تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بالتزام حكومته بالإجراءات الصحيحة تجاه المستثمرين الأجانب، ليؤكد محاولات حكومته لتهدئة المخاوف بشأن الحالة الاقتصادية وصناعة السياسة التي لا يمكن التنبؤ بها في الصين. وقال "التنمية هي الأولوية القصوى للحزب الشيوعي الصيني في حكم وإنعاش البلاد سنواصل تشجيع الانفتاح رفيع المستوى بقوة، وتوفير حماية أفضل لحقوق ومصالح المستثمرين الأجانب وفقا للقانون"، وتحاول الصين تشجيع المستثمرين الأجانب تزايدت خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن اتضح بصورة أكبر أن تعافي الاقتصاد الصيني بعد التخلي عن استراتيجية صفر إصابات بفيروس كورونا المستجد، بدأ الظهور، في الوقت نفسه فإن الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي للتخلص من مخاطر سلاسل الإمداد، من خلال تقليل الاعتماد على الصين يخيم بظلاله القاتمة وبصورة أكبر على مستقبل النمو في الصين. في الوقت نفسه تزايدت التوقعات بزيادة الإنفاق في الصين وبخاصة على مشروعات البنية التحتية كجزء حزمة تحفيز أوسع بعد قرار بنك الشعب الصيني "البنك المركزي"، خفض أسعار الفائدة، وبحسب بنوك الاستثمار نومورا هولدنجز وستاندرند تشارترد ومورجان ستانلي، فإن السلطات الصينية قد تزيد حصص الحكومات المحلية في البلاد من إصدار السندات الخاصة والسماح لها بالتوسع في الاقتراض لتمويل الاستثمارات في البنية التحتية كما يتوقع بعض المحللين قيام الحكومة المركزية بطرح سندات جديدة كما فعلت في 2020، واستخدام سياسات البنك المركزي لزيادة الإقراض المصرفي بهدف دعم الاقتصاد، وأن أي دعم مالي يمكن أن يكون محدودا رغم ذلك، بسبب ارتفاع مستويات الدين العام للحكومات المحلية الصينية والفوضى المالية التي تواجه شركات التطوير العقاري، مما يجبر المسؤولين على توخي الحذر عند التوسع في الإنفاق المالي. بدورها قالت وانج تاو كبيرة المحللين الاقتصاديين في بنك يو. بي. إس جروب السويسري "عليهم "المسؤولين الصينيين" القيام بضخ حزم تحفيز مالية، لكن نطاق هذه الحزم سيتوقف على التقييم"، مضيفة "أن بكين يمكن أن تزيد الإنفاق على مشروعات البنية التحتية من خلال دعم التمويل للحكومات المحلية". إلى ذلك حضر رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ حوارا لرواد الأعمال في الاجتماع السنوي ال14، لمنتدى دافوس الصيفي، في بلدية تيانجين شماليالصين، حيث تبادل الأفكار معهم. ورأس كلاوس شواب، الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، هذا الحوار الذي حضرته المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا وأكثر من 120 من رواد الأعمال من أكثر من 20 دولة ومنطقة. وقال لي "إن حكمة وقوة رواد الأعمال تعد قوى لا غنى عنهما للتنمية الاقتصادية، معربا عن أمله في أن يتمكن رواد الأعمال من تعزيز فهمهم للصين"، وأضاف "أن الصين دولة كبيرة منفتحة وشاملة وصادقة، ولا تكرس جهودها لتنميتها فقط، بل تشارك فرصها أيضا مع الدول الأخرى بشكل استباقي". موضحا "إن تنمية الصين يمكن أن تضخ استقرارا وطاقة إيجابية وتجلب الشعور بالأمن لبقية العالم". وأشار إلى أنه ينبغي خلق المزيد من فرص التعاون وسط سعي الصين لتحقيق تنمية عالية الجودة، قائلا "إن البلاد ستعمل مع كل الأطراف لتعزيز تطوير التقنيات المتطورة وتوسيع مجالات جديدة للتعاون، ما يوفر مساحة جديدة وأوسع لاستثمار وتطوير الشركات. كما أعرب لي عن استعداد الصين للعمل مع رواد الأعمال من جميع الدول لتعزيز القوى الدافعة للتنمية عالية الجودة من خلال انفتاح وتعاون على نحو عالي المستوى، ما يضيف مزيدا من اليقين إلى الاقتصاد العالمي. من جانبهم قال رواد الأعمال الحاضرون "إن الصين هي السوق الأكثر ديناميكية بإمكانات نمو ضخمة، وأعربوا عن استعدادهم للمشاركة في التنمية عالية الجودة للاقتصاد الصيني. من جهته قال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس الصيفي بورغ بريندي "أن الاقتصاد الصيني مهم للغاية بالنسبة للصين والعالم أيضا"، مضيفا أن "الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وحوالي 30 %، من النمو العالمي يعتمد على نجاح الاقتصاد الصيني. وأشار بريندي "إلى أن الصين تتخذ العديد من الخطوات الصحيحة لدعم النمو على المدى المتوسط، إنني متفائل بشأن النمو الصيني. وعلى المدى الطويل، أنا متفائل للغاية بشأن نمو الصين"، ومن المقرر أن يشتمل برنامج الاجتماع السنوي على العشرات من الجلسات العامة والخاصة تحت 6 موضوعات أساسية: استعادة النمو، والصين في السياق العالمي، وانتقال الطاقة والمواد، والمستهلكون بعد الوباء، وحماية الطبيعة والمناخ، ونشر الابتكار، وفي إطار خطة طويلة الأجل، تتوقع الصين زيادة معدل التغطية الحرجية لديها إلى 26 % عام 2035، حيث سيرتفع الرصيد الحرجي في الصين بحلول ذلك الوقت إلى 21 مليار متر مكعب، وستظل مساحة الغابات الطبيعية عند حوالي 200 مليون هكتار.