هبوط الأهلي اقترب

لو سألت الأهلاويين عن طموحاتهم قبل بداية الموسم الحالي، فإن الأجوبة الأقل طموحًا هي "مقعد آسيوي"، أما أصحاب الطموح العالي فستتنوع أجوبتهم بين تحقيق لقب الدوري وكأس الملك، لكن اليوم وقبل جولتين من نهاية دوري الأمير محمد بن سلمان أصبح الطموح الأهلاوي واحدًا ويجمع المتفائلين والمتشائمين، وهو البقاء مع الكبار موسمًا جديدًا، وعدم الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى!
شخصيًا لم أتوقع أن يدخل الأهلي حسابات الهبوط، ويستمر في هذه الدوامة إلى ما قبل النهاية بجولتين، كذلك المتشائمون من الأهلاويين لم يتخيلوا أن فريقهم سيلعب مباراة مع الرائد من شأنها أن تقرّبه من الهبوط أو تبعده، لكن ذلك حدث، وأصبح واقعا نعيشه اليوم، وربما يحدث ما هو أسوأ إن لم يتدارك الأهلاويون أوضاع ناديهم!
ففي الوقت الذي يحيط خطر الهبوط بالأهلاويين من جميع الاتجاهات، يسود الأجواء الأهلاوية الانقسامات والتحزبات، ويومًا بعد آخر تكثر الحملات التي تنادي بإقالة "س" وإبعاد "ص"، وكأن ابتعاد النفيعي ورحيله في هذا الوقت الحساس سيصلح أحوال الأهلي، والأمر ذاته ينطبق على المحياني أو أي مسؤول آخر!
صحيح أن هنالك أخطاء إدارية، ومشاكل فنية، واحتياج في الفريق للاعبين أفضل، لكن هذا لا يلغي بأن البيئة الأهلاوية لعبت دورًا واضحًا في تدهور الفريق، والمطلع على ما يدور بين الأهلاويين من تصنيفات وتبادل للاتهامات وتصفية حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها يدرك جيدًا ما أعنيه، وما يزيد الطين بلّة هو تخلي عدد كبير من الجماهير عن دعم الفريق ومؤازرته في المدرجات، إذ شاهدنا مباراة أبها في جدة والرقم الجماهيري الضعيف الذي لم يتجاوز ال 20 ألف مشجع في مباراة حاسمة، حتى من حضروا سجل عدد كبير منهم موقفًا سلبيًا بإطلاق صافرات الاستهجان ضد مدافعهم محمد خبراني، وأخرجوه من جو المباراة، وكأنه يرتدي شعار المنافس!
الأهلي مقبل على مرحلة حساسة، هي الأخطر طوال تاريخه، ولا يوجد بوادر لخروجه من هذه الأزمة بأقل الأضرار، وإن ظل الاهلاويين بذات التصرفات، وبقيت الأجواء الأهلاوية على ما هي عليه فلا استبعد أن نشاهد "الأخضر" في دوري الدرجة الأولى، لأن كرة القدم في مثل هذه المواقف لا تميّز بين فريق صغير ولا كبير!
نصيحتي للأهلاويين قبل أن يقع الفأس في الرأس، التفوا حول ناديكم، وادعموا فريقكم، وأجلوا كشف الحساب ومطالباتكم إلى نهاية الموسم، ففي الصيف هنالك متسع من الوقت لمحاسبة الجميع والمطالبة برحيل من أوصلوا الفريق إلى شبح الهبوط، أما الآن فلا يفيد الأهلي إلا دعم وتحفيز ومؤازرة الجميع!