في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، يلوم المدراء التنفيذيون الكبار والمستثمرون، الصين على الركود في الأسواق العالمية. لقد هيمنت على المناقشات رفيعة المستوى، في كل الجدال العلني وفي اللقاءات الصغيرة الخاصة، مخاوف من هبوط البلاد اقتصاديا، مع تباطؤ نموها الرسمي مما يؤدي إلى انخفاض ربع القرن. قال الخبير المالي «جورج سوروس» على العشاء ليلة الأربعاء: أن «الهبوط القاسي، على وجه الخصوص، لا يمكن تجنبه» مضيفا إن الصين هي جذر الأزمة المالية الحالية. ولكن خلف الكآبة والشؤم تنبثق صورة من بين النخبة العالمية لمنتجع التزلج في جبال الألب. بعض منها يأتي ممن عاش أو عمل في الصين. «ميليسا ما»، مؤسسة لشركة أسهم خاصة ب 6، 8 بليون باسم «آسيا ألترنيتيفز» واحدة منهم. تقول السيدة «ما»: «في دافوس، هناك فجوة بين البصيرة والواقع. فإن كانت رجلاك على الأرض في الصين فليس عليك أن تقلق. وتقع «آسيا ألترنيتيفز» في بكين، وهي تستثمر عبر آسيا. بحوالي نصف محفظتها المالية في الصين. ويمكن مشاهدة المديرين التنفيذيين الأكثر تأثيرًا في الصين في دافوس هذا الأسبوع، بمن فيهم «جانج كزين» الرئيس التنفيذي لشركة التطوير العقاري «سوهو» الصين، و«يا-كين جانج»، رئيس محرك البحث العملاق «بيدو»، و«جيانج جيانكينج»، رئيس البنك الصناعي والتجاري، و«جاك ما«مؤسِس» علي بابا. وقد جاء هؤلاء القادة ليتجادلوا لإيضاح الدقة أكثر في درجات الاختلاف في وجهات النظر حول الصين. فقد دافع البعض عن فعالية الصين في النمو لشريك غربي ذي شكوك وهموم معبر عنها صوتيا. «نيل شين» رأسمالي مشاريع المجازفة المحنك، وواحد من رواد الأعمال الصينيين الأكثر نجاحا، قال في حلقة نقاش عن تطور الصناعة الصينية، إن الشركات الصينية تتنافس في حقهم في الصناعات مثل صناعة الهواتف الذكية. وضمن ميدان الأسواق المالية تجادل القادة الصينيون والغربيون بأن المخاوف في الأسواق المتقلقلة مبالغ فيها. ففي الأسبوع الماضي، انتقلت الأسهم إلى أراضي السوق الهابطة – التي تحدث عندما تكون الأسهم منخفضة أكثر من 20 بالمئة من ارتفاع سابق – في جزء كبير من الأخبارعن أرقام الإنتاج المحلي لنمو الصين عام 2015 المخيب للآمال. ومع ذلك، نوه الكثيرون بهموم ضخمة بقت حول تباطؤ الاقتصاد الصيني وفيما إذا ستعالج حكومتها المرحلة الانتقالية التي ركزت على الصناعة والتصدير إلى اقتصاد يستمد معظم نموه من الاستهلاك. وقلق الكثيرون من أن النتيجة غير المقصودة للرئيس «كزي جين بينج» في حملة مكافحة الفساد سوف تسبب استمرار اضطراب الأسواق المالية. لامست «كريستين لاجارد»، المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي، هذه الصينية الكبرى اليوم وهي كيف ستتواصل حكومتها مع بقية العالم. وقالت السيدة لاجارد: «سأقول أيضا إن الانتقالات الضخمة المفترضة التي يعتريها الكثير جدا في نفس الوقت مقبولة هكذا، هناك مسألة الاتصال». وأضافت: «وهي أمر لا تحبه الأسواق.» في الصيف الماضي، بدأت إجراءات غير متوقعة من قبل الحكومة الصينية لبيع الأصول عالميا في الأسواق. بعض هذه الإجراءات دفعت السوق إلى توقف تام تقريبا. وعند نقطة واحدة في يوليو، تجمد ثلث سوق الأسهم. ومنع المستثمرون ذوو الرهانات الكبيرة في الأسهم من بيع هذه الرهانات. وتمت الإغارة على الصناديق الوقائية وحقق الباعة على المكشوف في ما أسمته الحكومة نشاطا خبيثا وكيديا، وفق التقاريرالإعلامية للدولة. ونظمت الحكومة حتى عمليات شراء بمعدل ضخم للأسهم من قبل صناديق استثمار ووساطة لترفع الأسواق الغارقة. والكثير من هذه الإجراءات التي تتدخل في السوق كانت النسخ الدقيقة التي قد قامت بها الكثير من البلدان الأخرى، بمن فيهم الولاياتالمتحدة، في أجزاء معينة من تاريخها الحديث. كما قال «جاري د. كوهن»، رئيس «جولدمان ساكس». أضاف السيد «كوهن»: «في الحقيقة، الاتصالات هي المهمة هنا، فالتواصل هو ما سيكونه السوق الصيني. والثبات على هذه النظرية مهما يكن مؤلما، فهي ستكون ضمن المرحلة الانتقالية.» ويتحدث عن نفس الموضوع «فانج كزينج هاي» نائب رئيس الهيئة التنظيمية للسندات المالية في الصين، فيقول لصالة مزدحمة: «نحن نتعلم، وسنفعلها.» وأضاف السيد «فانج»، الذي كانت هيئته التنظيمية مسؤولة عن الكثير مما يخص سوق الأسهم، «ينبغي علينا أن نقوم بعمل أفضل مما سبق» هذه الرسالة، مع ذلك، كانت لا تزال ضائعة عند بعض المراقبين الصينيين الساخرين. وبقي «كينيث روجوف» وهو اقتصادي من هارفارد، والذي حذر طويلا من أزمة مالية محتملة في الصين، متشككا، يقول: «هناك دعاية كبرى تدفع للقول أن كل شيء جيد، وكل شيء بخير!» وفي وقت سابق من الأسبوع، قال لمن يحضرونه في المنتدى إن دين الحكومة الضخم والمتراكم سوف يشكل صدمة يوما ما للنظام المالي الذي «يضخم الصدمات». وآخرون بوجهات نظر متشائمة عن الصين أخرجوا مخالبهم. يقول «جيم س. تشانوس»، الذي قال مرة إن الصين في مطحنة إلى جهنم، يقول إنه بقي قلقا بعمق. فصندوقه الوقائي «كينيكوس أسوشيتس» قدر أن نمو الصين المحلي الإجمالي في عام 2015 كان 5 بالمئة بالمقارنة مع 15 بالمئة فقط خلال السنوات الخمس السابقة. قال السيد «تشانوس» يوم الثلاثاء: «إن مشاكل دين الصين لا يزال يرقد أمامها»، مشيرا إلى هموم عن الحد الذي غذاه النمو الاقتصادي الظاهري للصين فعليا كان عن طريق الاستدانة. أما بالنسبة للسيد «سوروس»، فقد قال للحاضرين في المطعم البانورامي في فندق «سيه» في دافوس هذا العام إن الصينيين قد انتظروا طويلا لمخاطبة المرحلة الانتقالية وفق نموذجها التنموي بشكل صحيح. ولدى سؤاله من قبل مراسل بلومبيرج إذا كان هناك مخاطر من تكرار أزمة 2008، قال السيد «سوروس» إن السوق في زمن مشابه للأزمة المالية. أضاف «سوروس»: «لكن مصدر عدم الاستقرار مختلف اليوم عن ذلك في عام 2008، حيث كان السبب الرئيسي أزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة. واليوم السبب الأساسي هي الصين بشكل أساسي.» * عن «نيويورك تايمز»