أمير حائل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    استعراض تقرير الميزة التنافسية أمام أمير الشمالية    توصيات شورية لإنشاء المرادم الهندسية لحماية البيئة    خسائر بقيمة 1.6 مليار يورو في إسبانيا بسبب انقطاع الكهرباء    165 عقدا صناعيا واستثماريا بصناعيتي الأحساء    250% تفاوتا في أسعار الإيجارات بجازان    أمانة القصيم تحقق التميز في كفاءة الطاقة لثلاثة أعوام متتالية    أول تعليق من رونالدو بعد ضياع الحلم الآسيوي    برشلونة وإنتر ميلان يتعادلان 3/3 في مباراة مثيرة    سعود بن بندر يطلع على المبادرات الإصلاحية والتأهيلية لنزلاء السجون    أضواء بنت فهد: «جمعية خيرات» رائدة في العمل الخيري    جمعية الزهايمر تستقبل خبيرة أممية لبحث جودة الحياة لكبار السن    فيصل بن مشعل: اللغة العربية مصدر للفخر والاعتزاز    المتحدث الأمني للداخلية: الإعلام الرقمي يعزز الوعي المجتمعي    العلا تستقبل 286 ألف سائح خلال عام    جامعة الملك سعود تسجل براءة اختراع طبية عالمية    مؤتمر عالمي لأمراض الدم ينطلق في القطيف    اعتماد برنامج طب الأمراض المعدية للكبار بتجمع القصيم الصحي    قطاع ومستشفى محايل يُفعّل مبادرة "إمش 30"    الأمير سعود بن نهار يستقبل الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد    محافظ سراة عبيدة يرعى حفل تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    خسارة يانصر    أمير جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    واشنطن تبرر الحصار الإسرائيلي وتغض الطرف عن انهيار غزة    أوكرانيا وأمريكا تقتربان من اتفاقية إستراتيجية للمعادن    حينما يكون حاضرنا هو المستقبل في ضوء إنجازات رؤية 2030    جاهزية خطة إرشاد حافلات حجاج الخارج    الرئيس اللبناني يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و«تنظيفه»    المملكة: نرحب بتوقيع إعلان المبادئ بين حكومتي الكونغو ورواندا    المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد دور الإعلام الرقمي في تعزيز الوعي والتوعية الأمنية    وزير الخارجية يستقبل نظيره الأردني ويستعرضان العلاقات وسبل تنميتها    ميرينو: سنفوز على باريس سان جيرمان في ملعبه    بمشاركة أكثر من 46 متسابقاً ومتسابقة .. ختام بطولة المملكة للتجديف الساحلي الشاطئي السريع    وزير الخارجية يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن    رسمياً نادي نيوم بطلًا لدوري يلو    "مبادرة طريق مكة" تنطلق رحلتها الأولى من كراتشي    أمانة الشرقية تطلق أنشطة وبرامج لدعم مبادرة "السعودية الخضراء"    تدشين الهوية الجديدة لعيادة الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد بجامعة الإمام عبد الرحمن    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    العمليات العقلية    هند الخطابي ورؤى الريمي.. إنجاز علمي لافت    ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية    "الشورى" يطالب "التلفزيون" بتطوير المحتوى    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. إنتر المتراجع ضيفًا على برشلونة المتوهج    خلال لقائه مع أعضاء مجلس اللوردات.. الربيعة: السعودية قدمت 134 مليار دولار مساعدات ل 172 دولة حول العالم    هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع    هيكل ودليل تنظيمي محدّث لوزارة الاستثمار.. مجلس الوزراء: الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء    حوار في ممرات الجامعة    "هيئة العناية بالحرمين": (243) بابًا للمسجد الحرام منها (5) أبواب رئيسة    مسؤولو الجامعة الإسلامية بالمالديف: المملكة قدمت نموذجاً راسخاً في دعم التعليم والدعوة    محمد بن ناصر يزف 8705 خريجين في جامعة جازان    إيلون ماسك يقلق الأطباء بتفوق الروبوتات    أسباب الشعور بالرمل في العين    نائب أمير منطقة مكة يستقبل محافظ الطائف ويطلع على عددًا من التقارير    تنوع جغرافي وفرص بيئية واعدة    أمير منطقة جازان يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوافل الحج المارة بالعارض من خلال وثيقة عثمانية أشارت إلى جد الأسرة السعودية وشيخ الدرعية سنة 981ه

كانت الجزيرة العربية ومنها منطقة وسط نجد تفتقد للمقومات الأمنية قبل قيام الدولة السعودية الأولى عام 1139ه/1727م.
وحاولت بعض الدول والقوى الدولية في تلك الفترة أن تمد أجنحتها على الجزيرة العربية لأهداف اقتصادية في المقام الأول.
ولأهمية الطرق العابرة في وسط الجزيرة العربية، وأهمية أمرائها في تلك الحقبة التاريخية، فقد برزت شخصيات مهمة في المنطقة، ومن أبرزهم الأمير إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، جد الأسرة السعودية بوصفه أمير الدرعية في القرن العاشر الهجري.
وجاءت إحدى الوثائق العثمانية لتؤكد على دوره في حماية الأمن في المنطقة، ومكان حفظ هذه الوثيقة في رئاسة دائرة الأرشيف العثماني التابع لرئاسة مجلس الوزراء بإسطنبول (مهمة دفتري 23، ص 361، رقم الوثيقة 341).
أما نوع الخط: همايوني، كتب بالمداد الأسود. عدد الأسطر: 9 أسطر.
نص الوثيقة المترجمة
(أمر موجه إلى أمير أمراء الحسا (الأحساء)
إن أمير أمراء الأحساء السابق عثمان، سبق أن كتب خطابا ذكر فيه أن شيوخا من ولاية نجد وهم: شيخ قلعة التي تسمى دليم (الدلم) عيسى بن عثمان، وشيخ قلعة التي تسمى دراغية (الدرعية) إبراهيم بن موسى، وشيخ قلعة التي تسمى سلمية (السلمية) حسين ابن أبو اللويطة، وشيخ قلعة التي تسمى مليح (ملهم) أحمد عطاف (عطا)، طلبوا منه الاستمالة، ونتج عن ذلك أن وصل الحجاج ذوو الابتهاج في العام الماضي إلى الديار المقدسة بأمن وأمان... وكان الحجاج راضين عنهم، شاكرين لهم، ثم ذكر أن مرور الحجاج بالمذكورين –أي الشيوخ المشار إليهم بعاليه- ومرافقتهم إياهم أنفع وأولى، وبناء على عرضه ذلك فقد أمرت: إنك إذا رأيت أن الشيوخ المذكورين إذا رافقوا الحجاج إلى مكة المكرمة، فلتعطِ لهم الاستمالة الحسنة كما كان. فلترسلهم معهم حتى يقوموا بمرافقة حجاج المسلمين وليكونوا حذرين ولا يمروا بالأماكن الممنوعة، بل يتوجهون معهم من الأماكن المعتادة حتى يعود الحجاج بأمن وأمان، ولتدارك الأمر على وجه حسن ولا تفوت دقيقة واحدة في الاهتمام بهم. في 28 رجب 981ه).
صياغة الوثيقة:
كتبت الوثيقة بالخط الهمايوني، حيث إنه يختص بالنظر في الأمور السياسية والإدارية والعسكرية والمالية التي تهم الدولة. كما أن دفاتر المهمة المكتوبة بهذه الأوامر الصادرة عن هذا الديوان الهمايوني الذي يختص بمختلف أمور الخط هي الدولة (1).
تضمنت هذه الوثيقة أسماء بعض البلدان والأمراء لبعض المناطق في بلدان العارض من نجد إلا أنها لا تخلو من الأخطاء سواء في كتابة أسماء البلدان أو
الأمراء، فمثلاً:
بلدة الدلم سميت في الوثيقة: (الدليم).
وبلدة الدرعية سميت في الوثيقة: (دراغية).
وبلدة السلمية سميت في الوثيقة: (سلمية) بدون أل التعريف.
بينما سميت ملهم في الوثيقة: (ملح).
أما الأمراء فقد وردت أسماء بعضهم مصحفة، حيث سمي أحمد بن عطا في
الوثيقة: (أحمد بن عطاف).
وربما أن اسم أمير السلمية ورد مصحفاً، هل هو اللويطة أم اللوبطة، وكلاهما
مجهول، كما أوضحنا ذلك في موضعه.
دراسة الوثيقة ومحتواها
سارت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الثاني (930ه – 982ه) متبعة التنظيمات الإدارية والتشريعية نفسها التي سنها والده السلطان سليمان خان الأول (900ه – 974ه) الذي حكم مدة (46 سنة)، وعمل على بسط نفوذ الدولة وتوسيع رقعتها وإعلاء شأنها.
وأخذت البلاد النجدية (بخاصة منطقة العارض) منحى مختلفاً بدخول العثمانيين بلاد الأحساء وسيطرتهم المباشرة عليها سنة 957ه، وما ترتب عليه من تنظيمات إدارية وتشريعية سنها العثمانيون لهذه المنطقة، حيث كانت عادة العثمانيين عندما يبسطون سيطرتهم على قطر من الأقطار فإنهم يحصون القرى ثم يقسمونها إلى مقاطعات (1).
وحرصاً من دولة الخلافة العثمانية واهتماماً منها بأمور الحجاج، بصفتها حامية بلاد الحرمين الشريفين حينها، فقد وجهت رسالة إلى أمير مقاطعة الأحساء باتخاذ الترتيبات اللازمة والكفيلة بحماية قوافل الحجاج الأحسائية العابرة إلى هذه البلدان النجدية باتجاه مكة المكرمة.
وقد أمر فيها الخليفة أمير الأحساء بأن عليه اتباع ما قام به سلفه السابق أمير الأحساء سنة 980ه عندما كاتب الخليفة بعض أمراء البلدان وإرسال الرسائل إليهم ليقوموا بمرافقة الحجاج وحمايتهم وصولاً إلى الديار المقدسة، وقدم لهم نظير ذلك الاستمالة اللازمة، وتعني الاستمالة: الدعم المادي والمعنوي لهم.
وهذه الترتيبات التي قام بها الأمير السابق ينبغي أن يسير عليها الأمير الحالي، حيث أوضح الأمر السلطاني عدة أمور ينبغي التزامها في هذا العام 981ه، أولاً: إرسال رسائل الاستمالة إلى أمراء البلدان الأربعة:
1– أمير الدلم، 2– أمير الدرعية، 3- أمير السلمية، 4- أمير ملهم.
ثانياً: إبعاد الضرر عن الحجاج المسلمين.
ثالثاً: ضمان سلامة طريق الحج والسعي لحفظه وأمنه.
رابعاً: إعادة الحجاج بعد انتهاء الحج إلى بلدانهم سالمين.
خامساً: التوجه نحوا الأماكن المعتادة، وعدم المرور بالأماكن الممنوعة لطريق الحج، ولتجنب ما قد يحدث من إشكالات.
سادساً: العناية بالحجاج قدر الإمكان وأن يضعوا نصب أعينهم هذه التعليمات للاهتمام بهم.
وخلت هذه الوثيقة من ذكر بعض الأمراء أو أماكن البلدان الواقعة على طريق الحج للقوافل القادمة من الأحساء كالرياض حاضرة نجد وملتقى القوافل، إلا أنه يمكن تعليل ذلك بأن الرياض مدينة مأمونة في هذا الجانب، وأن أمراءها قادرون على حماية القوافل المارة بهذه المدينة نظراً لثقلها ومركزها، بينما تلك الطرق الأخرى لهذه البلدان (الدلم – الدرعية – السلمية – ملهم) فإنها أكثر عرضة لقطاع الطرق؛ ولهذا اهتمت الولاية بمخاطبتهم واستمالتهم وتشجيعهم عن طريق الأموال والهدايا، كما أنه لا يستبعد أن تتم مخاطبة أمراء وحكام (مقرن أو معكال) -التي عرفت فيما بعد بالرياض–، وكذلك بلدة العيينة، وتوجيه الرسائل إليهم أو
إلى غيرهم من الأمراء والقادة لبعض البلدان النجدية إذا علمنا أن هناك ملايين الوثائق التي لم تفهرس بعد (1).
ولعل جهود أبناء البلاد المخلصين ومراكزها العلمية تسعى إلى التنقيب والبحث في هذا الجانب، حيث إن ما نشر يعد ضئيلاً جداً، واستفادة الباحثين منها محدودة. ويحوي الأرشيف العثماني 622 دفتراً من دفاتر المهمة، دونت في الفترة من 961ه إلى 1323ه، والقيودات الموجودة بدفاتر المهمة هي بمنزلة صور للفرمانات (الأوامر السلطانية) الصادرة لمختلف الجهات، ومنها الأوامر الصادرة لعدة مناطق من الجزيرة العربية كانت تابعة للدولة العثمانية، وقد نشرت بعض دفاتر المهمة ذات الأرقام التالية: 3 - 5 - 6 - 7 - 9 (2).
البلدان الوارد ذكرها في الوثيقة:
1- الأحساء:
منطقة تقع في الجهة الشرقية من شبه الجزيرة العربية، وهي مدينة أول من بناها وحصنها وجعلها قصبة هجر أبو طاهر القرمطي سنة 317ه، قاعدة الهفوف. كانت الأحساء من منازل قبيلة عبد القيس بن ربيعة بن وهي نزار. اتخذها العيونيون –المنسوبون إلى بني ربيعة بن نزار- عاصمة لهم في القرن الخامس الهجري 468ه قبيل منتصف القرن السابع الهجري (636ه). وفي القرن العاشر (957ه) استولى عليها العثمانيون وسيطروا عليها فعلياً واتخذوها قاعدة لهم، ومن هذه المنطقة امتد نفوذ العثمانيين إلى البلاد النجدية على حقب مختلفة (1).
2– نجد:
أحد الأقاليم المهمة في شبه الجزيرة العربية وتقع في وسطها، والنجد في اللغة ما ارتفع من الأرض، وحدود نجد التقريبية تشمل الأرض التي يحدها جبل شمر من الشمال، والهضاب الحجازية شرق سلسلة جبال الحجاز وعسير من الغرب، والربع الخالي من الجنوب الفاصلة نجد، والأحساء من الشرق، (2) ووسط نجد سلسلة جبال العارض التي يخترقها وادي حنيفة وتقوم عليها كثير من المدن والقرى وسكانها قديما من قبيلة بني حنيفة.
3- الدلم:
بلدة قديمة تقع جنوب الرياض بقرابة الثمانين كيلا، وإليها ترجع جميع بلدان الخرج، ومن ذلك يتبين أن هذا الاسم من خلال هذه الوثيقة يرجع إلى ما قبل القرن العاشر الهجري كأقدم نص لهذا، وإن ورد الاسم مختلفاً قليلاً باسم (دليم).
وكانت هذه المدينة مركزاً لتجمع قوافل الحجيج، وما زال هناك مكان يعرف بسوق الحاج وآثاره باقية، وكانت القوافل تنطلق منه مروراً بحوطة بني تميم ثم نعام والحريق ثم إلى بلاد العرض ثم مكة.
4- السلمية:
بلدة قديمة تقع جنوب الرياض بقرابة 75 كيلا تقريباً، وهي من بلدان الخرج المشهورة تقع على وادي حنيفة المتجه إلى وادي السهباء.
أشار إليها الإدريسي بأنها: ( قرية عامرة قد أحدقت بها حدائق النخيل وفيها تمور حسنة الألوان شهية المأكل..)، كما أبان المسافة بينها وبين البصرة وحجر اليمامة وغيرها. تقع بالقرب منها مدينة الخضرمة قاعدة اليمامة قديماً، وارتبطت بإحدى العيون المشهورة التي تفيض من الدلم وهي عين فرزان (2).
وذكر السلمية أحد شعراء مكة محمد بن علي بن إسماعيل بن محمد الطبري (932ه -1010ه) عندما مدح الشريف حسن بن أبي نمي (932ه- 1010ه) في غزوة لهذه المدينة سنة 986ه.
5– الدرعية:
موضع قديم يقع في الشمال الغربي من الرياض على بعد 25 كيلاً على ضفة وادي حنيفة، أصبحت اليوم ملتصقة بالرياض، عرفت قديماً بمسمى: الضيق وغبيراء. تحوي الدرعية على محلات متعددة أشهرها المليبيد وغصيبة، منحها ابن درع أمير حجر اليمامة -الرياض- (عبد المحسن بن سعيد الدرعي) لابن عمه المسمى مانع المريدي في سنة 850ه، فنزلوها واستوطنوها، واتسعت عمارتها خاصة في زمن موسى بن ربيعة بن مانع ثم ابنه إبراهيم.
وسميت الدرعية نسبة إلى قبيلة الدروع من بني حنيفة، إما نسبة إليها ابتداء، وإما منقولة من قرية في القطيف تسمى الدرعية، انتقل منها مانع المريدي. قامت في أحضان هذه البلدة الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود سنة 1139ه /1727م إلى أن قام الأتراك بتدميرها عام 1233ه، ثم اتخذ الإمام تركي بن عبدالله الرياض عاصمة للدولة بدلاً من الدرعية في عام 1240ه. وأشار حاجي خليفة (ت 1068ه) إلى موضع الدرعية، وأنها تقع ضمن طريق الأحساء المؤدي إلى مكة المكرمة.
1 - ملهم:
بلدة قديمة تقع شمال الرياض ب80 كيلا، استقرت فيها إحدى قبائل بني يشكر من بكر بن وائل، وآل يزيد من بني حنيفة... وأشار إليها العمري في القرن الثامن الهجري بأنها من مساكن قبيلة آل يزيد من بني حنيفة (3).
اشتهرت ووصفت بكثرة النخيل، وقعت فيها عدة حروب ومعارك، ووردت في الشعر القديم، وأشار ابن لعبون (ت بعد 1257ه) إلى سكان هذه البلدة بقوله: (وأما بنو وائل ساكني ملهم، فالظاهر أنها لم تخل منهم جيلا بعد جيل، وقد جاورهم فيها غيرهم وآخر من ذكر من رؤسائها وساكنيها آل عطا المنسوبون إلى وائل... وعامر السمين ويفتخرون بأنهم من بني عبد الحميد بن مدرك، كما قال عامر السمين الشاعر المشهور:
أنا من بني عبد الحميد بن مدرك
أهل الضرب في الهامات والنسب العالي
التعريف بالأسماء والشخصيات الواردة في الوثيقة
1- عثمان بك (أمير أمراء إيالة الحسا):
هو عثمان باشا، تولى إيالة الحسا خلال الفترة (980-981ه/ 1572-1573م)، وأول إشارة تصل إلينا عن وجود عثمان في إيالة الحسا هي بتاريخ أواخر رجب 980ه/ أوائل ديسمبر 1572م، كان والده أزدمرد أحد قادة المماليك في مصر، وبعد سقوط دولتهم عمل في السلك العسكري العثماني حيث تولى إمارة اليمن، ثم وجه إلى الساحل الغربي جنوب البحر الأحمر حيث أسس إيالة حبش، وبعد وفاته خلفه ابنه عثمان الذي كان مصاحباً له في تنقلاته تلك وكان أحد قادته العسكريين، ثم عين المذكور أميراً على إيالة اليمن، ومن ثم تم توجيهه إلى إيالة الحسا في سنة 980ه/ 1572م خلفاً لعلي باشا، ثم نقل إلى إيالة البصرة في 6 صفر981ه/6 يونيو 1573م، وقد تأخرت مباشرة عثمان باشا لعمله في إيالة البصرة، وكلف بالبقاء في إيالة الحسا ريثما تستقر الأوضاع في الخليج العربي، إثر ازدياد النشاط العدائي البرتغالي في شمال الخليج العربي في تلك الأثناء، واستمر عمله في إيالة الحسا حتى 28 رجب 981ه / 22 نوفمبر 1573م.
(على حسب هذه الوثيقة)، وكان تنقل عثمان باشا في عدد من الإيالات العثمانية، وتولي قيادة القوات العثمانية الرئيسة على الجبهة الإيرانية، أهله للترقي إلى منصب الصدارة العظمى وهي أعلى المناصب العثمانية الإدارية والعسكرية في تلك الحقبة، ويعد عثمان باشا بالنسبة للتاريخ العثماني العام من أبرز الكوادر التي ظهرت في المشرق العربي في تلك الحقبة (1).
2- حسين بن أبي اللوبطة (اللويطة )؟ (أمير السلمية):
لم أقف على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر، ولا أدري إن كان هذا الاسم (اللويطة) لقباً أم اسماً؟
ولعل المعنى العامي لهذه الكلمة اللوبطة: هو الذي لا يعطي الشيء على ظاهره (أي لا يمسك ولا يعطي).
3- أحمد بن عطا (ملهم):
آل عطا أسرة تنسب إلى قبيلة بني حنيفة من وائل، وحكمت بلدة ملهم منذ أزمنة قديمة، وجودهم ممتد في المناطق الملاصقة لها كعقرباء والعيينة، حيث يوضح الهمداني (ت 334ه) في تعداده للقرى التي نزلها بنو حنيفة إلى آل عطاء فقال: (وتلعه ابن عطاء وهي لبني عامر بن حنيفة).
برز منهم الفارس المشهور محمد بن عطاء أمير عقرباء، حيث ذكره الحربي في مناسكه بعد ذكره لعقرباء فقال عنها: «إنها لقوم من ربيعة يقال لهم بنو عامر -من بني حنيفة– وصاحبها محمد بن عطا فارس مذكور».
وترد أقدم الإشارات لذكر هذه الأسرة وتحديد مكانها ضمن المصادر المحلية عند إشارة ابن لعبون (توفي بعد 1257ه) إليهم في نسخته المخطوطة في الحديث عن قبائل وائل بن ربيعة وبعض أنسابهم المشهورة فقال:
(وأما بنو وائل ساكني ملهم فالظاهر أنها لم تخل منهم جيلا بعد جيل وقد جاورهم فيها غيرهم وآخر من ذكر من رؤسائها وساكنيها آل عطا المنسوبون إلى وائل وعامر السمين ويفتخرون بأنهم من بني عبد الحميد بن مدرك كما قال عامر السمين (من شعراء ملهم):
أنا من بني عبد الحميد بن مدرك
أهل الضرب في الهامات والنسب العالي
4- إبراهيم بن موسى (أمير الدرعية) توفي بعد عام 981ه:
هو الأمير إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي الدرعي الحنفي، أمير الدرعية، تولى بعد وفاة والده الحكم. وأمكن من خلال الاطلاع على هذه الوثيقة تحديد الحقبة التقريبية التي كان حاكماً فيها إلى سنة 981ه، كان والده من أشهر من تولى الحكم في حقبة القرن العاشر واستطاع القضاء على كثير من المنافسين.
أنجب إبراهيم عدداً من الأبناء المشاهير الذين استقلوا بحكم بعض البلدان بعد وفاته، ومن إبراهيم هذا تتفرع كثير من الأسر التي تمت بالصلة إلى الأسرة الحاكمة اليوم –آل سعود– ولإبراهيم أربعة أبناء مشهورون: عبدالرحمن، عبدالله، سيف، مرخان.
فأما عبدالرحمن فاستوطن ضرما ونواحيها، وذريته آل عبدالرحمن المعروفون بالشيوخ. وأما عبدالله فمن ذريته الوطيب. وأما سيف فمن ذريته آل يحيى أهل أبي الكباش. وأما مرخان فخلف عدة أولاد منهم مقرن وربيعة، فأما مقرن فهو الذي من ذريته آل مقرن اليوم، وخلف عدة أولاد منهم محمد، وعبدالله جد آل ناصر، وعياف، ومرخان. فأما محمد فخلف سعود ومقرن، وسعود خلف محمد، ومحمد خلف عبدالعزيز وعبدالله، ومن ذرية عبدالله هذا تداولت الإمارة والحكم في أبنائه وأحفاده، منهم موحد الجزيرة العربية الإمام: عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى (ت 1373ه).
5- عيسى بن عثمان (أمير الدلم):
آل عثمان هم رؤساء الخرج قديماً من قبيلة بني عائذ، ومنهم آل زامل الذين تداولوا الإمارة إلى عام 1199ه.
ومن أقدم أخبار هذه الأسرة في المصادر المحلية وردت في حوادث عام 1094ه، حيث (قتلت سطوة الدلم وذلك أن رئيسها زامل سطا على عشيرته وقتل منهم خلقا كثيرا).
وفي حوادث عام 1099ه وقوع مناخ (حرب) بين محمد بن غرير آل حميد رئيس الأحساء وبين آل عثمان رؤساء الخرج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.