يحل عيد الأضحى المبارك هذا العام على الفلسطينيين في قطاع غزة «حزينا وبلا أضاحي»، وسط استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقال تجار مواشي فلسطينيون ومواطنون، إن الحرب المستمرة للشهر التاسع على التوالي دمرت موسم الأضاحي لهذا العام. كما تختفي طقوس استقبال العيد من شوارع قطاع غزة التي اكتست بمظاهر الدمار، حيث كانت في هذا الوقت من كل عام تتجهز بالزينة والأضواء والأراجيح.وغيّبت الحرب أسواق العيد لا سيما الخاصة ببيع الأضاحي والتي يطلق عليها الفلسطينيون بالعامية اسم «أسواق الحلال». ويتزامن العيد لهذا العام مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد للعام 17 على التوالي ومنع استيراد السلع والبضائع، وتفاقم الأزمة الاقتصادية. وتشهد أسعار الأعداد القليلة من المواشي والأضاحي الموجودة بغزة ارتفاعا كبيرا يترافق مع انعدام القدرة الشرائية لدى غالبية السكان الذين فقد معظمهم وظائف كانوا يعملون بها قبل الحرب.ويقول فلسطينيون من قطاع غزة إن الحصول على أضحية بات أمر صعبا جدا، فآلة الحرب الإسرائيلية حرقت الأخضر واليابس ولم تبق أي مزارع، في حين لم يدخل أي نوع من المواشي من خارج غزة كما يحدث كل عام قبيل عيد الأضحى. الحاج سليمان عمر اهتدى إلى مزارع في بلدة جباليا لديه القليل من الماعز والأغنام لكنه صدم من السعر الذي طلبه حيث يطلب بالكليو جرام الواحد من وزن الخروف 165 شيكل( 44 دولار) وذلك لو اشترى أي نوع من الخراف أو الماعز وهو المتوفر فقط بوزن أربعين كيلو جرام وهو المتوسط سيكون سعره 1760 دولار. وفاة مئات المرضى لعدم توفر العلاج وقال الحاج سليمان: «فكرت كثيرا في هذا المبلغ الخيالي الذي سأدفعه في أضحية ثمنها كان قبل الحرب فقط 400 دولار. في المقابل قرر سعيد عبدالله أن يوزع ثمن أضحيته على الفقراء والمساكين بعدما عرف بالأسعار الخيالية للأضاحي. وقال عبدالله: ذهبت لشراء خروف صغير لذبحه أول أيام عيد الأضحى كما أفعل في كل عام فاذا سعره يصل إلى ألفي دولار. وأضاف: «صعقت من هذا الرقم الخيالي للأضاحي رغم علمي بعدم توفرها وندرتها». وتابع: «قررت أن أتبرع بالمبلغ الذي رصدته للأضحية هذا العام (600 دولار) لصالح الفقراء والمساكين». أيمن ابو وردة الذي لديه عدد من الخراف والماعز أكد أن ارتفاع أسعار الأضاحي هو لندرتها وارتفاع سعر طاعمها وتربيتها. وأضاف ابو وردة: «هناك عزوف كبير من قبل المواطنين عن شراء الأضاحي هذا العام، فأنا لم أقم ببيع غير خروفين فقط، في حين عدة جمعيات خيرية حجزت عددا قليلا من الخراف والماعز لذبحها وتوزيعها على الفقراء والمساكين»؛ مستدركا بالقول»لكن في هذه الحرب 90 % من سكان غزة أصبحوا تحت خط الفقر». شهداء وجرحى بقصف على منازل شرق غزة تشتد حدة قصف الاحتلال لأنحاء متفرقة من قطاع غزة مع دخول الحرب يومها ال254 على التوالي، مسفرة عن المزيد من الضحايا بين الأهالي. أربع مجازر ارتكبت ضد العائلات، خلال ال24 ساعة الماضية، في أنحاء مختلفة من القطاع، وصل منها للمستشفيات 34 شهيدًا و71 إصابة. وقد أفادت مصادر طبية، بارتفاع عدد الشهداء جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منازل المواطنين، شرق مدينة غزة، إلى 19. وكانت طواقم الإسعاف انتشلت خمسة شهداء وعدد من الجرحى بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلين لعائلتي الجماصي والرملاوي في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، كما انتشلت 5 شهداء وعدد من الجرحى جراء استهداف منزل لعائلة حتحت بحي التفاح شرق مدينة غزة. يأتي ذلك وسط تسربيات أمنية إسرائيلية لمنابر إعلامية عبرية تتحدث عما تصفه ب»نية إنهاء العملية العسكرية» في مدينة رفح، جنوب القطاع، بادعاء أن جيش الاحتلال «على وشك هزيمة حركة حماس». كتائب المقاومة الفلسطينية أفادت بإيقاع المزيد من الخسائر في صفوف قوات الاحتلال، و»كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أعلنت أمس عن إيقاع «قوتين إسرائيليتين بين قتيل وجريح في تفجير منزل مفخخ وعين نفق» شرق حي الزيتون بمدينة غزة. 32 مستشفى توقف عن العمل من أصل 34 أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن استمرار انقطاع الكهرباء ونفاذ الوقود المشغل للمستشفيات تسبب في انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم 253 على التوالي، لافتة أن 32 مستشفى توقف عن العمل من أصل 34 مستشفى في القطاع، بسبب قطع الاحتلال الإسرائيلي لكل إمدادات الكهرباء منذ بدء العدوان، ومنع إيصال الوقود لما تبقى من مستشفيات. وأكدت مستشفيات القطاع أن نحو 350 ألف مريض من مرضى السرطان والقلب والكلى والسكر حرموا من العلاج، مما تسبب في وفاة المئات منهم، مشيرة إلى أن 90 % من الأجهزة الطبية دمرها الاحتلال على إثر قصفه للمستشفيات، مما جعل من عودة مستشفيات القطاع لتقديم الخدمات الصحية أمر صعبة ومستحيل. وتشير سلطة الطاقة الفلسطينية، أن قطاع غزة فقد 100 % من مصادر الكهرباء بعد تدمير الاحتلال لكل شبكات الكهرباء، ومنع إدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء منذ بدء العدوان، مما دفع سكان قطاع غزة للاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية للحصول على القليل من الكهرباء وهي ألواح غير منتشرة بالشكل الذي يسد احتياجات السكان من الكهرباء، كما تسبب انقطاع الكهرباء في توقف مضخات المياه والصرف الصحي. تفاقم الأزمة الصحية في الضفة حذرت منظمة الصحة العالمية، من تفاقم الأزمة الصحية في الضفة الغربية، جراء الهجمات على المرافق الطبية والقيود الصارمة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي.ودعت الوكالة الأممية في بيان صحفي، إلى «الحماية الفورية والفعالة للمدنيين والنظام الصحي في الضفة الغربية». ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة استشهد 546 مواطنا في الضفة الغربية بما فيها القدسالمحتلة، بينهم 133 طفلا، وأصيب أكثر من 5200 آخرين. وأعربت المنظمة عن أسفها لأن تدفق المصابين يزيد من عبء «الرعاية الطارئة في مؤسسات صحية تعاني بالفعل من الضغط» ولا يمكنها العمل إلا بنسبة 70% من طاقتها بسبب نقص الأموال. وسجلت منظمة الصحة العالمية 480 هجوما على مرافق صحية أو مركبات إسعاف في الضفة الغربية بين 7 /أكتوبر و28 /مايو، أسفرت عن مقتل 16 شخصا وإصابة 95 آخرين. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الحصول على الرعاية الصحية معقد أيضا في الضفة الغربية بسبب إغلاق الحواجز وتزايد انعدام الأمن وإغلاق قرى بكاملها. وقالت المنظمة إن الأزمة المالية الخطيرة التي تفاقمت بسبب احتجاز إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية، قد أدت إلى «تلقي العاملين الصحيين نصف رواتبهم فقط منذ عام تقريبا» في حين أن «45% من الأدوية الأساسية نفدت من المخزون». وتحتجز حكومة الاحتلال أكثر من 6 مليارات شيقل (الدولار يساوي 3.71 شيقل) من أموال المقاصة، وهي ضرائب تجبيها المالية الإسرائيلية، عن السلع الواردة شهريا، وتقوم بتحويلها إلى وزارة المالية الفلسطينية. الأزمة المالية أثرت على تمويل موازنة وزارة الصحة، الأمر الذي انعكس سلبا على القطاع الصحي في فلسطين، وأثر على القدرة التشغيلية والتوريد وحتى على المخزون الأساسي للأدوية والمستهلكات الطبية في مستودعات الوزارة المركزية. واشنطن بصدد تفكيك الرصيف العائم تفكيك الرصيف العائم أعلنت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» أنها قررت «نقل الرصيف العائم مؤقتًا» من موقعه على شاطئ قطاع غزة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، مجددًا، بسبب «توقعات بارتفاع أمواج البحر». وقالت «سنتكوم»، في بيان، «وبسبب توقعات ارتفاع أمواج البحر، سيتم إزالة الرصيف العائم من موقعه الراسي في غزة ونقله مجددًا إلى أسدود». وأضاف البيان أن «القيادة المركزية الأميركية تعتبر سلامة أفراد خدمتنا أولوية قصوى»، كما أن نقل الرصيف مؤقتًا سيمنع الأضرار الهيكلية الناجمة عن ارتفاع أمواج البحر. كما وأشارت إلى أنها «لم تتخذ قرار نقل الرصيف مؤقتًا باستخفاف، إلا أنه ضروري لضمان استمرار الرصيف المؤقت في تقديم المساعدات لغزة مستقبلاً». وبعد فترة ارتفاع أمواج البحر المرتقبة، سيتم إعادة تثبيت الرصيف بسرعة على ساحل غزة واستئناف تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. تجدر الإشارة، في السياق، إلى أن أوساطًا فلسطينية، تقول إن الغرض من إنشاء الرصيف العائم هو «خدمة لمصالح سياسية خفية» لإسرائيل والولايات المتحدة، على خلاف ما يتم تصويره من جانب واشنطن وتل أبيب من أنه «خطوة إنسانية». يذكر أنه في السابع من يونيو الجاري، أعلنت «سنتكوم» إعادة إنشاء الرصيف العائم قبالة ساحل غزة المخصص لنقل كميات محدودة من المساعدات للقطاع المحاصر. وقالت في بيان، «نجحنا في إعادة إنشاء الرصيف المؤقت في غزة، الذي انهار وسط الأمواج الهائجة أواخر الشهر الماضي». وكانت «سنتكوم» قد أعلنت في 17 مايو الماضي، عن «افتتاح الرصيف البحري على ساحل غزة»، ولكن سرعان ما انهار بعد أسبوع من تشغيله «جراء الأمواج، وانفصلت أجزاء منه ووصلت شاطئ مدينة أسدود». صدمة عقلية لأكثر من 10 آلاف جندي إسرائيلي نقلت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية عن منظمة «نفغاشيم» الإسرائيلية أن آلاف الجنود الإسرائيليين يعودون من قطاع غزة وهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. وأضافت الصحيفة نقلا عن المنظمة أن أكثر من 10 آلاف جندي في الاحتياط طلبوا تلقي خدمات الصحة العقلية.وقبل أيام أفادت الإذاعة الإسرائيلية بانتحار جندي بعد تلقيه أمرا بالعودة للخدمة العسكرية في قطاع غزة. وفي وقت سابق، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن عشرة ضباط وجنود إسرائيليين انتحروا منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدد منهم انتحر خلال المعارك في مستوطنات غلاف غزة. ومنتصف شهر مارس لماضي أقر الجيش الإسرائيلي بأنه يواجه المشكلة الكبرى في الصحة النفسية منذ عام 1973، وذلك على خلفية الحرب التي تخوضها فصائل المقاومة في قطاع غزة مع جيش الاحتلال منذ طوفان الأقصى.