الجميع من عشاق كرة القدم يرى نجاح برشلونة الإسباني الباهر في مستواه الفني، والمذهل في تحقيقه للبطولات، وغالبية لاعبيه صغار سن وبعضهم لم يتجاوز عمره العشرين عاماً؛ ومع ذلك بفضل سياسة برشلونة المعتادة من سنوات في صقل المواهب الصغيرة فكرياً وبدنياً وفنياً ليكونوا جاهزين مبكراً حينما تتاح لهم فرصة المشاركة مع الفريق الأول. لا أعتقد يوجد أكاديمية بارعة في شغلها الشامل من الناحية الكروية الاحترافية مثل أكاديمية لاماسيا التي تنتج لنا مواهب أسطورية بعالم الكرة، مثل أندريس أنييستا، وتشافي هيرنانديز، سيرجي بوسكيتس، وليونيل ميسي، والعديد من الأسماء التي لا يمكن حصرها في مقال محدود الكلمات والجمل والعبارات. البعض من الأسماء المذكورة آنفا اعتزلت اللعب، والبعض منهم لا يزال يلعب بخبرته العريضة، ولكن برشلونة النادي الذي يجدد سياسته الحديثة بلاعبين آخرين لا يقلون شأناً عن الذين سبقوهم، مثل لامين لامال، وبيدري، وجافي، وكوبارسي، هؤلاء المواهب الصغيرة في عمرها والكبيرة في عرضها في الملعب كافية لقيادة برشلونة لبطولتي السوبر الإسباني الذي أقيم على ملاعبنا بالمملكة قبل أشهر، وكأس ملك إسبانيا قبل أيام قليلة، ومن أمام خصم وغريم تقليدي مثل ريال مدريد، وأن تخطف بطولتين من ريال مدريد هذا يعطي دليلاً قاطعاً على جودة العناصر التي لديك وعلى حُسن قدرتها على تحقيق البطولات. وما زال للمزيد من تحقيق البطولات بقية لدى نجوم برشلونة في الدوري الذي يتصدره حالياً، وفي دوري الأبطال بأوروبا الذي سوف يواجه فيه أنتر ميلان في دور نصف النهائي، أي يعني قد تكون هناك احتمالية لإضافة كتبية المدرب الألماني الداهية فليك بطولتي كبرى مع السوبر وكأس الملك. نأتي لخلاصة الفكرة من السهل أنك تأخذ سياسية التَقليد من برشلونة في منح الفرصة للمواهب الشابة، ولكن من الصعب أنك تصقلهم وتأسسهم بالتأسيس المثالي والصحيح حتى يكونوا في قمة جاهزيتهم. ختاماً: توجد أكاديميات كثيرة حول العالم، ولكن أكاديمية لاماسيا التابعة لنادي برشلونة الإسباني هي من يضرب فيها المثل بحكم الناجحات التي حققتها معاً خلال سنوات عديدة. ولا بد أن نشير قبل النهاية إلى نقطة مهمة للغاية أن النجاح لا يأتي بالتقليد، وإنما يتحقق بالعمل الشاق. حسين البراهيم