المملكة تعزز مكانتها كوجهة رائدة للمبدعين على مستوى العالم في إطار جهود المملكة لتعزيز بيئة جاذبة للمواهب واستثمار الكفاءات البشرية، وتماشياً مع رؤية المملكة 2030 الطموحة، صدرت الموافقة السامية على منح الجنسية لعدد من العلماء والأطباء والباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال المتميزين. تأتي هذه الخطوة لتؤكد التزام السعودية باستقطاب أبرز الكفاءات وأصحاب التخصصات النادرة، الذين يسهمون في تعزيز التنمية الاقتصادية والصحية والثقافية والرياضية والابتكار في المملكة. ومن بين هؤلاء المتميزين، العالمتان نيفين خشاب وجاكي بي رو ينغ، اللتان تحظيان بشهرة عالمية في مجالاتهما. تُعتبر نيفين خشاب من الرواد في الأبحاث العلمية المتقدمة، بينما تتميز جاكي بي رو ينغ بإسهاماتها الكبيرة في تطوير التقنيات الحديثة والأبحاث التطبيقية.باستقطاب هذه الكفاءات العالمية، تؤكد السعودية التزامها بتعزيز الابتكار والتقدم في مختلف المجالات، وتعزيز مكانتها كوجهة رائدة للعلماء والمبدعين على مستوى العالم. البروفيسورة السعودية نيفين خشاب، أستاذة علوم الكيمياء والعميدة المشاركة في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، تعد نموذجاً مشرفاً للنساء العربيات على الصعيد العالمي. بفضل كفاءتها العلمية المتقدمة وإسهاماتها البارزة في الهندسة الحيوية والمركبات الثانوية، كانت لأبحاثها في الكيمياء العضوية وعلم النانو دور كبير في تطوير مجالات الطب والصناعة والبيئة والصيدلة، مما كان له تأثير إيجابي على البشرية. بدأت خشاب ذات الأصول اللبنانية مسيرتها العلمية بعد حصولها على درجة الدكتوراه من جامعة فلوريدا في جينزفيل عام 2006. عملت في جامعتي كاليفورنيا في لوس أنجلوس ونورث وسترن قبل أن تنضم إلى كاوست كعضو تدريس مؤسس في عام 2009 ، وعن قصة انضمامها لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كأحد مؤسسي قسم الكيمياء، قالت خشاب أنها كانت تعمل في جامعة نورث وسترن في شيكاغو عام 2008. وفي ذلك الوقت، وصلها اتصال غير متوقع من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة، حيث عُرض عليها أن تكون جزءًا من الكادر الأساسي للجامعة. «كانت هذه خطوة جريئة بالنسبة لي»، تذكر خشاب، وأضافت قائلة، «كان جميع زملائي يعتبرونني مجنونة لأنني فكرت في ترك الولاياتالمتحدة والذهاب إلى السعودية، لكنني قررت قبول التحدي.» بعد مرور 15 عامًا على هذه الخطوة الجريئة، أرادت خشاب أن تشارك تجربتها، حيث أصبح قسم الكيمياء الذي ساهمت في تأسيسه في الجامعة من بين العشرة الأوائل عالميًا في مجال الكيمياء. أبحاث تتوافق ورؤية 2030 تدور أبحاث البروفيسورة نيفين خشاب في جامعة كاوست حول كيمياء الجزيئات الكبيرة وأنماط التجميع الذاتي للجزيئات العضوية. هي متخصصة في تصميم وتطوير وتطبيق المواد النانوية «الذكية» التي يمكن برمجتها، مع تركيز خاص على أنظمة التغليف «الكبسلة»، توصيل المواد، والتجميع الذاتي. في مختبرها المتخصص في المواد الهجينة الذكية (SHMS)، تقوم البروفيسورة خشاب بتصميم وتصنيع تجميعات الجزيئات على المستوى الثانوي باستخدام التفاعلات غير التساهمية. تُستخدم هذه المواد الذكية في الأنظمة الطبية الحيوية مثل التغليف والتوصيل والاستشعار، وفي الأنظمة الصناعية مثل المركبات الثانوية والطلاء، وكذلك في المنصات البيئية للزراعة المستدامة. تؤمن البروفيسورة خشاب بشدة أن أهداف مختبرها تتوافق مع المبادرات الحالية في المملكة، مثل رؤية السعودية 2030، خاصة فيما يتعلق بالصحة والعافية، الطاقة، الاستدامة، والمواد اللازمة للاقتصادات الجديدة أبرز الجوائز والتكريمات وتزخر سيرة العالمة «نيفين خشاب» بحصولها على العديد من الجوائز المرموقة خلال مسيرتها المهنية، ومن أبرزها جائزة Crow في الكيمياء العضوية في عام 2004 ، وجائزة المراعي لتقنية النانو في عام 2013، وجائزة لوريال-يونسكو الدولية للمرأة في العلوم في عام 2017، كما تم تعيينها زميلة للجمعية الملكية للكيمياء في عام 2021 ، وحصلت على جائزة «نوابغ العرب» الأولى عن فئة العلوم الطبيعية عام 2023 ، وجائزة «كرام لين بيدرسن» CLP في كيمياء الجزيئات الضخمة، وهي واحدة من أعلى الجوائز الدولية الممنوحة في هذا المجال. حكاية ملهمة من بين العديد من إنجازاتها، برزت العالمة السعودية الدكتورة «جاكي يي-رو ينغ» في تصنيع المواد النانوية المتقدمة، والأنظمة والتطبيقات في التحفيز، وتحويل الطاقة، والطب الحيوي. كانت رؤيتها تتجاوز حدود المختبر، حيث أسهمت جهودها في تطوير العديد من المجالات العلمية، وخاصةً في مجال الطب، مما أضفى بعدًا جديدًا على العلم والبشرية. جاكي، الدكتورة الأمريكية السنغافورية الأصل، حصلت على الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة برينستون في نيوجيرسي عام 1991. ثم انضمت إلى كلية الهندسة الكيميائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1992، وبسرعة أصبحت بروفيسورة هندسة كيميائية في نفس المعهد بحلول عام 2001. كانت مسيرتها مليئة بالتحديات والإنجازات، حتى وصلت إلى منصب مدير مختبر نانوبايو التابع لوكالة العلوم والتقنية والأبحاث في سنغافورة في عام 2018. بين جدران المختبر ومجالات البحث الواسعة، كانت جاكي تضيء الطريق للعديد من النساء المسلمات، موضحةً أن العزم والشغف بالعلم يمكن أن يصنعان المعجزات. كانت قصتها تروى للعالم كحكاية ملهمة، تُذكرنا دائمًا بأن الحدود الوحيدة هي تلك التي نضعها لأنفسنا. أبحاث عالمية رائدة ساهمت الأبحاث الرائدة للعالمة جاكي بي. رو ينغ في مجال كيمياء المواد في إحداث ثورة في تركيب المواد المتقدمة ذات البنية الثانوية. لقد ابتكرت فئات جديدة من المواد غير المتجانسة التي تستخدم في التحفيز، مثل أكاسيد المعادن الانتقالية المسامية الصغيرة، والزيوليت ذو البنية المتوسطة، والسيليكا متوسطة المسام ذات البنية الثلاثية المستمرة الشبيهة بالرغوة. لم تتوقف إنجازاتها هنا؛ فقد نجحت في تطوير مجموعة واسعة من البلورات النانوية، بما في ذلك الأكاسيد والنيتريدات، وكتل النانو المعدنية، وألواح أكسيد النانو المعدنية، والمركبات الثانوية التي تُستخدم في الحفز والتطبيقات الطاقية. كانت لديها رؤية استثنائية لتصميم أنظمة ثانوية بوليمرية وغير عضوية تُستخدم في توصيل الأدوية، والطب الثانوي، وهندسة الأنسجة، والمقايسات التشخيصية. ومن بين ابتكاراتها البارزة، صممت جزيئات بوليمرية تحفيزية تتيح إيصال الأنسولين إلى مرضى السكري عند ارتفاع مستويات السكر في الدم، دون الحاجة إلى مراقبة خارجية. هذا الابتكار غير العادي يجسد روحها الابتكارية ورؤيتها المستقبلية، مما يجعل أبحاثها حجر الزاوية في تقدم العلم وتحسين جودة الحياة. أبرز الجوائز والتكريمات حازت الأستاذة الدكتورة «جاكي يي-رو ينغ» خلال مسيرتها على الكثير من الجوائز والتقديرات، ومن أبرزها جائزة الملك فيصل للعلوم لعام 2023 في الكيمياء تقديراً لإسهاماتها في تصنيع المواد النانوية المتقدمة والأنظمة والتطبيقات في التحفيز وتحويل الطاقة والطب الحيوي، وكذلك حصلت على جائزة بوردي Purdy من جمعية الخزف الأمريكية، وزمالة باكارد Packard، وجائزة الباحثين الشباب لمؤسسة العلوم الوطنية، وجائزة دريفس Dreyfus للأساتذة والباحثين، وجائزة في كيمياء الحالة الصلبة من الجمعية الكيميائية الأمريكية، وجائزة تي-آر 100 للمخترعين الشباب TR100 Young Innovator من مجلة «تكنولوجي ريفيو» Technology Review ، وجائزة كولبورنColburn من المعهد الأمريكي للمهندسين الكيميائيين، وميدالية اليوبيل في الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية من الاتحاد الدولي للمهندسين الكيميائيين، وجائزة إبراهيم التذكارية من أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم-كومستيك، كما تم إختيارها من قبل الإصدار السنوي «500 مسلم» 500 Muslim لسنوات متتالية منذ عام 2012 كواحدة من أكثر 500 مسلم تأثيرا في العالم، وتم اختيارها كواحدة من «أبرز مائة مهندس في العصر الحديث» من قبل المعهد الأمريكي للمهندسين الكيميائيين بمناسبة احتفائه بالذكرى المئوية.