شهد قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، مدفوعاً برؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية. ولعبت الفعاليات الكبرى مثل موسم الرياض دوراً محورياً في جذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، ما انعكس على النمو الاقتصادي والطلب على الخدمات السياحية والبنية التحتية. في هذا الحوار مع علي بيلون، المدير العام الإقليمي لشركة Visa في السعودية والبحرين وعُمان، نستعرض أبرز نتائج "دراسة نبض السفر" التي أعدتها Visa، والتي تسلط الضوء على تأثير موسم الرياض على السياحة، واتجاهات إنفاق الزوار الدوليين، والدول الأكثر إقبالاً على زيارة المملكة، إلى جانب دور Visa في دعم قطاع المدفوعات الرقمية وتعزيز تجربة السفر. لعب موسم الرياض دوراً محورياً في النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، لا سيما في مجال السياحة. هلاّ أوضحت لنا تأثير ذلك على قطاع السياحة؟ أثبت موسم الرياض مكانته محركاً رئيسياً لقطاع السياحة والاقتصاد السعودي الأوسع؛ إذ تشير بيانات دراسة نبض السفر من Visa إلى أن المملكة شهدت زيادة بنسبة 47.6% على أساس سنوي في عدد الزوار الدوليين خلال الربع الأخير من عام 2024، علماً بأن الرياض وحدها استقبلت أكثر من 500 ألف زائر من حاملي بطاقات Visa من مختلف أنحاء العالم. وينسجم هذا الازدهار السياحي بشكلٍ مباشر مع رؤية السعودية 2030، الرامية إلى استقطاب 150 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2030. كما تسلط هذه الزيادة في عدد الزوار الضوء على كفاءة الفعاليات الثقافية والترفيهية ودورها في دفع عجلة السياحة، بما يتماشى تماماً مع الأهداف طويلة الأمد للمملكة. بالحديث عن الجمهور الدولي الأوسع، ما الدول التي أبدت أكبر قدر من الاهتمام بموسم الرياض؟ وما التوجهات التي تلمسونها؟ لا يقتصر موسم الرياض على الفعاليات الترفيهية المتميزة، بل يسهم بشكلٍ كبير أيضاً في دعم النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السياحية المحددة في رؤية السعودية 2030. وتُعد الفعاليات الكبرى، بما فيها الحفلات الموسيقية أو العروض الرياضية أو التجارب الثقافية، عوامل محفزة للنشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات، بما في ذلك الضيافة وتجارة التجزئة والخدمات الغذائية. وتُظهر بياناتنا أن فعاليات مثل حفل عمرو دياب وفعالية WWE ونهائي رابطة محترفات التنس كانت من بين أهم العوامل الرئيسية التي أثمرت عن زيادة عدد الزوار الدوليين، والتي ساهم كلٌ منها في زيادة عدد زوار المملكة بنسبة تزيد على 20%. ولا يقتصر دور هذه الفعاليات على زيادة الإنفاق فحسب، بل تعزز أيضاً مكانة المملكة المتنامية بصفتها وجهة عالمية للفعاليات. ما الدول التي تتصدر قائمة الزوار الدوليين والإنفاق في الرياض؟ وما التوجهات الناشئة في مجال السياحة؟ تُظهر بيانات Visa بأن الرياض استقبلت حاملي بطاقات Visa من 195 دولة خلال الربع الأخير من عام 2024. وكانت أعلى نسبة من الزوار والإنفاق من دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها الكويت (بزيادة قدرها 83% على أساس سنوي في عدد الزوار)، وقطر (43%)، ودولة الإمارات (29%)، وتلاها كلٌ من المملكة المتحدة (42%)، والولايات المتحدة (30%). وبرزت الصين بوصفها أسرع الأسواق نمواً من حيث أعداد الزوار، بزيادة بلغت 111% على أساس سنوي. ويؤكد هذا الاهتمام العالمي الجاذبية المتزايدة للرياض باعتبارها وجهة رئيسية للترفيه والثقافة والاستجمام، كما يعزز طموحات المملكة في التحول إلى لاعب رئيسي في سوق السياحة العالمية. ما القطاعات الرئيسية التي رصدت فيها شركة Visa أعلى معدلات نمو في الإنفاق في الرياض؟ وكيف تستفيد الشركات المحلية من ذلك؟ كان نمو الإنفاق ملحوظاً بشكلٍ خاص في قطاع الأغذية والمطاعم، حيث شهدنا زيادة بنسبة 25%، يليه قطاع التسوق والتجزئة بنسبة 23%. وأظهرت البيانات بشكل لافت أن واحداً من كل اثنين من حاملي بطاقات Visa تناول الطعام في المطاعم العادية أو مطاعم الوجبات السريعة، حيث بلغ متوسط الإنفاق 22 دولار أمريكي. ما الدور الذي تلعبه Visa في هذا الازدهار، لا سيما في ما يتعلق بالمدفوعات وتوجهات المستهلكين؟ تلتزم Visa بدعم استراتيجيات الحكومة السعودية في مجال السياحة الوافدة لجذب مزيدٍ من الزوار الدوليين، وهو ما يدعم جهود التنويع الاقتصادي المستهدفة في رؤية السعودية 2030. وتقدم دراسة نبض السفر من Visa لمحة عن بياناتنا القيّمة التي من شأنها أن تساعد شركاءنا. ومن خلال شراكتنا مع الهيئة السعودية للسياحة، أطلقنا مركز إدارة البيانات السياحية والحملات الترويجية الذي يوفر رؤى قائمة على البيانات للاستفادة منها في تصميم حملات ترويجية تعزز مكانة المملكة بصفتها وجهة ترفيهية وثقافية. كما نعمل مع شركائنا من البنوك والتجار لتوسيع شبكات الدفع اللاتلامسية في الوجهات السياحية الرئيسية ومنافذ البيع بالتجزئة ووجهات الضيافة الرئيسية، خاصةً في ضوء التوجه المتزايد نحو المدفوعات الرقمية بين المسافرين حول العالم. ومن ناحية أخرى، نعمل مع شركائنا المحليين لابتكار حلول مخصصة لتوفير تجربة دفع مجزية وسلسة وآمنة لعملائهم في المملكة عند سفرهم إلى الخارج. ختاماً، ما الذي يمكن أن يتوقعه المسافرون من Visa عند زيارة المملكة، خاصة في ما يتعلق بالمزايا والخدمات؟ سيكون حاملو بطاقات Visa الذين يزورون المملكة على موعد مع مجموعة متنوعة من مزايا السفر الكفيلة بتعزيز مستويات الراحة والجدوى في رحلتهم. وتشمل هذه المزايا خيارات دفع رقمية سلسة لدى الأنشطة التجارية، بدءاً من متاجر التجزئة ووصولاً إلى المطاعم ووجهات الترفيه. كما توفر Visa طرق دفع آمنة تضمن حماية البيانات المالية للمسافرين أثناء تواجدهم في الخارج. وبفضل شبكة مدفوعاتنا المعتمدة في جميع أنحاء المملكة، يمكن للمسافرين الوصول والاستمتاع بالتجارب الغنية التي توفرها المملكة، بالتزامن مع الاستفادة من سهولة وأمان حلول الدفع من Visa.