيقية وغيرها. لن أتحدث عن العناوين الرئيسة والخطوط العريضة لأن التفاصيل الصغيرة كانت هي الوشاح الأجمل والرداء الفاخر الذي ترتديه هذه الحروف لكاتب يترجم وقفاته بإحرامه الأبيض. كيف لا وابتسامات رجال الأمن تطوق ساحات الحرم وتنتشر في كل أرجائه احتفاء ومحبة لضيوف الرحمن. كيف لا ويد الحاج لم تمتد إلى صنبور ماء زمزم فقد كان هناك من يقوم بخدمته حتى في هذا الجانب ويقدم له البارد دون عناء. كيف لا وشباب وشابات الوطن يقدمون الصورة الأجمل للمواطن السعودي فقد ظهروا في أبهى حلة وفي أجمل الصور التي جسّدت خدمة الحجيج على جنبات محطات قطار المشاعر وممراتها بشكل يدعو للفخر والامتنان. ما رأيته خلال حج هذا العام 1446ه من التميز والنجاح وأنا ألبّي بين الحجيج في كافة المشاعر المقدسة استوقفني كثيراً وشعرت بفخر لا يمكن أن أتجاوزه دون أن أترجمه لحروف يشاركني في قراءتها الجميع. لنتشارك الدعاء ونتقاسم الفخر سوياً وندعو بصوت واحد بأن يحفظ الله قيادتنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين -حفظهما الله- وأن يديم أمن هذه الدولة المباركة ويوفق قيادتها التي نذرت نفسها لخدمة ضيوف الرحمن من كل أقطار الأرض.