قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا عادت إلى وضع "القوة العظمى" العالمية، بعد عامين تقريباً من إصدار أوامره بغزو واسع النطاق لأوكرانيا المجاورة. وأوضح بوتين في رسالة بالفيديو مساء الثلاثاء، وجهها للاجتماع السنوى لمجلس الشعب الروسي العالمي، وهي منظمة غير حكومية يرأسها بطريرك موسكو: "لقد أصبحنا أقوى". وسلط بوتين الضوء فى خطابه على ضم الأراضي الأوكرانية، والذي يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي، حيث وصف الرئيس الروسى الضم بأنه نجاح لروسيا. وذكر بوتين أن روسيا الحديثة استعادت وعززت "سيادتها كقوة عالمية". واتهم بوتين الغرب مرة أخرى بالبحث عن زرع البؤس والفوضى في روسيا من خلال السعي إلى التفوق من أجل التسبب في تفكك أكبر دولة في العالم من حيث المساحة. وقال إن مثل هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل. من جهته أعلن سلاح الجو الأوكراني الأربعاء إسقاط 21 طائرة مسيّرة خلال هجمات ليلية روسية. وأوضح سلاح الجو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "21 مسيّرة من طراز شاهد-136/131 وثلاثة صواريخ Kh-59 شاركت في الضربات" مؤكدا إسقاط كل المسيّرات واثنين من الصواريخ. وتتهم السلطات الأوكرانية القوات الروسية بشن حملة ضربات تستهدف بصورة منهجية منشآت الطاقة في البلاد مع اقتراب موسم الشتاء. وذكر سلاح الجو الأوكراني أنه استخدم طائرات حربية ووحدات دفاع جوي ووحدات متحركة للدفاع الجوي للتصدي لهذه الهجمات في مناطق جنوبأوكرانيا ووسطها. وأشار إلى أن الصاروخ الثالث الذي لم يتم إسقاطه لم يبلغ هدفه. ولم يرد أي تعليق حتى الآن من الجانب الروسي. وقال مسؤولون أوكرانيون إن سوء الأحوال الجوية يبطئ حملة روسيا العسكرية لتأمين شرق أوكرانيا والسيطرة على بلدة أفدييفكا المدمرة. وتحاول القوات الروسية مستعينة بضربات جوية السيطرة على أفدييفكا منذ منتصف أكتوبر في إطار تقدمها التدريجي البطيء في شرق أوكرانيا. من جانبه قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين امس إن قوات الدفاع الجوي الروسية دمرت طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا نحو العاصمة. وأضاف عبر تطبيق التراسل تيليغرام أن الطائرة المسيرة دُمرت فوق بودولسك في منطقة موسكو. وأردف "تشير المعلومات الأولية إلى عدم وقوع أضرار أو ضحايا في الموقع الذي سقط فيه الحطام". وفي اتجاه جنوب دونيتسك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن طائرات الهجوم "سو-25" الروسية دمرت مواقع المركبات المتموضعة بشكل متخفي ومدرعات القوات الأوكرانية، وقالت الوزارة، في بيان، "طواقم طائرات الهجوم سو-25 في القوات الجوية الروسية في منطقة تنفيذ العملية العسكرية الخاصة نفذت ضربات صاروخية جوية على الأهداف العسكرية والمعدات التابعة لوحدات القوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه جنوب دونيتسك"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وأشار البيان إلى أن إطلاق الصواريخ تم من طائرات كانت على ارتفاعات منخفضة. وبعد استخدام وسائل الهجوم الجوي، قامت الطواقم بتنفيذ مناورات، وأطلقت فخاخ حرارية، وعادت إلى مدرج الإقلاع. ونتيجة للعملية العسكرية، تم تدمير المواقع المتموضعة بشكل متخفي والتقنيات المدرعة للقوات الأوكرانية، بحسب البيان. على صعيد اخر أفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، أمس، بأنه من المرجح أن تكون القوات الجوية الروسية قد بدأت في استخدام قنابل الذخائر العنقودية من طراز "آر بي كيه – 500"، بشكل متكرر خلال شهر نوفمبر الجاري. وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن كل قنبلة من طراز "آر بي كيه – 500"، والتي تزن 500 كيلوجرام، تطلق ما يتراوح تقريبا ما بين 100 و350 من الذخائر الفرعية، بناء على المتغير. وفي المقابل، عادة ما تنفجر كل واحدة من الذخائر الفرعية إما عن طريق مئات الشظايا عالية السرعة، أو من خلال شحنة واحدة أكبر مضادة للدبابات، بحسب ما ورد في التقييم. وكان قد تم الإبلاغ عن نشر القنابل من طراز "آر بي كيه – 500" ضد القوات الأوكرانية، على محور فوهليدار وبالقرب من بلدة أفدييفكا في دونباس، وكلاهما في دونيتسك. وهناك احتمال واقعي بأنه، كما هو الحال مع القنابل الأخرى التي يتم إسقاطها جوا، فمن المحتمل أن تكون روسيا قد قامت مؤخرا بدمج مجموعة من القنابل الانزلاقية الموجهة عن طريق أجهزة الكمبيوتر المحمولة، مع قنابل من طراز "آر بي كيه – 500". يذكر أن القنبلة الانزلاقية هي سلاح بعيد المدى مزود بأدوات تحكم في الطيران تسمح له باستخدام مسار طيران منزلق على هدف على مسافة أكبر. ويسمح ذلك للطائرة الحاملة بإطلاق الذخيرة على بعد عدة كيلومترات من الهدف. وقد كانت دقة مجموعات القنابل الانزلاقية الروسية ضعيفة بشكل عام. هذا ورفض وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا المخاوف بشأن عدم إحراز الجيش الأوكراني تقدما في معركته ضد روسيا. وقال كوليبا، لدى وصوله لحضور اجتماع مع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل "لا يوجد طريق مسدود ". وأضاف كوليبا "علينا أن نواصل، علينا أن نواصل القتال. أوكرانيا لن تتراجع". وقال كوليبا إن الهدف الاستراتيجي لأوكرانيا في استعادة كامل أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، "لم يتغير ولن يوقفنا شيء". ودعا كوليبا أعضاء حلف الناتو مجددا إلى "زيادة إنتاج الأسلحة والذخيرة وغيرها من المعدات العسكرية بشكل كبير" لدعم أوكرانيا. وقال بشأن المزيد من التزامات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةلأوكرانيا، إنه لا يزال "متفائلا" بأنه سيتم اتخاذ قرارات لصالح أوكرانيا قريبا.