يعتزم وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في البلاد في العام 2024، ويحدوه الأمل بالفوز في المرة الثالثة التي يترشح فيها للسباق، وربما تكون «الثالثة ثابتة». ويأتي ذلك في الوقت الذي يتصدر فيه برابوو نتائج استطلاعات الرأي على خلفية شخصيته القوية ودعم الغالبية في البلاد له. وأعلن برابوو، الذي يتزعم ثالث أكبر حزب في البلاد، «جريندرا»، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية. وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، أن إعلان قائد العمليات الخاصة السابق ترشحه يأتي قبل 18 شهرا من موعد الانتخابات، حيث يستغل الدعم الشعبي الذي يحظى به، وهو لا يزال ضمن حكومة الرئيس جوكوي ويدودو، الذي تفوق عليه في مرتين سابقتين، وتولى الرئاسة لولايتين، ولا يسمح له بالترشح لفترة ثالثة. وقال وزير الدفاع الذي أظهرت نتائج عدد من استطلاعات الرأي أنه ضمن المرشحين الأوفر حظا للفوز: «أقبل دعوتكم أن أكون مرشحا للانتخابات الرئاسية في العام 2024.» وبحسب استطلاع رأي أجرته في شهر يونيو الماضي، صحيفة «كومباس»، وهي من كبرى الصحف في إندونيسيا، نال برابوو دعم 25.3 % من المشاركين، ومحافظ «جاوة الوسطة» جانجار برانوو 22 %، وجاء محافظ العاصمة جاكرتا آنيس باسويدان ثالثا ب12.6 %. ولطالما وضع برابوو، وهو أيضا صهر سوهارتو، نفسه في صورة الرجل القوي الذي يستطيع أن يجعل من إندونيسيا، صاحبة أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، قوة رئيسية لا يستهان بها. ورغم ذلك، سعى برابوو جاهدا من أجل أن يهزم جوكوي في الانتخابات الأخيرة التي كانت مثيرة للغاية، والتي شابتها سيطرة سياسات الهوية. وبعد وقت قصير من ختام السباق الرئاسي الذي كان محتدما في العام 2019، عندما فاز جوكوي ب55.5 % من أصوات الناخبين، رفضت المحكمة الدستورية في إندونيسيا ادعاءات تقدم بها برابوو بحدوث غش ممنهج في الانتخابات. وبحسب تحليل بلومبرغ، من المرجح أن يحظى ترشيح برابوو بدعم قوي من جماعات وأحزاب عدة، في بعض المناطق مثل جاوة الغربية وسومطرة الغربية وآتشيه، وهي مناطق كانت عززت من إجمالي الأصوات التي حظي بها وزير الدفاع في الانتخابات الأخيرة. ويقول أحمد سوكارنو، المحلل البارز بمؤسسة «كنترول ريسك» للاستشارات والمخاطر والاستراتيجيات، وهو مقيم في سنغافورة: «على برابوو أن يسعى إلى الوحدة لأنه بحاجة إلى الأصوات، سيقوم بأعمال كثيرة تجعله يظهر وكأنه رمزا للتيار السياسي.» وسيراقب المستثمرون الموقف ليروا ما إذا كانت الإدارة الجديدة ستتبنى أولويات تخالف رؤية الرئيس الحالي جوكوي فيما يتعلق ببناء عاصمة جديدة للبلاد تدار بمصادر الطاقة الجديدة، والمقرر أن ينتهي العمل بها في العام 2045. وقال سوكارنو إن إندونيسيا تتطلع إلى نقل عاصمتها من جاكرتا إلى بورنيو، وهو ما سيشكل أكبر اختبار لطموحاتها كقوة اقتصادية كبيرة. ومن المقرر إنجاز المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الجديدة، بتكلفة 34 مليار دولار، في أغسطس من العام 2024، بالتزامن مع الذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال عن الحكم الاستعماري الهولندي. وربما يعني فوز برابوو بالرئاسة أن تصبح الحكومة أكثر مركزية، بحسب المحلل سوكارنو، فقد دافع برابوو عن ذلك في السباق الرئاسي بالعام 2019، عندما قال إن وجود حكومة ذات صلاحيات أوسع من شأنه القضاء على الفساد بفعالية. وأوضح سوكارنو أنه ليس بالضرورة أن يكون ذلك أمرا سيئا بالنسبة للأعمال والشركات، والتي شكا بعضها من أن النظام الإندونيسي «حر للغاية» وهو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة في تحديد من هم أصحاب السلطة الحقيقية. وأعلن حزبا «جريندرا»، و»الصحوة الوطنية»، وهو من أكبر الأحزاب في البلاد، تحالفا سياسيا بينهما مؤخرا، ليشكل الاثنان ثاني تحالف من هذا القبيل يتم الإعلان عنه لخوض انتخابات 2024. واتفق الحزبان على أن يتركا لرئيسي الحزبين مهمة اختيار المرشحين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس، وأكدا أن التحالف مفتوح أمام الأحزاب الأخرى للانضمام إليه. وقال سوفمي داسكو أحمد، رئيس المجلس التنفيذي المركزي لحزب «جريندرا» إن التحالف بين الحزبين «يستند إلى رغبة في دمج قوتين غالبتين في إندونيسيا، هما القومية والدين، لتجنب حدوث استقطاب في انتخابات 2024. وكان حزب الجولكار، وهو ثاني أكبر الأحزاب السياسية في إندونيسيا أعلن في وقت سابق تشكيل تحالف يضمه وحزبي «الأمانة الوطني» و»حزب تنمية المتحد».