عندما تتنوّع الخيارات وتتعدد الفُرص ويزداد المعروض العقاري تُصبح فكرة تملك سكن في مدينة كالرياض تخطو نحو المُستقبل بُخطى مُتسارعة وثابتة، أمراً ممكناً وفي متناول اليد، وذلك بعد أن كانت المشكلة التي تواجه الباحثين عن سكن في الرياض هي ارتفاع أسعار الوحدات السكنية وقلّة المعروض العقاري. القطاع العقاري تحديداً في مدينة الرياض يلاحظ تحرك وزارة الإسكان -قبل دمجها مع البلدية والقروية- لتصحيح مسار المعروض العقاري في العاصمة، بالإضافة إلى خلق توازن بين العرض والطلب للمساهمة في تملك الأسر السعودية لمساكنهم، وذلك بعد أن أنشئت الشركة الوطنية للإسكان، لتكون ذراعاً استثمارياً للوزارة لها أهداف واضحة في توازن الأسعار والمعروض العقاري، إذ لا يمر شهر إلا ويتم إطلاق مشروع سكني جديد في العاصمة بهدف إتاحة وحدات سكنية متنوعة للمستفيدين، ما بين شقق سكنية بمساحات مختلفة وفلل وتاون هاوس بتصاميم عصرية مناسبة للأسر السعودية وفي أحياء مختلفة ما بين شمال وشرق وغرب وجنوب الرياض، وبأسعار مناسبة لا تتجاوز النصف مقارنة بالوحدات السكنية في الأحياء المحيطة بمشروعات سكني، بحسب المؤشرات التي تنشرها عدة جهات رسمية ومرخصة. واستمراراً للنهج الذي بدأته الوزارة وعملها المستمر نحو تصحيح الأسعار، نجد أنها تبحث من خلال ذراعها الاستثماري -الوطنية للإسكان- لعقد شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص وتقديم أشكال الدعم للبدء في تنفيذ المشروعات السكنية أياً كان حجمها، وتسعى لتذليل العقبات التي تُواجه المطورين ليزيدوا من وتيرة أعمالهم، وأصبحت عدد من أحياء الرياض التي تحتضن مشروعات "سكني" ساحة بناء متواصلة ومتصلة. ومع تزايد المشروعات وقرب تسليمها للمستفيدين بدأت بوادر توازن العرض والطلب في التأثير على أسعار السوق العقاري، إذ يجد الباحث عن سكن غرب الرياض مشروعاً سكنياً أطلقته الوزارة بعدد 348 وحدة، وبسعر يبدأ من 400 ألف ريال في "نزل الحزم"، وفي الشمال -حي العارض تحديداً - أطلقت الوطنية للإسكان مشروع "رواء" بعدد 1060 وحدة بسعر يبدأ من 750 ألف ريال تقريبا، أمّا في النرجس سنرى مشروعات بمساحات ما بين 250 و450 م2 بأسعار تصل إلى 1,300,000 ريال لفلل سكنية، في حين تتجاوز أسعار الشقق السكنية في الحي نفسه حاجز المليون ريال. مُقارنة أسعار هذه المشروعات بالأحياء المُحيطة بها تكشف أنها أقل في السعر وأكثر في جودة الحياة التي توفرها تلك المشروعات، وتمتلك بُنية خدمية متكاملة تُغيّر من مفهوم السكن التقليدي، كما أن السوق العقاري في الرياض وبحسب التقارير الإعلامية مقبل على طفرة حقيقية في المعروض العقاري عبر طرح مشروعات جديدة وتسليم مشروعات جاري تنفيذها حالياً تصل في مجملها لأكثر من 290 ألف وحدة سكنية سيتم خلال ال 18 شهراً المُقبلة.