"ال" التعريف لا تتجاهلوها

في زمننا الحالي، حيث تسيطر السرعة على جميع جوانب حياتنا، برزت ظاهرة جديدة لدى الجيل المعاصر تتمثل في تجاهل استخدام "ال" التعريف في اللغة العربية، الشباب اليوم تحت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل الرقمي السريع، يميلون إلى تقليص استخدام "ال" بهدف اختصار الوقت والجهد في الكتابة والتواصل.
لكن على الرغم من كون هذا التوجه قد يبدو طبيعيًا في ظل ثورة السرعة، إلا أن تأثيره على اللغة العربية عميق. "ال" التعريف ليست مجرد أداة لغوية بسيطة، بل هي جزء جوهري في بناء الجمل والمعاني؛ فهي التي تحدد الفرق بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول، وتحدد الشخص أو الشيء المشار إليه بوضوح، على سبيل المثال، الجملة "ذهب طالب إلى المدرسة" تختلف تماماً عن "ذهب الطالب إلى المدرسة"، حيث الأولى تشير إلى أي طالب بشكل عام، بينما الثانية تشير إلى طالب محدد.
إزالة "ال" التعريف قد تؤدي إلى غموض في المعنى، والتباسٍ في الفهم، خاصة في النصوص التي تتطلب دقة في التعبير، كما أنها تُضعف القدرة على التمييز بين الفاعل والمفعول به، وتُفقد الجملة دقتها وسلاستها.
في عصر السرعة، قد يبدو أن التخلي عنها هو مجرد تطور بسيط في اللغة، لكنه في الواقع يشكل تهديدًا كارثيًا على قدرتنا في التعبير بدقة وفهم المعنى بوضوح، اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي أداة للفكر والتأمل، ويجب أن نحرص على عدم التضحية بجمالها ودقتها من أجل السرعة.