بأهداف متدرجة، وخطوات مدروسة، تحقق المملكة -تباعاً- جميع تطلعات رؤية 2030، متسلحة بالعزيمة والإصرار، بأن تكون السعودية وطناً متطوراً ومزدهراً، يُشار إليه بالبنان في المنطقة العربية والعالم، وذلك من خلال برامج تطوير شاملة لكل مفاصل الدولة ومؤسساتها، تعتمد على تفعيل التقنيات الحديثة لتسيير أمور البلاد والمحافظة على المكتسبات. ولأن لكل مجتهد نصيباً، حققت المملكة كل ما تسعى إليه بحسب تطلعات الرؤية، متفوقة على الكثير من الدول المتقدمة، وهو ما أقرّت به المنظمات الدولية المتخصصة التي أعلنت غير مرة بأن رؤية المملكة تفي بوعودها كاملة، وتحقق تطلعات القيادة الرشيدة، ومعها أحلام المواطن، بإعادة صياغة الوطن على مرتكزات صلبة وقوية، ويشهد على ذلك تقدم المملكة في المؤشرات الدولية التي تقيس حجم تطور البلدان في الكثير من المسارات، وكان آخرها تصدر المملكة لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة لعام 2024، الصادر عن لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) التابعة لمنظمة الأممالمتحدة. ويعكس هذا الإنجاز، الدعم الكبير والاهتمام الذي توليه قيادة المملكة -أيدها الله- لمنظومة الحكومة الرقمية، والحرص على تقديم خدمات نوعية وسريعة، سواء للمواطن أو رجال الأعمال أو المستثمرين، الأمر الذي يسهم في تعزيز مكانة المملكة في المؤشرات الدولية الأخرى، وما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق بهذا المستوى الرفيع، لولا الدور المحوري للتكامل بين الجهات الحكومية، واعتمادها على برامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، وإطلاق المبادرات والمنتجات الرقمية التي تهدف إلى تحسين تجربة المستفيدين. ما يلفت الأنظار إلى الإنجاز السعودي في مؤشر الخدمات الحكومية الإلكترونية، أنه جاء للمرة الثالثة على التوالي، ولهذا قصة نجاح متدرجة الخطوات، بدأت في العام 2020 وفيها سجلت المملكة تطورًا ملحوظًا في نتائج هذا المسار بتحقيق المرتبة الرابعة، ثم تقدمت إلى المرتبة الثانية في 2021، قبل أن تتبوأ الصدارة في 2022، وتحافظ عليها في نسختي 2023 و2024، ما يعكس إصراراً وطنياً على تعزيز الريادة في هذا المسار بالوصول إلى قمته وعدم التنازل عنها. تقدّم المملكة المطرد في المؤشرات الدولية يبعث برسالة مهمة إلى من يهمه الأمر، بأن المملكة وطن استثنائي، سواء في الرؤية أو سقف الطموح أو التخطيط للمستقبل، فضلاً عن كونه يمتلك الكثير من الإمكانات والقدرات التي نجح ولاة الأمر في إعادة توظيفها بشكل علمي يحقق التطلعات ويطوع المستحيل ويجعله واقعاً ملموساً.