تمكن فريق طبي متخصص في الأشعة التداخلية بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم من علاج رجل «معمر» يعاني من احتباس البول المزمن بسبب تضخم البروستاتا الحميد غير المستجيب للأدوية، ويعيش بالاعتماد الكلي على قسطرة البول، ذكر ذلك د.عبدالعزيز بن أحمد الغراس استشاري قسطرة الأوعية الدموية والأشعة التداخلية، رئيس الفريق الطبي المعالج الذي قال إن المريض ظل لفترة طويلة يعاني من الأعراض الشديدة لتضخم البروستاتا الذي أدى بطبيعة الحال إلى تركيب قسطرة بولية وتعذر عليه إجراء عملية جراحية بالمنظار نظراً لحالته الصحية التي تجعل من التخدير إجراءً عالي الخطورة. وبينت الفحوصات الدقيقة التي أجراها أن حجم التضخم وصل إلى «120» جراماً وخلص الفريق الطبي إلى أن التدخل المناسب لهذه الحالة هو العلاج عبر الأشعة التداخلية تحت التخدير الموضعي. وبالفعل تم ذلك عن طريق إجراء قسطرة دم صغيرة، والدخول عبر فتحة لاتتجاوز 2 ملم أعلى الفخذ، وتوجيه القسطرة المختصة باستخدام أجهزة التنظير الإشعاعي للوصول إلى الشريان المغذي للبروستاتا وعلاجه، والذي يؤدي إلى تحرير مجرى البول وتسهيل عملية التبول، وتكللت جهود الفريق الطبي (ولله الحمد) بالنجاح، حيث غادر المريض المستشفى بعد «8» ساعات من العملية واستمرت حالته في التحسن إلى أن تخلص من القسطرة خلال فترة قصيرة جداً واستعاد قدرته على التبول بصورة طبيعية. وأوضح د.الغراس أن عمليات علاج تضخم البروستاتا عبر الأشعة التداخلية تتميز بأنها تتم بتخدير موضعي ومضاعفاتها نادرة وفاعليتها عالية ونسب نجاحها مرتفعة، إذ تساعد على إزالة القسطرة البولية في فترة زمنية قصيرة، بالإضافة إلى أنها لا تسبب الضعف الجنسي أو سلس البول. واستطرد قائلاً إن الأشعة التداخلية فتحت باباً واسعاً من الأمل لمرضى تضخم البروستاتا الذين لا تسمح حالتهم الصحية الخضوع لعمليات استئصال التضخم تحت التخدير العام، وقدمت حلاً جذرياً لعلاج هذه المشكلة الصحية المزمنة، مضيفاً أن بعض المراكز المتخصصة تستخدم هذه التقنية الحديثة التي تتطلب الكثير من التدريب، وتوفر الأجهزة الحديثة للمساعدة على الوصول إلى أدق الشرايين المغذية للبروستاتا، وهي أحد الخيارات العلاجية المهمة والناجعة التي يجب أن يعرفها المرضى.