تحتفل المملكة العربية السعودية ومواطنوها في يوم الثامن من شهر ربيع الأول لسنة 1445 ه، الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من عام 2023م، بالذكرى الثالثة والتسعين لليوم الوطني. وذكر أ. د. سعد بن عبدالرحمن محمد العمري أستاذ في العلوم البيئية وعضو مجلس الشورى السعودي بدورته الثامنة، وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد: بهذه المناسبة أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -رئيس مجلس الوزراء- صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، كما أتقدم بالشكر والامتنان لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما تحقق لهذه البلاد من مكاسب وإنجازات على كافة الأصعدة خلال السنوات الثماني الماضية، التي واكبت رؤية السعودية (2030) ومبادراتها وبرامجها الطموحة، الهادفة إلى تعظيم الاستفادة الوطنية من جميع مقدراته الطبيعية والبشرية في مختلف المجالات والأصعدة. وحدة وطنية وقال أستاذ العلوم البيئية: في هذا اليوم المجيد نحتفل لمرور 93 عاماً من المجد والعزة، كما نستذكر نعم الله علينا في هذه البلاد المباركة، ومنها نعم الأمن والأمان والاستقرار، والوحدة الوطنية بين القيادة الرشيدة والشعب السعودي الوفي، والتي فوَّتت على أصحاب الفتن ودعاة الفساد تحقيق مآربهم ومقاصدهم الضالة. نعيش فرحة هذه المناسبة الوطنية السعيدة، ونشهد في هذا العهد الزاهر الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تطوراً وازدهاراً ورخاءً غير مسبوق يعمّ جميع مناطق الوطن، ويشمل مختلف مناحي الحياة. نهضة شاملة ويضيف أ.د. سعد العمري : يبرهن على تقدم المملكة ونهضتها الشاملة تقدمها الدولي في مؤشرات التنافسية العالمية المختلفة، حيث حصلت المملكة العربية السعودية على المركز الثالث بين الدول الأكثر تنافسية على مستوى دول العشرين في المؤشرات التنافسية المرتبطة بالأسواق المالية، كما احتلت المركز الأول في مجالس الإدارات على مستوى دول العشرين، والمركز الخامس في مؤشر أسواق الأسهم بين دول المجموعة. كما تقدمت المملكة في محور الأداء الاقتصادي من المرتبة ال(31) إلى المرتبة ال (6)، وتقدمت في محور كفاءة الحكومة من المرتبة ال (19) إلى المرتبة ال(11)، كما تقدمت في محور كفاءة الأعمال من المرتبة ال(16) إلى المرتبة ال(13)، محققة بذلك المرتبة (17) عالمياً من أصل (64) دولة هي الأكثر تنافسية في العالم، متفوقةً بذلك على دول ذوات اقتصادات متقدمة في العالم مثل: كوريا الجنوبية، ألمانيا، فرنسا، اليابان، إيطاليا، الهند، المملكة المتحدة، الصين، المكسيك، البرازيل، تركيا، وذلك وفق بيانات التقرير الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD). المملكة في المؤشرات الدولية ويشير العمري: "إن تقدم المملكة في المؤشرات الدولية وتحقيقها مراكز متقدمة هو انعكاس وشاهد للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والتحسين في بيئة التشريعات المالية والأعمال في هذا العهد الزاهر. كما أنا هذه التصنيفات العالمية المتقدمة للمملكة في كافة المجالات مكنتها من احتلال مكانة عالمية مرموقة، ومنحها حضوراً وتأثيراً دولياً قوياً في المجال الأمني والمالي والاقتصادي والإنساني والسياسي، ويأتي هذا الإنجاز الغير مسبوق كثمرة للدعم والتمكين والتوجيه للحكومة السعودية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. حزمة من الاستراتيجيات والمبادرات والتشريعات ويؤكد أستاذ في العلوم البيئية أ.د. سعد العمري: "لا شك أن ما تشهده المملكة من نهضة اقتصادية وتقنية وعمرانية واجتماعية في جميع مجالات الحياة، يؤدي إلى تحديات بيئية كبيرة وغير مسبوقة، ولهذا فقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين حماية البيئة اهتمامًا كبيرًا وجعلتها ضمن أهداف رؤيتها 2030. فعلى الصعيد الوطني شهدت المنظومة البيئية قفزات نوعية وغير مسبوقة في منجزاتها، حيث شهد هذا القطاع إطلاق حزمة من الاستراتيجيات والمبادرات والتشريعات الخاصة بالبيئة. كما تم إعادة هيكلة كاملة للقطاع البيئي ليتواكب مع النهضة الشاملة التي تمر بها المملكة على كافة الأصعدة، حيث تم إنشاء خمسة مراكز بيئية متخصّصة؛ هي المركز الوطني للالتزام البيئي، والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر، والمركز الوطني لإدارة النفايات، والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، والمركز الوطني للأرصاد. كما تم اعتمد نظام بيئي جديد متوافق مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية، وإعداد نظام جديد لإدارة النفايات ونظام للأرصاد. صندوق وطني للبيئة كما يرى د. محمد العمري بأنه :تم تأسيس صندوق وطني للبيئة، أسوة بمعظم الدول المتقدمة بيئياً، لدعم الاستدامة المالية لقطاعات البيئة، وتوفير الممكنات اللازمة للنهوض بها، وذلك من خلال المساهمة في دعم الميزانيات التشغيلية للمراكز البيئية المختلفة، ودعم البرامج والدراسات والابحاث والمبادرات البيئية المتنوعة. هذه التوجّهات الصديقة للبيئة للمملكة تعكسها ايضاً مشروعاتها المستقبلية ومنها مشروع مدينة (ذا لاين) في منطقة نيوم ومشروع البحر الأحمر، والتي هي عبارة عن تطوّر عمراني وتقني قائم على التنمية المستدامة ومصادر الطاقة المتجدّدة، حيث ستُدعم بالطاقة المتجدّدة بنسبة 100 %. زيادة الغطاء النباتي ونحو تحسين جودة البيئة والمناخ في مدينة الرياض تحدث د. العمري بأنه :جاء دعماً فقد دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الثلاثاء 12 رجب 1440ه مشروع "حديقة الملك سلمان" على مساحة تتجاوز 16 كيلو مترًا مربعًا لتصبح أكبر حدائق المدن في العالم، وذلك بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، حيث ستُسهم الحديقة بدورٍ كبير في زيادة الغطاء النباتي في المنطقة وبالتالي تحسين جودة الحياة في المنطقة وهذا يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 لمجتمع حيوي وصحّي. صندوق لأبحاث الطاقة والبيئة أما على الصعيد الدولي فقد ذكر د. العمري أستاذ العلوم البيئية: نفّذت المملكة العديد من مشاريع حماية البيئة، ومن أبرزها إنشاء صندوق لأبحاث الطاقة والبيئة، وكذلك مشروع الإعمار والإصلاح البيئي بعد حرب الخليج بمبلغ 4.1 مليارات ريال سعودي، والذي يعد أكبر مشروع إعمار بيئي دولي في التاريخ. كما أعلن سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مؤخرًا عن مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر) واللتاين توضحان توجّه المملكة والتزامها الدولي في حماية البيئة، حيث تضمنت هاتان المبادرتان زراعة خمسين مليار شجرة في المنطقة (10 مليارات شجرة داخل السعودية، و40 مليار شجرة في الشرق الأوسط). كما أن مبادرة السعودية الخضراء تهدف إلى رفع إسهام المملكة دولياً في تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من (4 %) من المساهمات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 % من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة. لقد حظيت هاتان المبادرتان بتأييد المجتمع الدولي، حيث اعتبارها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها إسهام كبير من المملكة لدعم القضايا البيئة المختلفة وفي مقدمتها التغير المناخي. قطاع البيئة محلياً ودولياً وختاماً لحديثه أشاد الدكتور العمري: إن ما تحقق من الإنجازات والمساهمات الكبيرة والنوعية للمملكة في قطاع البيئة محلياً ودولياً، يؤكد حرص والتزام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- تجاه الأجيال المقبلة في مختلف أنحاء العالم للارتقاء بمستقبلهم وجودة حياتهم. ختاماً: أسأل الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو وولي عهده الأمين ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يديم على هذه البلاد نعمتي الأمن والاستقرار والرخاء.