امتدح نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية بجمهورية مصر العربية ناصر ترك الجهود المبذولة في خدمة المعتمرين من قبل الجهات المعنية في المملكة في موسم رمضان الفائت، وقال ل"الرياض": شهد موسم العمرة الأخير -وبحمد الله وتوفيقه- نجاحًا باهرًا وتجاوزًا للأرقام القياسية في أعداد المعتمرين، مما يعكس الجهود المضنية التي تبذلها المملكة العربية السعودية ووزارة الحج والعمرة في خدمة ضيوف الرحمن. وقال "هذا الإنجاز يدعو للفخر والتقدير، ويؤكد على التزام المملكة الراسخ بتوفير أفضل السبل لتمكين المسلمين من أداء مناسكهم بيسر وسهولة"، وأوضح الترك أنه من خلال تجربته كنائب رئيس غرفة شركات السياحة ورئيس لجنة السياحة الدينية سابقًا، أن هناك ثمة مقترحات من شأنها تعزيز جودة الخدمات المقدمة للمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك في المواسم المقبلة، ففي مجال تنظيم مدة الإقامة والتأشيرات، يرى دراسة تقصير مدة البرامج بحيث يكون اعتبارًا من منتصف شهر شعبان، على ألا تتجاوز مدة برامج العمرة عشرة أيام. حيث إن هذه الخطوة ستسهم في تخفيف الضغط على المرافق والخدمات خلال ذروة الشهر الكريم، مع تقصير صلاحية التأشيرات، بحيث تكون صلاحية التأشيرات أسبوعًا واحدًا فقط، بما يتناسب مع مدة البرامج المقترحة، مما يحد من حالات التأخير والتجاوزات، وطالب الترك بتطبيق عقوبات صارمة، مع تفعيل نظام رقابي صارم وتطبيق عقوبات فورية على الوكلاء الخارجيين والمحليين في حال تجاوز صلاحية التأشيرات أو مخالفة لمدة البرامج المتفق عليها، قد تصل إلى إيقاف الترخيص. إدراج "الوجبات" ضمن باقات الإقامة الاقتصادية وتفعيل نظام رقابي على "الوكلاء" ونبه الترك إلى أهمية توعية معتمري دول العالم خاصة في الدول التي تشهد إقبالًا كبيرًا على العمرة مثل مصر وشمال إفريقيا وتركيا وإندونيسيا والهند وباكستان وغيرها، من خلال حملات توعية مكثفة بمهنية عالية للمواطنين، يجب أن تركز هذه الحملات على آداب العمرة، والالتزام بالأنظمة والقوانين، وأهمية التعاون مع الجهات المنظمة. ولتجاوز سلبيات تجمع المعتمرين من بعض الجنسيات على سيارات توزيع الوجبات وتعمدهم الاحتفاظ بفائض كبير يؤدي إلى تلف وتعفن تلك الوجبات قال الترك يجب فرض توفير وجبتين على الأقل (إفطار وسحور) ضمن باقات الإقامة الاقتصادية، حيث هذه الخطوة ستسهم في الحد من ظاهرة التسول وتوفير الغذاء للمعتمرين المحتاجين. ولتنظيم الدخول إلى الحرمين الشريفين طرح الترك فكرة تفعيل نظام "اعتمرنا" لحجز مواعيد العمرة والصلاة في الروضة الشريفة، مع تطبيق نظام البوابات الإلكترونية بالباركود لضمان الالتزام بالمواعيد وتنظيم حركة الدخول والخروج، مما يوفر تجربة أكثر انسيابية وراحة للمعتمرين. ولضمان الالتزام بالأنظمة توقع الترك أن ربط التأشيرة بحجوزات طيران مؤكدة ذهابًا وإيابًا، بالإضافة إلى حجوزات فنادق مصنفة ومعتمدة من وزارة السياحة. وأضاف: هذه الآلية ستمنع التحايل على مدة البرامج وتضمن إقامة لائقة للمعتمرين، مع منع أي تعديلات على برامج العمرة بعد إصدار التأشيرات، واعتبار ذلك مخالفة تستوجب العقوبة على الوكيل السعودي والخارجي. ولمزيد من تقويض مساحات تجاوزات بعض المعتمرين يرى الترك منع تسكين المعتمرين في فنادق غير مصنفة، مع تطبيق رقابة صارمة لمنع تسكين المعتمرين في أي فنادق غير مصنفة أو غير مرخصة من قبل وزارة السياحة، لضمان توفير معايير الإقامة المناسبة، إضافة إلى ضرورة تغليظ العقوبات على الشركات والمؤسسات المخالفة، لضمان الالتزام بالأنظمة والقوانين وحماية حقوق المعتمرين، وقال الترك ل"الرياض" إن هذه المقترحات تأتي انطلاقًا من إيماننا العميق بأهمية تطوير منظومة العمرة باستمرار، وبضرورة تضافر الجهود بين جميع الأطراف المعنية لتعزيز الجهود السعودية نحو تجربة عمرة ميسرة ومريحة وآمنة لجميع ضيوف الرحمن. وقال "نحن نشهد التطورات الهائلة التي تشهدها المملكة في بنيتها التحتية وخدماتها المقدمة لضيوف الرحمن، وهذا يدعونا إلى مواكبة هذه التطورات بتطوير آليات العمل والفكر لدى الشركات العاملة في هذا القطاع، والاهتمام بتدريب الكوادر البشرية، وتحديث أنظمة الحجز والمنصات الإلكترونية". وتابع الترك "إن تطوير هذا الملف الحيوي لا يقع على عاتق المملكة وحدها، بل هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع المسؤولين في العالم الإسلامي، ليخلصوا في أداء دورهم تجاه مواطنيهم وتوعيتهم وتوجيههم لأداء مناسكهم على أكمل وجه. ناصر ترك