المضمون العميق

لم تكن رؤية 2030 مجرد خطة تنمية، بل مشروعاً وطنياً أدى إلى تغيير المفاهيم التقليدية إلى أخرى عصرية مع التمسك بالقيم الدينية والمبادئ الاجتماعية، مشكلة نسيجاً اجتماعياً منسجماً مع التحولات التي أحدثتها الرؤية في مختلف مجالات الحياة، فالرؤية قفزت بالوطن قفزات عملاقة أكدت مكانة المملكة السياسية والاقتصادية والتنموية في المجتمع الدولي.
جاءت الرؤية لتعيد صياغة مقدرات الوطن وتسخير إمكاناته لصالح تنميته وازدهاره، فكانت النتائج باهرة لم نتوقعها كمواطنين، لكنها كانت هدفاً واضحاً جلياً عند عرّابها سمو ولي العهد الذي أطلقها قبل تسع سنوات، وحققت الكثير من المكاسب قبل وقتها، وهذا يعطينا دلالة أن العمل حثيث من أجل الوصول إلى الأهداف كاملة، ربما قبل الموعد المحدد.
ما فعلته رؤية 2030 كان أمراً إعجازياً بكل المقاييس، ليست المحلية فحسب وإنما على الصعيد العالمي، فلا نعرف دولة وضعت خطة إستراتيجية واضحة المعالم محددة الأهداف وسبقت الزمن المحدد لإنجاز معظم مراحلها، وذلك ليس كل شيء، فمضمون الرؤية كان عميقاً ليحدث تحولاً جذرياً واكبه انطلاقة باتجاه المستقبل، فالرؤية ليست خطة مرحلية فقط، إنما هي تضع أساساً متيناً للأجيال القادمة تسير على نهجه وتكمل مسيرة النماء والازدهار.
فبعد رؤية 2030 هناك رؤية 2040، وهي مرحلة أخرى من البناء التنموي المتواصل، فقيادتنا لا تألو جهداً في تحقيق الازدهار والرفاه لشعبها، وما الإنجازات التي تحققت إلا دليلاً على أن العمل لا يتوقف، ولن يتوقف وصولاً إلى تحقيق الإنجازات والأهداف التي نصبوا لها أن يكون وطننا في مقدمة دول العالم بإنجازاته وحكمة قراراته ورؤيته التي لا مثيل لها.