(وَأَذِّن فِي النّاسِ بِالحَجِّ يَأتوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأتينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميق). تلبية لهذا النداء الكريم يتوافد ضيوف الرحمن هذه الأيام من كل فج عميق لأداء مناسك الحج وتقوم المملكة العربية السعودية بفتح جميع أبوابها الجوية والبحرية والبرية لاستقبال حجاج بيت الله الحرام بما يليق بهم من الحفاوة والتكريم وتقديم كافة الخدمات لهم منذ وصولهم إلى المنافذ وحتى وصولهم إلى المشاعر المقدسة في معاملة حسنة ومميزة قل أن يوجد لها مثيل في أي مكان في العالم. ولا غرابة في ذلك لأنها مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومن كرم العروبة الأصيلة. وتتم إدارة أعمال الحج - رغم كثافة أعداد الحجاج ومحدودية الزمان والمكان - بكفاءة عالية أبهرت العالم، وهذا بفضل الله الذي وفق ولاة الأمر في بلادنا وأبناءهم شعب المملكة إلى إدارة هذه الحشود بكل كفاءة واقتدار، يقودها الإخلاص والنية الصادقة والحسنة، يشهد به البعيد قبل القريب. وهذه العوامل ستمكن ضيوف الرحمن بإذن الله من أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة وطمأنينة وقبول إن شاء الله، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (مَن أتى هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما ولَدَتْهُ أُمُّهُ. [وفي رواية]: مَن حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ..) وقال صلى الله عليه وسلم: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ). نسأل الله أن يتقبل من حجاج بيته وأن يحفظهم من كل سوء ومكروه وأن يردهم إلى بلدانهم سالمين غانمين، وأن يحفظ بلادنا ومجتمعنا وقادتنا، وأن يجعل ما يقدم لضيوف الرحمن من خدمات وإكرام سببًا في زيادة الخير والبركة والأمن والاستقرار على بلادنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.