ليس ذنب الفرق السعودية أن تكون الفوارق بينها وبين بقية الفرق الآسيوية التي تشارك معها في الأدوار النهائية من بطولة النخبة الآسيوية التي تشهدها عروس البحر الأحمرجدة فوارق فنية كبيرة، وبالتالي من الطبيعي أن تلتهمها بالسبعة أو الأربعة أو الثلاثة، فمن جد وجد ولطالما أن أنديتنا قامت بدفع ثمن ومهر هذه البطولة بتعاقدات مميزة واستقرار فني وعناصري، فبلا شك تستحق أن يكون أحد الثلاثة بطلا لآسيا. بل إنني أرى من وجهة نظر شخصية أن الكرة السعودية ساهمت في نقلة كبيرة للاتحاد الآسيوي وبطولاته من الناحية التسويقية، وكقيمة فنية لبطولاته حتى أصبحت البطولات الآسيوية بسبب تواجد أسماء ونجوم عالمية كبيرة في كرة القدم محط أنظار مئات الملايين على مستوى العالم ولا تقل مشاهدات البطولة الآسيوية عن البطولات الأوروبية. وبلا شك فإن العيون اليوم إلى جوهرة العروس لمتابعة عرسا سعوديا آسيويا منتظرا عندما يلتقي الهلال الأهلي في الدور قبل النهائي من بطولة النخبة الآسيوية في مواجهة مرتقبة لن أبالغ إن قلت إنها تجمع الأقوى من الناحية العناصرية والاستقرار الفني والتدريبي، بل ومن أقوى المرشحين للحصول على لقب النخبة. مواجهة صعبة بكل المقاييس ولا يمكن القول إن ما يحدث بينهما في المواجهات التي تجمعهما على المستوى المحلي شرطا للحكم بأن فريقا سيتفوق على الآخر فهناك من جعل الأهلي بوابة العبور للهلال إلى نهائي النخبة، وهناك من يرى أن الهلال أصبح كتابا مفتوحا للأهلي الذي ألحق به الهزيمة في مملكة أرينا قبل شهر تقريبا. شخصيا أراها مباراة مدربين في المقام الأول فكل فريق لديه مدرب بعقلية تدريبية مميز يمتلكان أسلوب لعب مثاليا يليق بكل فريق يساعدهما بلا شك الأدوات التي يضمها كل فريق في صفوفه بدءا من حراسة المرمى وانتهاء بخط الهجوم. أحلام أهلاوية بأن يحقق فريقهم بطولة النخبة الآسيوية، بل تجاوز عقبة الهلال ستجعلهم أقرب من أي وقت مضى بتحقيق اللقب خاصة أن الوصول إلى هذه المرحلة مع الدعم الجماهيري الكبير المنتظر سيجعل من اقتراب الأهلي لنخبة آسيا أكثر من أي وقت مضى. أما الهلال فلن يسمح بكبريائه وزعامته أن يسقط في فخ الأهلي، بل وسيقاتل بأن تكون النخبة الآسيوية بمسماها الجديد أولوية تضاف لأولويات الهلال ويدرك أن مشواره في هذه البطولة وإن بدا سهلا فنهاياته ستكون قاسية فإن تجاوز الأهلي فقد يصطدم بجاره اللدود والعنيد النصر. كل الأماني للفرق السعودية الثلاثة بحضور مميز في المراحل الأخيرة من النخبة الآسيوية وقدرهم أن مقعد البطل لا يحتمل سوى بطل واحد، ولكن الأهم أنه سيسجل باسم الكرة السعودية وحضورها المميز على مستوى الحدث الآسيوي. نقطة آخر السطر: حزين لما مر به فريق الرائد هذا الموسم حتى أصبح قريبا وقريبا جدا من الهبوط لدوري يلو، وبكل أسف إن رائد التحدي دفع ثمن العناد وبعض القناعات الخاطئة، وكان ضحية لذلك فبات قريبا من الهبوط بعد 17 عاما قضاها في دوري المحترفين. مباراة الهلال والشباب الدورية الأخيرة أراها أجمل وأفضل وأسرع مباراة في دوري روشن هذا الموسم وكانت متعة كروية للمتابع الرياضي.