احتضنت مدينة جدة البطولة الآسيوية كعادة عروس البحر الأحمر وأجوائها، وفي مدينة الملك عبدالله، احتضنتها كما تحتضن الأم أبناءها لكنها في هذه النسخة كانت أكثر حناناً على الهلال في لقائه الافتتاحي، والذي بدا وكأن شيئاً من ذاته قد عاد، وكأن فريق الهلال العالمي لا يعترف إلا بآسيا، ولا تُظهر شخصيته الحقيقية إلا في هذا المحفل القاري الذي عشقه وعشقته جماهيره. فآسيا معشوقة الهلال الأزلية، لا تزال تلهب فيه الشغف وتعيد له أمجاده وتُعيد ترتيب هيبته في حضرة الكبار. عاد شيء من الهلال وعادت معه الروح: رأينا (مالكوم) يعدّ الأهداف كما لو كانت خطوات على طريق المجد، و(ليوناردو) يسجل (ومترو فيتش) يحسم و(سافيتش) يحضر بثقله وخبرته، أما (ياسين بونو) فكان له حضورٌ آسيوي خاص بتصدياته الحاسمة وكأنه يملك وعدًا شخصيًا للبطولة. الجماهير الهلالية: "روعة الهلال تتجلى دائماً في آسيا وكأن هذه البطولة تعرفه ويعرفها تتفتح له وتزدهر بحضوره" فالجماهير حضرت وملأت المدرجات بشغفها ورفعت "تيفو" يليق فقط بنادٍ عظيم، مشهدٌ لا يتكرر إلا مع فرق تعرف كيف تصنع التاريخ ولا تكتفي بالتغني به. فعلا في جدة فقد بدا الهلال مختلفاً دفاع منضبط وسيطرة واضحة وثقة حاضرة في كل خط من خطوطه، كل شيء كان يقول: هذا هو الهلال الذي نعرفه وهذا هو الهلال الذي ننتظره. المدير الفني جيسوس بدا وكأنه يعرف تماماً أن العشاق لا يرضيهم إلا الذهب، ولا مهر يليق بالهلال إلا هذه البطولة ولا طموح يشبع جماهيره إلا التتويج القاري، فشيء من الهلال قد عاد والباقي في الأوقات القادمة. سعود الضحوك