وزير الصحة: انخفاض الوفيات بنسبة 17% ثمرة السياسات الوقائية    وزارة الرياضة تعلن تخصيص أول ثلاثة أندية (الأنصار والخلود والزلفي) وفتح المجال للتخصيص في بقية الأندية الرياضية    الفتح يواصل الإعداد ويكثّف التدريبات البدنية والفنية    الجهني: يدعو لتقوى الله وينهى عن التشاؤم بالأيام    الشيخ القاسم: الرسالة النبوية أعظم نعم الله ومصدر النجاة في الدنيا والآخرة    32 لاعبًا يتأهلون إلى دور ال 16 في بطولة العالم للبلياردو بجدة    فتح التقديم لجائزة "إثراء للفنون" بقيمة 100 ألف دولار    «زاتكا» تُحبط تهريب أكثر من 69 ألف حبة كبتاجون    الأسهم العالمية تنخفض وسط مخاوف ارتفاع التضخم وضعف الاستثمار    القيادة تهنئ رئيس تونس بذكرى إعلان الجمهورية    أتربة ورياح نشطة على عدة مناطق اليوم    رابطةُ العالم الإسلامي ترحّب بإعلان الرئيس الفرنسي    "آل مداوي" يحتفلون بالدكتور "جبران" بحصوله على درجة الدكتوراه    أمير جازان يطلع على جملة المشروعات المنجزة والجاري تنفيذها بمحافظة الدائر    وزير أمريكي: التجارة مع الصين في "وضع جيد"    القيادة تعزي رئيس روسيا في ضحايا حادث تحطم طائرة ركاب    رئيس الوزراء الإسباني يرحّب بإعلان فرنسا أنها ستعترف بدولة فلسطين    جمعية الإعاقة السمعية في منطقة جازان تزور مسنًا تجاوز التسعين من عمره    الوفد السعودي الاستثماري يختتم زيارته إلى سوريا    أكثر من 40 ميدالية في ختام بطولة المملكة البارالمبية لرفع الأثقال للرجال والسيدات    «بيئة جازان» تنظم ورشة عمل عن طرق الاستفادة من الخدمات الإلكترونية الزراعية    وفد ثقافي وفني يزور هيئة التراث في جازان لتعزيز التعاون في مجالات الهوية والتراث    القمامة الإعلامية وتسميم وعي الجمهور    الأخضر الأولمبي يختتم مشاركته في دورة أوزبكستان الودية بمواجهة اليابان    قطار الرياض ينقل أكثر من 23.6 مليون راكب بالربع الثاني ل 2025    حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنَيْن من الغرق أثناء ممارسة السباحة    القبض على يمني و4 سودانيين في عسير لترويجهم «الإمفيتامين»    وزير الرياضة "الفيصل" : لحظة تاريخية لرياضة المملكة بتخصيص ثلاثة أندية    المملكة تشارك في مؤتمر الأطراف باتفاقية الأراضي الرطبة "رامسار"    أمير جازان من الدائر: البن ثروة وطنية والدعم مستمر    6300 ساعة تختتم أعمال الموهوبين في أبحاث الأولويات الوطنية بجامعة الإمام عبد الرحمن    إيزاك يبلغ نيوكاسل برغبته في استكشاف خيارات أخرى    هيئة الأدب تستعد لإطلاق النسخة الرابعة من معرض المدينة المنورة للكتاب2025    أمير تبوك يطمئن على صحة الشيخ عبدالعزيز الغريض    أمير منطقة جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة الدائر    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي وزيري الخارجية والداخلية الأفغانيين في كابل    الشؤون الإسلامية في جازان تواصل تنفيذ الدورة العلمية الصيفية الثالثة    مستشفى المهد يعتمد تقنية تخدير الأعصاب لتقليل الألم    تحطم طائرة الركاب الروسية المفقودة    الإحصاء: ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 6.0% في مايو 2025م    الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائدَي قوة جازان السابق والمعيّن حديثًا    الإحسان الطبية تنفذ مشروع «الإستشاري الزائر» في مستشفى صامطة العام    السعودية تدين مطالبة الكنيست الإسرائيلي بفرض السيطرة على الضفة والأغوار المحتل    منظمة الصحة العالمية تنفي انتهاك السيادة الأمريكية    أكثر من 7 آلاف زيارة منزلية خلال 6 أشهر بمستشفى الظهران    تعاون سعودي – سريلانكي في مجالات الإعلام    الشهري ينال الماجستير بامتياز    الصنهاج والزهراني يحتفلان بزواج ريان    بالتنسيق مع 5 وزارات تمهيداً لوضع الإجراءات.. "البلديات" تشترط عدم كشف مساكن العمالة للجيران    الوفد السعودي بدأ زيارته لدمشق.. اتفاقيات اقتصادية لدعم التنمية في سوريا    المفتي يطلع على أعمال "حياة"    توجه رئاسي لحصر القوة بيد الدولة.. غضب على «حزب الله» في الداخل اللبناني    وسط تحذيرات دولية وركود في مفاوضات الهدنة.. غزة على شفا مجاعة جماعية    "الداخلية" تعلن فتح تحقيق في انتهاكات السويداء.. لا إعدامات جماعية في سوريا    موجز    واست رئيس بنغلاديش في ضحايا سقوط الطائرة.. القيادة تهنئ الرئيس المصري بذكرى اليوم الوطني لبلاده    اختيار سلمان: هكذا أطلق صقره ليحلق بالوطن    مفوض إفتاء جازان يستقبل منسوبي إدارة جمعية سقيا الماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا حج بلا تصريح
نشر في الرياض يوم 29 - 05 - 2025

تعد المشاعر المقدسة إرث ديني عظيم نرثه منذ زمن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فتعد تنظيمات مناسك الحج من أولى أولويات المملكة العربية السعودية، التي تولي المشاعر المقدسة من الحرمين الشريفين والمسجد النبوي جل اهتماماتها ورعايتها القصوى، وذلك منذ تولى آل سعود حكم المملكة العربية السعودية، ونشهد تطور إجراءات حماية الحرمين الشريفين كل عام باحترازات وقائية أعلى من عام الذي سبقه، بدأت المملكة مؤخرًا بإصدار تصاريح دينية صارمة وتأشيرات مخصصة لمناسك الحج، على أثرها تقوم بسن وضبط المتسللين نحو المشاعر المقدسة.
وتظهر هذه الجهود لتقدم وتصور الجهود المملكة الفعلية بداية مع الحرص على الزوار المملكة القادمين من شتى بقاع العالم، وتشديد الحماية الأمنية لسلامتهم وتوفير أسس الرعاية الصحية بالاستعانة بالحملات المختصة لتنظيم الحجاج، واتخاذ أشد الإجراءات القانونية فيما يخص محاولات التلاعب والاحتيال عليهم، تقدم هذه المساهمات التي تتخذها المملكة حرصًا على زوار البيت الحرام بنفي محاولات التشويه والإسقاطات التي تصيب المملكة بادعاءات لا صحة لها.
الأهمية القانونية للتأشيرات
تلعب التأشيرات القانونية دورًا كبيرًا في تنظيم دخول الحجاج للمشاعر المقدسة، وتضمن التزامهم بالأنظمة المعتمدة من الدولة، تفيد المحامية ديمه الخريجي، عن أهمية الدور القانوني الذي تضمنه تأشيرات الحج.
"تُعد تأشيرات الحج الأداة النظامية المعتمدة من قبل الدولة لتنظيم دخول الأفراد القادمين من خارج المملكة العربية السعودية بقصد أداء مناسك الحج، وهي تمثل حلقة أساسية في منظومة الحوكمة النظامية التي تحكم موسم الحج سنويًا. ويكمن الدور القانوني لتأشيرات الحج في عدة محاور رئيسة،
أولاً: ضبط الدخول المشروع، حيث لا يُسمح بالدخول إلى المملكة لغرض أداء مناسك الحج إلا بموجب تأشيرة حج رسمية صادرة عن الجهات المختصة، ما يضمن أن يكون توافد الحجاج ضمن إطار قانوني منظم وخاضع للرقابة،
ثانيًا: تعزيز الامتثال للأنظمة والتعليمات، فتتضمن تأشيرة الحج شروطًا واضحة تتعلق بمدة الإقامة، ونطاق الحركة، والالتزام بالمواقيت والمشاعر، ما يمكّن الجهات المعنية من تتبع مدى الالتزام وضبط المخالفات النظامية، ومنع الحج بدون تصريح أو خارج التنظيم الرسمي. وتضيف الخريجي:
ثالثًا: دعم السيطرة التنظيمية والأمنية، تتيح التأشيرات للجهات المختصة، كوزارة الداخلية ووزارة الحج والعمرة، القدرة على حصر أعداد الحجاج بدقة، وضبط تواجدهم في المواقع المحددة، ما يعزز من كفاءة الخطط الأمنية والصحية والتنظيمية خلال الموسم.و رابعًا: حماية المنظومة العدلية، وذلك من خلال حصر أداء المناسك على الحاصلين على تأشيرات نظامية، تسهم الدولة في الحد من الظواهر السلبية كالتسلل، أو الحملات الوهمية، أو الإقامة غير النظامية، مما يتيح مساءلة المخالفين وفق الأنظمة النافذة، كقواعد الإقامة والعمل ونظام مكافحة التستر. خامسًا وأخيرًا: ضمان الخروج النظامي، حيث تشكل تأشيرة الحج كذلك أداة لضمان مغادرة الحاج للمملكة فور انتهاء المدة المحددة نظامًا، حيث تتابع الجهات المختصة حركة الدخول والخروج بما يحد من بقاء الأفراد بطرق غير مشروعة بعد انتهاء المناسك.
وبناءً عليه، فإن تأشيرة الحج تمثل أكثر من مجرد إذن بالدخول، بل هي أداة قانونية شاملة تهدف إلى تحقيق التوازن بين تسهيل الشعيرة الدينية، والحفاظ على الأمن والنظام العام، وضمان احترام السيادة والأنظمة الوطنية المنظمة لموسم الحج."
لا شك أن التنظيمات والتشريعات التي تتمثل في تأشيرات الحج والتصاريح الدينية لم تأت عبثًا، بل أتت لتنظم إدارة الحجاج وتنظيمهم، تجيب الخريجي عن مساهمات التشريعات التي تنظم وتحد من المخالفات.
و"تسهم التشريعات المنظمة لتأشيرات الحج في الحد من المخالفات وعلى رأسها التسلل إلى المشاعر المقدسة من خلال إطار قانوني صارم يربط بين الحصول على التأشيرة وبين الامتثال الكامل لكافة المتطلبات والشروط النظامية. وتبرز مساهمتها في عدة أوجه رئيسية، أولها: قصر دخول المشاعر على الحاصلين على تصاريح نظامية، فتشترط الأنظمة أن يكون دخول المشاعر المقدسة محصورًا على من يحمل تأشيرة حج نظامية، أو تصريحًا صادرًا من الجهات المختصة، وهو ما يمنح الجهات الأمنية صلاحية التحقق من المشروعية النظامية لتواجد الأفراد داخل النطاق المكاني للمشاعر، ثانيًا: العقوبات الرادعة للمخالفين:
تتضمن اللوائح التنظيمية عقوبات صارمة بحق من يُضبط داخل المشاعر دون تصريح، وتشمل الغرامات المالية، والسجن، والإبعاد، والتشهير، ما يجعل من مخالفة الدخول غير النظامي مخاطرة عالية التكاليف.ثالثًا: التتبع الرقمي والتحقق الإلكتروني: ساهمت التشريعات الحديثة في اعتماد آليات تحقق إلكترونية تربط التأشيرات بالهوية والموقع، وهو ما يتيح للجهات المعنية كشف أي حالات تسلل أو انتحال صفة حاج، أو مخالفة نطاق التصريح الممنوح. رابعًا: تجريم الحملات الوهمية والتسهيلات غير النظامية" وتؤكد الخريجي على هذا المحور "تجرم الأنظمة كل من يسهم في تسهيل دخول الأفراد للمشاعر دون تصاريح، سواء كانوا من أفراد أو شركات أو مؤسسات، ما يشمل نقل الحجاج المخالفين، أو بيع تصاريح مزورة، أو الترويج لحملات غير معتمدة." وتنهي الخريجي حديثها في هذا المحور "خامسًا: تكامل الأدوار الرقابية: أتاحت التشريعات للجهات التنظيمية مثل وزارة الداخلية ووزارة الحج والعمرة والأمن العام التعاون فيما بينها في رصد المخالفات وتطبيق العقوبات، ما يحد من التسلل، ويعزز الرقابة الوقائية خلال كافة مراحل الحج.
وبهذا الإطار، لا تقتصر أهمية التشريعات المنظمة لتأشيرات الحج على تسهيل دخول الحجاج النظاميين فحسب، بل تمتد لتشكل منظومة متكاملة لحماية المشاعر من المخالفات، وضمان أداء الشعائر في بيئة آمنة ومنظمة، بما يعكس احترام الأنظمة وخصوصية الزمان والمكان".
حماية زوار بيت الله
تتحدث المحامية ديمه الخريجي من وجهة نظر قانونية، عن مساهمة التأشيرات والتصاريح الدينية برفع مستوى الأمان وتسهيل عملية إدارة الحجاج
"من منظور قانوني، تمثل تأشيرات الحج أحد المرتكزات الأساسية في منظومة إدارة الحشود وتأمين المشاعر المقدسة، إذ ساهمت بشكل مباشر في رفع مستوى الأمان وضبط العملية التنظيمية لموسم الحج. ويمكن تلخيص هذا الدور في النقاط الآتية: أولًا: تحديد هوية الحاج والتحقق من نظامية وضعه، حيث تفرض الأنظمة أن يتم إصدار التأشيرة بعد التحقق من البيانات الشخصية والصحية والأمنية لكل حاج، وهو ما يسهم في معرفة هوية كل من يدخل البلاد لهذا الغرض وضمان خلوه من أي مؤشرات أمنية أو صحية خطرة، ثانيًا: تمكين الجهات الأمنية من التصنيف والمتابعة، فتربط التأشيرات بين هوية الحاج وموقعه وتحركاته ضمن جدول زمني وجغرافي دقيق، ما يُمكّن الجهات الأمنية والتنظيمية من التصرف السريع في حالات الطوارئ، ومتابعة أي تجاوزات أو حالات فقد أو تسلل، ثالثًا: الحد من الحملات غير النظامية، من خلال اشتراط أن تصدر التأشيرات عبر قنوات رسمية فقط، ساهمت الأنظمة في تقليص ظاهرة الحملات الوهمية، وبالتالي قلّ عدد الحجاج غير النظاميين الذين كانوا يشكلون ضغطًا على البنية التحتية ويُخلّون بخطط التفويج والسلامة" .
رابعًا: تنظيم الأعداد وفق الطاقة الاستيعابية، تتيح منظومة التأشيرات التحكم في أعداد الحجاج الوافدين بما يتناسب مع الطاقة الاستيعابية للمشاعر والمرافق، وهو ما يقلل من الازدحام ويعزز الجاهزية الصحية والأمنية.
خامسًا: دعم أنظمة الذكاء الاصطناعي والتتبع: وذلك نظرًا لارتباط التأشيرات بالأنظمة الرقمية الحديثة، مثل تطبيق "نسك" ومنصات التفويج، فقد أصبح بالإمكان استخدام أدوات تقنية لمراقبة التدفقات البشرية وتقديم تدخلات وقائية وتنظيمية لحظية.
وبذلك، لا تقتصر وظيفة التأشيرة على كونها تصريح دخول، بل أصبحت أداة قانونية وتقنية فعّالة تمكّن الدولة من إحكام الرقابة، وضمان أمن الحجاج وسلامة الشعيرة، مما يعكس تطورًا تشريعيًا وتنظيميًا مواكبًا لتحديات العصر."
تأتي هذه التأشيرات أولًا لحماية وتأمين المشاعر المقدسة، وحرصًا على أمن زوار بيت الله من أي مشاكل محتملة، تفيد ديمه الخريجي عن مدى حماية هذه التأشيرات للحجاج "حرصت المملكة العربية السعودية، من خلال تشريعاتها المنظمة لموسم الحج، على توفير أعلى درجات الحماية القانونية للحجاج من الوقوع ضحية لعمليات النصب والاحتيال، وخصوصًا تلك التي ترتكبها بعض الوكالات أو الأفراد عبر إصدار تأشيرات وهمية أو الترويج لحملات غير نظامية. وتتجلى هذه الحماية في عدة نقاط رئيسية:
أولًا: اعتماد القنوات الرسمية لتصاريح الحج: فألزمت الأنظمة بأن تصدر تأشيرات الحج حصريًا عبر الجهات والبعثات الرسمية المعتمدة من قبل وزارة الحج والعمرة، سواء كانت جهات حكومية أو شركات مرخصة داخل بلدان الحجاج، ما يحد من فرص التلاعب ويوفر مسارًا رقابيًا موحدًا، ثانيًا: تجريم إصدار أو تسويق التأشيرات الوهمية: تُعد كافة صور إصدار أو بيع التأشيرات غير النظامية، أو تقديم وعود كاذبة بالحج مقابل مبالغ مالية، من الجرائم التي يعاقب عليها النظام، وتشمل العقوبات السجن، والغرامة، والإبعاد لغير السعوديين، والتشهير بالمخالفين." وتضيف الخريجي في هذا السياق "ثالثًا: ترخيص الحملات ومراقبة أدائها: يُشترط على الشركات والمؤسسات التي تقدم خدمات الحج الحصول على تراخيص رسمية، وتخضع لرقابة صارمة خلال الموسم، مع وجود آليات لتلقي شكاوى الحجاج والتحقيق فيها بشكل عاجل، رابعًا: حملات التوعية المسبقة، تقوم وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع السفارات والممثليات السعودية في الخارج بحملات توعية دورية، تحذر من التعامل مع أي جهات غير معتمدة، وتوضح السبل الآمنة للتسجيل في الحملات النظامية." وتُنهي الخريجي حديثها للرياض "خامسًا: بوابات إلكترونية مركزية لتوثيق البيانات:
وفّرت الجهات المعنية منصات إلكترونية موثوقة، مثل "بوابة المسار الإلكتروني"، التي تتيح للحجاج التأكد من نظامية الحملة والتأشيرة، وتمنحهم القدرة على تتبع حالتهم النظامية منذ التسجيل وحتى أداء المناسك.
وبذلك، فإن الأنظمة السعودية لا تكتفي بتنظيم دخول الحجاج، بل تتبنى نهجًا وقائيًا وعدليًا متكاملًا يحميهم من الاستغلال، ويعزز من موثوقية الخدمات المقدمة، ويؤكد أن أمن الحاج وحقوقه على رأس أولويات الدولة طوال موسم الحج."
تصوير مناسك الحج
من المهم للغاية أن توثق وسائل الإعلام جهود المملكة في حماية وتأمين الحجاج وإدارة عملية تنظيم هذه الجهود، يجيب الإعلامي محمد الحبيب عن أهمية نقل الإعلام (السعودي خاصةً) لصورة إيجابية عن مدى حرص المملكة على زوار بيت الله الحرام؟
"يجب على الإعلام السعودي التركيز على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بشكل خاص على زوّار بيت الله الحرام حتى يقطع الطريق على كل من يحاول تشويه صورة المملكة أو التقليل من جهودها لأهداف باتت معروفة للجميع؛ واتمنى أن يبرز الإعلام السعودي هذه الجهود، لاسيما على منصات التواصل الاجتماعي وبشكل مركز وكثيف لأن هذه البرامج استحوذت على مكان الاعلام التقليدي وسيطرت عليه وأصبح العالم يفضّل متابعة الأخبار على منصات التواصل الاجتماعي، علاوةً على أنها باتت بيئة خصبة لترويج الشائعات والمعلومات المغلوطة وسهولة انتشار الخبر بشكل كبير مقارنة بالأعلام التقليدي."
يضيف الحبيب عن إمكانية تقويم وسائل الإعلام لتغطية مناسك الحج والمناسك الدينية بشكل أفضل، وعن أبرز الزوايا التي يجب الأخذ بها عند تغطية المناسك الدينية
"ممكن عندما يستهدف المسؤولين التركيز على الاعلام الرقمي سيصبح لديهم حرية أكبر وتميز ومرونة أكثر وسرعة انتشار الخبر لأكبر عدد ممكن من الناس في مدة وجيزة بعكس الإعلام التقليدي الذي يعاني من البيروقراطية!"
وعن مساهمة سن القوانين والأنظمة الصارمة للحجاج بنقل صورة جادة عن أمن المملكة، وعن تغطية لهذا الجانب الصارم الذي يحرص على أمن زوارة، يجيب الإعلامي الحبيب:
"بالطبع.. سن القوانين الحازمة والانظمة الصارمة للحجاج يعطي انطباعا إيجابياً عن إمكانات الدولة أمنيًا ومدى تطورها وعلى قدرتها في إدارة حشود مليونيه في مساحة ضيقة ومحدودة بلا حوادث أو وفيّات - لا سمح الله - والدولة حريصة كل الحرص على تسخير كافة الإمكانات وتذليل كل المعوقات في سبيل راحة وسلامة وأمن الحجّاج."
رؤية العالم لهذا التنظيم
تقدم الخدمة الكاملة للحجاج وزوار المشاعر المقدسة في ظل هذه الأوقات المزدحمة صورة إيجابية لزوار القادمين من كافة بقاع الأرض، يجيب د. أيمن علي شربيني، مختص في التسويق السياحي وعضو الجمعية السعودية للسياحة، عن رؤيته لمؤشرات واضحة في تحسن مستوى الخدمات لزوار الأماكن المقدسة نتيجة تشديد الإجراءات المتمثلة في تأشيرات الحج والتصاريح الدينية على زوار بيت الله، "نعم، أرى أن تنظيم الدخول من خلال التصاريح والتأشيرات ساعد بشكل ملحوظ في تحسين مستوى الخدمات. أصبح من الواضح أن التحكم المسبق في الأعداد سمح بتقديم خدمات أكثر كفاءة وسلاسة، سواء في الحرمين أو في المرافق المحيطة. الأرقام توضح أن أكثر من 122 مليون زائر استفادوا من الخدمات خلال موسم رمضان، وهو مؤشر على استيعاب ضخم دون فوضى، مما يؤكد نجاح التنظيم."
يضيف د. أيمن عن مساهمة نظام تأشيرات الحج في تعزيز جودة تنظيم الرحلات الإيمانية للمشاعر المقدسة والمساجد النبوية
"ساهم نظام التأشيرات في تحسين التنسيق بين الجهات المنظمة ووكالات السفر، وأتاح جدولة دقيقة لقدوم المعتمرين، مما خفف الضغط ورفع جودة الخدمات. الرحلات أصبحت أكثر سلاسة، والتنقل بين المشاعر والحرمين أكثر انتظامًا. يكفي أن نذكر أن قطار الحرمين نقل أكثر من 1.2 مليون راكب خلال موسم رمضان، مما يدل على فعالية التخطيط والنقل المرتبط بأنظمة التأشيرات."
ينهي د. أيمن لقاءه مع الرياض بالحديث عن الفضل الذي ساهمت به التأشيرات والتصاريح الدينية في تحقيق خدمة المعتمرين والحجاج أمنيًا وصحيًا، وغيره، في تقديم صورة إيجابية عن أمن الدولة؟
"بلا شك، يظهر التنظيم المحكم في أداء المناسك صورة مشرقة عن المملكة من حيث الكفاءة الأمنية والإدارية. الخدمات الصحية كانت حاضرة بشكل فعّال، من خلال آلاف الحالات التي تم استقبالها في المستشفيات، وفرق الإسعاف المنتشرة، مما يؤكد الاستعداد العالي. هذا التنظيم يعطي انطباعًا عالميًا أن المملكة ليست فقط حاضنة للأماكن المقدسة، بل أيضًا نموذج في إدارة الحشود والأمن والخدمات."
تقدم المملكة جهود استثنائية في إدارة وتنظيم الحشود التي قد يصل عددها إلى 2 مليون زائر من كافة النواحي، وتقوم بتأمين جميع الاحتياجات الرئيسة والثانوية للزوار، باستخدام تقنيات وتطورات تخدم هذه الجهود الأمنية والصحية وتوزيع المستلزمات التي من شأنها تسهيل مناسك الحج، التي تقام خلال فصل الصيف، فيقوم المنظمون بتوزيع المياه والمستلزمات الصحية أثناء السعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.