العالم بأكمله ينظر إلى المملكة، وهي تقوم بخدمة ملايين المعتمرين والقاصدين في الحرمين، من أطهر بقاع الأرض ومن بلاد التسامح والسلام، ومن خلال مبادئها التي لا تحيد عنها، وثوابتها التي لا تتغير، فضلاً عن قيادتها للعالم العربي والإسلامي، والدفاع عن مبادئ القيم النبيلة للإسلام وتكريس قيم الاعتدال، بكل ما أوتيت من قوة وإمكانات خصوصاً أن قادة المملكة يؤمنون بأن الإسلام، يحض على التراحم بين جميع البشر، على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وثقافاتهم، كما تؤمن بأنه بالإمكان التعايش السلمي الآمن بين معتقدي جميع الديانات، كون مشتركات التسامح الإنسانية أعمق مع احترام العقائد والديانات الأخرى. ومن هنا، حرص ولاة الأمر، على نشر ثقافة التسامح والسلام في ربوع العالم، وحل الخلافات بين الدول وتقريب وجهات النظر وخدمة الحرمين وقاصديهما، وساعدها على ذلك كون المملكة دولة محورية ومركزية، تتمتع بثقل ديني واقتصادي وسياسي مهم في المنطقة والعالم، ويحظى قادتها على مرّ التاريخ بكل التقدير والاحترام من الجميع قادة وشعوبا لأدوارهم لتعزيز قيم الإنسانية وتعظيم الأمن والسلم العالمي. ورغم كل التحديات والصعاب في المحيط والعالم، شق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الطريق نحو التغيير والإصلاح الشامل وفق الرؤية 2030 وتقديم صورة للسعودية المتسامحة المنفتحة على الآخر وتفهّمّ ثقافة العالم وتكريس قيم الاعتدال ونبذ الإرهاب والتطرف. تجربة سعودية واليوم نعيش تجربة سعودية رائدة ونادرة مهمة لتعظيم صورة الإسلام السمح وإعادة التموضع لوضع مصالح المملكة الاستراتيجية العليا فوق أي اعتبار وتعضيد موازيين القوى الاقتصادية والفكرية والاجتماعية من خلال التسامح وبناء القوة الذكية والروحانية والناعمة والسياحية، وهى القوى المنوعة التي يمكن ممارستها من خلال التأثير على الآخرين بالثقافة التسامحية المدعومة بالقيم النبيلة والنماذج الفكرية المعتدلة، وتعظيم التقنيات المتجددة، والصناعات الإبداعية وتمكين المرأة وفق الرؤية 2030 التي رسمت مسار علاقات المملكة بالعالم من خلال استلهام قيم التسامح والتراحم والانفتاح الحضاري من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ركن أصيل في المسيرة السعودية. الإسلام والسلام وأكد سمو ولي العهد، في حوارات سابقة أن "الإسلام" يعني "السلام"، في إشارة واضحة إلى أن المملكة، باعتبارها أكبر دولة مسلمة وهي مهبط الوحي ومهد الرسالات، فهي داعية إلى السلام، ومنفتحة على الديانات والثقافات الأخرى، وترحب بالحوار بينها؛ لترسيخ التآلف والمحبة والتسامح بين أفرادها، وأن دولة هذه صفاتها في التعامل النبيل مع الشعوب الأخرى، من المستحيل أن تدعم التشدد بأي شكل من الأشكال. وجدد ولي العهد التأكيد على أن المملكة دولة إسلامية كبرى، حاضنة للجميع بدون أي تفرقة وهم الذين يعيشون على تراب هذه البلاد في تآخٍ وتراحم وودّ وإخاء. البعد الثقافي ونجح الأمير محمد بن سلمان في تعظيم البعد الثقافي والتاريخي والإسلامي للمملكة في العالم وإيصال رسالة نهج المملكة الوسطي للعالم وتبني قيم الوسطية والاعتدال من خلال دعمه وتعزيزه للقيم الإسلامية النبيلة ورفضة أي إملاءات أو التدخل في الشؤون الداخلية. ففي الوقت الذي حافظ فيه الأمير محمد بن سلمان على ثقافة ولاة أمر هذه البلاد منذ تأسيسها، بتقدير واحترام العلماء والمشايخ، حلّ ولي العهد على المدينةالمنورة مؤخرا في زيارة استغرقت ساعات، لثاني أقدس بقاع الأرض، ومستقر رسول الأمة الكريم، لتفقد احتياجات المسجد النبوي في أجواء رمضانية روحانية، وفي نفس الوقت دعم الأمير محمد بن سلمان مشروع تطوير المساجد التاريخية وتحقيق التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة بطريقة تمنح مكونات المساجد درجة مناسبة من الاستدامة، وتدمج تأثيرات التطوير بمجموعة من الخصائص التراثية والتاريخية، للتأكد من المحافظة على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد منذ تأسيسه. أهداف استراتيجية وينطلق المشروع من 4 أهداف استراتيجية، تتلخص بتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، ويسهم في إبراز البُعد الثقافي والحضاري للمملكة الذي تركز عليه رؤية 2030 عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة. واهتم ولي العهد بهذا المشروع أهمية كبيرة، وخصص له ميزانية ضخمة لمكانة المساجد التاريخية في نفوس المسلمين. المساجد التاريخية إحدى معالم التراث الحضاري والمعماري المميز في المملكة، وتطوير وتأهيل هذه المساجد واجب ديني ووطني. مبادئ نبيلة لقد عظم الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد المبادئ النبيلة التي رسخها الملك عبد العزيز -رحمه الله- ومن بعده الملوك المتعاقبون -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالاهتمام والرعاية بالمشاعر المقدسة، والحرمين الشريفين، والمساجد التاريخية، ليس رغبة في المباهاة وطلبا لرؤية ذلك بعين الفخر، بقدر ما هو واجبٌ ومسؤولية إسلامية فرضتها المنهجية السعودية الراسخة، التي أسس لها جده موحد هذه البلاد، ورسخها الملك سلمان الذي يعد جامعة للحكمة والحنكة ترعرع فيها سمو وليُ العهد والتزم بإرث ولاة الأمر نصا وروحا خصوصا أن القيادة الرشيدة تولي عظيم العناية والاهتمام بمُختلف مناطق المملكة، وخاصة بالحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من الزوار والمعتمرين والحجاج. وجاءت زيارة سمو ولي العهد - إلى المسجد النبوي الشريف في هذا الشهر الفضيل والصلاة في الروضة الشريفة والسلام على النبي – صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه رضوان الله عليهما؛ تجسيدًا لاهتمام سموه بمدينة الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وتعكس الزيارة مدى اهتمامه وحرصه في الوقوف على راحة الزوار والمُصلين في المسجد النبوي الشريف. تطوير المساجد بالمقابل يدعم مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية برنامج إعمار وتأهيل المساجد التاريخية في المملكة. ويهدف إلى إعادة إحياء الإرث المعماري القديم للمساجد العريقة التي شهدت على حقبة تاريخية هامة في تاريخ المملكة. وتبنى ولي العهد الإشراف المباشر على هذا المشروع العظيم والذي تم إطلاقه عام 2018م بتوجيه وإشراف مباشر منه. الارتقاء بالخدمات لقد حظي الحرمان الشريفان باهتمام بالغ وعناية سعودية خاصة ومتواصلة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعزز سمو ولي العهد مبدأ الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحرمين بوصفها وجهة إسلامية وثقافية، يتطلع لزيارتها ملايين المسلمين من حول العالم لكونها أقدس الأماكن لدى المسلمين، ومهوى أفئدتهم. ويؤكد التاريخ أن المملكة من خلال علاقاتها الخارجية بالدول الشقيقة والصديقة، فهي محبة للسلام، وتدعو إليه، وتنبذ العنف والإرهاب، وتعمل على تعزيز الانفتاح على الآخر، وترسّخ مبادئ الحوار بين أصحاب الثقافات المختلفة، في توادّ ومحبة كون السعودية هي بلد للسلام والتسامح في العالم. حقبة تاريخية ويشهد العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حقبة تاريخية جديدة، تتصف بالانفتاح والتسامح على الآخر؛ انطلاقاً من الفهم الصحيح لمعاني الدين الحنيف، وتحظى هذه الحقبة بدعم مباشر من الأمير محمد بن سلمان، الذي أعلن أن المملكة تتبع الوسطية في كل أمورها، وأنها ترفض التشدد والتطرف وتحاربهما؛ دفاعاً عن الدين الإسلامي وعن المسلمين. لكن ما الذي يميز المملكة في قيادة هذا النوع من التسامح؟ الجواب بكل بساطة هو أن المملكة وكقائدة للعالم الإسلامي تمثل النموذج الذي يعتد به مليار ونصف مسلم في تعاملهم مع الآخرين من خلال تأثير المملكة الزماني والمكاني وتبني قيم الوسطية. ورفضت المملكة خطاب الكراهية بجميع أنواعه وأشكاله وعززت جهودها على الصعيد الدولي ما تزال مستمرة نحو كل ما من شأنه أن يعزز قيم التسامح ويدحض كل ملامح التطرف والكراهية والعنف. نشر التسامح وللمملكة مسيرة طويلة في نشر التسامح ومكافحة خطاب الكراهية بوصفه منهج حياة ومبدأ من المبادئ الجامعة بين الأفراد، فالقيم الإسلامية السمحة تدعو لتعزيز الأمن والاستقرار والتسامح بين كل المجتمعات الإنسانية بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم السياسية والثقافية ليكونوا نسيجا واحدا ضد كل ما يهدد تلاحمهم وتماسكهم تعزيز هذه المفاهيم وترسيخها وجعلها جزءا أصيلا من ثقافة المجتمع وشددت المملكة أيضا على أنّ التصدي لخطاب الكراهية لن ينجح إلا بتضافر الجهود الدولية وفق استراتيجية شاملة وفاعلة وبجهد دولي منظم. ومن أبرز التحولات التي تشهدها المملكة تعظيم صورتها العالمية عبر سرد قصص النجاح ولمركزية المملكة للعالم الإسلامي حيث تقود المملكة المشهد وأصبحت النموذج العالمي في مسألة التسامح الديني. لقد وجدت المملكة أن كثيرا من التصورات الخاطئة عنها فيما يتعلق بمسائل مثل التسامح مع الآخرين كان يستخدم من قبل الأجندة الخارجية لربط الإسلام بالإرهاب، الأمر الذي تم التصدي له بقوة ورفضه الشعب السعودي جملة وتفصيلا. عصرنة الدولة ويقود الأمير محمد بن سلمان توجهات تحديث المملكة في المجالات كافة، استجابة لتحديات الحاضر ومتطلبات المستقبل، الأمر الذي جعل من منظومات التحديث فالتحديث يعد مطلباً ضرورياً لعصرنة مفاصل الدولة وتطوير هياكلها، وهو من هذه الناحية حلقة من حلقات التأسيس الأول إن لم يكن بحق امتداده الطبيعي في الحاضر، لتحقيق أولويات قادة هذه الدولة في أن تكون دائماً فتية شابة وثّابة تنتمي لحاضرها وترنو إلى مستقبلها والتأكيد مركزية السعودية كمرجعية للإسلام والمسلمين بوصفها خادمة وراعية للحرمين الشريفين مهبط الوحي ومأرز الإيمان.