علي بن سعدي الفرج، شاعر جمع بين الشعر والفن. فكما أصدر أعمالاً شعرية عديدة كانت له إسهامات موازية في الأعمال الفنية فهو خريج معهد التربية الفنية عام 1405ه، ثم حاصل على بكالوريوس تخصص التربية الفنية عام 1414ه، شارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وله مشاركات دولية في الفنون التشكيلية، وفي معارض الفن السعودي المعاصر والمقتنيات، وقد اُقُتنى له العديد من اللوحات، وحصل على عدد من شهادات التقدير. وقد ساهم الشاعر سعدي الفرج في إثراء الأغنية الشعبية حيث وصلت أشعاره إلى المسامع عبر أصوات فناني حائل، ونظراً لما يتميز به من قوة الموهبة، وجزالة المفردة، وسمو الأخلاق، وبياض الروح، وإصراره على التميز والإبداع. صدر له في عام 1425ه ديوان ورقي بعنوان: «شرخ الزمن» ويعد الديوان الأول للشاعر، والذي احتوى على العديد من القصائد الوجدانية والغزلية المليئة بالإحساس المرهف، وصدق العبارة، وجزالة المعنى، وبراعة التصوير، نظراً لكون شاعرنا فناناً تشكيلياً. يقول عنه الشاعر عثمان سالم المجراد: علي السعدي.. «ينتهج أسلوب البساطة والمباشرة في كتابته للشِّعر ويتضح ذلك من خلال قصائد الديوان والكثير منها وصل إلى مسامعنا عبر الأصوات الفنية في المنطقة ويبدو أن ذلك - وأعني مجال الأغنية - قد أثر في تمسكه بهذا الأسلوب السهل والمباشر الذي يصل سريعاً وبعيداً عن التعقيد إلى المتلقي». ومن أوراقه الشِّعرية هذه القصيدة الوجدانية بعنوان: «لا تمنعون القلب»منها قوله: لا تمنعون القلب بينوح غاليه خلوه يفرج كربةٍ قد حواها وتنثرعيونه دمعها من مجاريه حتى تفيض بكل عبرة جباها هنيكم في جو راعيه كاسيه وأنا الفراق اظلم بحبي سماها لا تعذلوني كثرة العذل ما بيه حرام نفسي ما بها قد كفاها بعد الحبيب اللي اودّه وباغيه حرّمت نوم الليل عيني جفاها شبه المطر حبه على القلب يسقيه كيف القدر من دون علمي خذاها ليت الزعل يحرم على القلب طاريه ممنوع لا يجلب للانفس عناها ويترك عيوني تهتني في مراعيه ولا يدفنه في قبر يطفي ضياها ومما قاله علي الفرج من القصائد الغزلية هذه القصيدة بعنوان: «دمعي انتثر»: فوق خدي يا هلي دمعي انتثر وهم قلبي يا هلي عيا يروح من بعد منهو ترك قلبي وهجر و ودعن في ديرة همومي اسوح يا هل المعروف هاتولي خبر عن حبيب دايم طبعه مزوح مركب الاشواق خذني للبحر وغرّقتني امواج في حبي تطوح ضاقت الدنيا وخلي ماظهر حارت الاقدام وحرمت النزوح وله أيضاً في الغزل: قلبي لقربك يا هوى البال محتاج البعد عنكم يا ريش العين مقواه شوفك لقلبي يا غناتي له علاج يا سعد عيني ومهجت القلب ودواه انتي حياتي والسعادة لها تاج انتي الامل يا نور قلبي ورجواه انتي لظلام الليل نور بلا سراج وأنتي النهاري شمس وللنفس مشهاه مقدار حبك والغلا بضامري لاج يا من ملكت الروح والقلب برضاه اوقعتني ولا عاد لي منك مخراج صافي ودادك والغلاء صعب ننساه ومما قاله معبراً عن بعض الآلام والحزن التي تختلج في داخله قوله: نسيتني الآلام والحزن والهم وعتم السنين وضيمها مع قهرها كفيتني من شر الاوهام والغم جددت لي دنياي قربك عمرها زالت همومٍ فوق قلبي تراكم دمعة بعيني حبكم قد كسرها حبك سرى بالقلب فيني تحكم حالي الكسيرة ود كم لي جبرها ياما مضت لي سنين قبلك محطم وياما شقيت السقم حالي درها اليوم شايف في حياتس تقدم من عقب عرفك دام شوفت قمرها وعن موقف مؤثر يتحدث عنه الشاعر علي الفرج بمشاعر وأحاسيس صادقة فأنشد: شفتها والدمع جرّح خدّها تشتكي الايام والحظ التعيس سايل والمسح اتعب يدّها غارقة بحزانها بليا ونيس تشتكي من الكل أصبح ضدّها عن حيته غاب كل غالي نفيس استوت أيامها في صدّها ما تعرف السبت من يوم الخميس زودت جرحي بصادق ودّها يوم قالت بالوفاء انت عريس خذ بيدي وهات يدك مدّها خلها مقدار حبي لك تقيس وله قصيدة رائعة عن الوداع نختار منها هذه الأبيات: قال الوداع وقلت ترني اتحراك ماني على فرقاك للصبر طايل يازين حنا وش نساوي بلاياك وش لي بدنيا عقب وافي الخصايل وش دنيتي تسوى انا اليوم لولاك لولا غلا كم ماسكنا بحايل لي منوةٍ يا زين دوم بلقياك الهم عني بشوفتك دوم زايل لاغبت ساعة اودقيقة بكيناك دموع عيني فوق خدي همايل ناطا الوعر من شان خاطرك ورضاك وناتي على صوتك بحمو القوايل مانستمع للي نهي عن مماشاك من شانكم حمل المخاليق شايل عثمان المجراد غلاف ديوان السعدي بكر هذال