تمر علينا ملايين الرسائل الاتصالية في العالم الحديث بفضل التقنية والتحول الرقمي الذي نشهده، تتراوح جودة الرسائل من حين لآخر، وتختلف ماهيتها وأهدافها وطرقها، هذا ما جعل يوم الفرد مليئاً ومزدحماً جدًا بالرسائل الإعلامية والمعلومات، شكلت تلك الظاهرة نقاط قوة وضعف وركائز إيجابية وأخرى سلبية مثلها مثل أي أمر يحدث في الحياة، مما جعل سوق الإعلام يختلف ويتغير تغيراً جذرياً ونوعياً، في السابق كانت تصل الرسالة عبر وسائل محددة وبطرق موحدة، وليس للقارئ، أو المتلقي حق الرد، أو التعليق سلبًا، أو إيجابًا. لذا نجد شريحة كبيرة من "الجمهور الغاضب الصامت" ليس رغبتًا، بل رغمًا، مما يجعل الحمل على عاتق إدارات العلاقات العامة أكبر لتقصي وجهة نظر الجمهور، ومعرفته مدى رضاهم على الممارسات للمنظومة، في الوقت الراهن أصبح المتلقي يتحدث أكثر من المرسل، وأصبحت الوسيلة تتحكم بالاثنين، وفتح المجال للمتلقي في التعبير فتح باباً جيدًا "للطابور الخامس" ومناخًا جيدًا لمن أراد التشويش على قراءة وضع الجمهور. ما ذكر في السابق هي مقدمة عن الوضع الاتصالي ولا تحمل تفصيلًا، التحول الحالي والصعوبة لدى المرسل في إيصال الرسالة وتأثيرها، المتلقي أصبح أكثر ذكاءً من السابق ولن تنطلي عليه أي رسالة بسبب الكم الهائل من البيانات والمعلومات التي يتعرض لها، فباتت الرسالة المؤنسنة ضرورة وليست رفاهية، إن أردت إيصال أجندتك ورسائلك أنسنها وارفع الجودة في الأنسنة، لأنك لست الوحيد الذي يؤنسن رسائله. في الختام: أنسنوا فإن في الأنسنة بركة.