كان عام 2023 عاماً مليئاً بالأحداث في الأسواق المالية. لم يحدث الركود الذي طال انتظاره في حين استمرت أسعار الفائدة في الارتفاع، وتصاعد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، وتصدر الذهب والنفط مركز الاهتمام. ويرى سورين أوتوسيمونسن، كبير محرري الاستثمار لدى ساكسو بنك، أنه ومع دخول عام 2024، تتمحور الأسئلة الكبيرة حول ما إذا كنا سنشهد ركوداً في العام الجديد؟ وما الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل البنوك المركزية؟ إضافة إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في المشهد السياسي العام مع استمرار النزاعات في كل من أوكرانيا وغزة والانتخابات المنتظرة في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، مما يجعلنا نتوقع حدوث أي شيء في الأسواق المالية في عام 2024. للحصول على رؤية أفضل حول وضع الأسواق في عام 2024 سألنا خبراء فئات الأصول الاستثمارية لدى ساكسو بنك عن أهم حدث في عام 2023؟ وما توقعاتهم لعام 2024 من حيث الأداء والاتجاهات؟ وما ينبغي على المستثمرين أخذه بعين الاعتبار بما يتعلق بأصولهم الاستثمارية؟ وعلى مستوى واقع الأسهم العالمية، يرى بيتر غارنري، أن أبرز الأحداث في عام 2023 تتمثل في الاهتمام المتصاعد بأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل تشات جي بي تي، مما أسهم في زيادة الاهتمام بمؤشر ستاندرد آند بورز إلى أعلى مستوى له على الإطلاق. وبالنسبة للسندات - ترى ألثيا سبينوز، أن الاقتصاد المزدهر في الولاياتالمتحدة قد شكل المفاجأة الأكبر لعام 2023. الأمر الذي أتاح للاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بما يتجاوز توقعات الأسواق. وعلى جانب العملات، تؤكد تشارو تشانانا، أن عدم حدوث الركود الاقتصادي المتوقع لحد الآن، شكل أكبر مفاجأة لعام 2023، إضافة إلى استمرار ارتفاع معدلات الفائدة لفترة أطول. وعلى جانب السلع قال أولي هانسن: "إن صمود الذهب خلال فترة الارتفاع الحاد في عوائد السندات ومعركة سوق النفط بين أوبك والمضاربين الذين يبحثون عن أسعار أقل". وحول التوقعات لعام 2024 بالنسبة للأسهم، يعتقد بيتر غارنري، من حيث الأداء أن العامل الأكبر فيما يتعلق بالأداء هو ما إذا كان سيحدث ركود أم لا، والذي أتوقع نسبة حدوثه بحوالي 50/50. وحول الاتجاهات التي ستقود السوق يقول: "أتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي والتحول الأخضر محور الاهتمام للأسهم في عام 2024 مع الأخذ بالاعتبار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي بما يتعلق بأسعار الفائدة والوضع الاقتصادي الصيني كعاملين مهمين، وما يجب على المستثمرين التركيز عليه في مجال الأسهم التنبه لاحتمال حدوث ركود اقتصادي لأن ذلك يشكل مؤشراً رئيساً على اتجاه فئة الأصول". وبالنسبة للسندات، توقعت ألثيا سبينوزي من حيث الأداء: أتوقع أن يستمر منحنى العائد على سندات الخزينة الأمريكية في التصاعد حيث تتفوق السندات عالية الجودة على أداء الأصول الخطرة، وفي جانب الاتجاهات التي ستقود السوق: "سيعود تباطؤ الاقتصاد والسياسات النقدية الأقل تشدداً بالنفع في نهاية المطاف على أسواق السندات"، وما يجب على المستثمرين التركيز عليه: "يجب على المستثمرين في الدخل الثابت الانتباه إلى معدلات التضخم والنمو والعجز المالي وكيف تتفاعل البنوك المركزية مع البيئة الاقتصادية والسياسية المتغيرة باستمرار". وعلى صعيد العملات، وحسب تحليل، تشارو تشانانا، من حيث الأداء: "من المرجح أن يتعرض الدولار لضغوط في عام 2024، حيث يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي رسمياً إلى اتباع سياسة أقل تشدداً، لكن علينا متابعة معدلات النمو خارج الولاياتالمتحدة"، وحول الاتجاهات التي ستقود السوق: "شكلت صفقات المناقلة محور الاهتمام في عام 2023، لكن دورات خفض الأسعار العالمية ستجعل استراتيجيات المناقلة في العملات أقل جاذبية في عام 2024". وما يجب على المستثمرين التركيز عليه: "العامل الأهم في العام المقبل هو الأوضاع السياسية، وخاصة النزاعات والانتخابات، حيث يبدو أن التصويت ضد المسؤولين الحاليين أصبح قاعدة ويمكن أن يكون له تداعيات على أسعار الصرف". وفي جانب السلع، يرى أولي هانسن، من حيث الأداء: "من المحتمل أن يكون عام 2024 هو عام المعادن وعلى رأسها الذهب والفضة والنحاس، مدفوعاً بانخفاض عوائد السندات وخفض أسعار الفائدة وتذبذب العرض". وعن الاتجاهات التي ستقود السوق: "تشكل التوقعات الاقتصادية للصين والولاياتالمتحدة وما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستشهد هبوطاً سلساً أو صعباً المفتاح لسلع مثل الطاقة"، وما يجب على المستثمرين التركيز عليه: "يجب أن يدرك المستثمرون أن السلع ذات العرض القليل يمكن أن ترتفع حتى لو كانت التوقعات الاقتصادية تبدو أقل تفاؤلاً".