مع إشراقة شمس يوم جديد، أيامنا تمضي، ويمضي معها العمر بمقادير مكتوبة لا يعلمها إلا الله. عام مغادر وعام جديد، يغير الله الأحوال من حال إلى حال، بالأمس كان التقويم محملاً بثلاثمئة وستين ورقة أين ذهبت تلك الأوراق؟ ليست القضية ورقة تقويم، بل أياماً مضت وأعمالاً دونت وصحائف طويت، وهكذا الأيام تمضي والسنين، ها هي سنة 1444 هجرية مقبلة، أسال الله العلي القدير أن يبشرنا بما يسرنا ويدفع عنا ما يضرنا ويغير أحوالنا إلى أحسن حال، اللهم حصن قلوبنا من هموم الدنيا وأوجاعها، وافتح علينا أبواب الفرح والتوفيق من حيث لا نحتسب، لا تطلبون من السنوات أن تكون أفضل، كونوا أنتم الأفضل فيها، أنتم من تتغيرون ولكن هي تزداد رقماً فقط، ربي بارك لنا في الأيام المقبلة، أغلقوا دفتر الماضي وكل عام والبسمة تغمر محياكم عسى أن يكون العام الجديد مفتاح خير لكل شي جميل، اعلم أن هذه دنيا ولهذا سميت دنيا فقط خذ نفساً عميقاً وقل: (الحمد لله) فالمقبل أفضل والحياة أجمل، لا تصدق بأن أحداً لا ينقصه، شي تأكد بأن الحياة تأخذ من الجميع، لا سعيد إلا من أسعده الله، فالله هو الذي أضحك وأبكى، وهو الذي أسعد وأشقى، وهو الذي أغنى وأفقر، اترك أبواب حياتك مفتوحة، يدخل من يدخل، ويخرج من يخرج، لا تتعلق بداخل ولا تحزن على مغادر، فلن يبقى معك إلا الله. واعلم أمران لا يدومان في الإنسان: شبابه وقوته، وأمران ينفعان كل إنسان: الخلق وسماحة النفس، وأمران يرفعان البلاء: الصدقة وصلة الأرحام. استفد من تجارب الحياة، كن مبدعاً ومبادراً حتى لو تسبب ذلك بارتكابك للأخطاء، كن أكثر الناس تفاؤلاً وإيجابية، وابدأ يومك بصفحة جديدة، لا تتجاهل رأي الناس فيك؛ فهناك نواقص لا تراها في نفسك، ليكن هدفك في الحياة رضا الله وطاعته، امنح أصدقاءك وأقرباءك أكثر مما يتوقعوه منك، لا تجلد ذاتك واغفر لنفسك وغيرك أخطاء الماضي، تمسك بأصدقائك الناجحين فلهم أبلغ الأثر في حياتك. وأخيراً: لا تغفل شيئاً لا تفخر به والدتك أو يجعل والدك يشعر بالخزي تجاهه. اترك أثراً طيباً أينما حللت، وعود نفسك أن تكون أيامك احتراماً وإنسانية وإحساناً وتسامحاً وتفاهماً وحياة صافية، فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها. جعل الله أيامكم وأعوامكم عامرة بالمسرات.