أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة باتريك سيمونيه، أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة علاقة استراتيجية وثيقة وطويلة الأمد، مشيراً إلى أن مصلحة الطرفين تأتي في تحديث وتطوير العلاقات والشراكة على المستوى الاستراتيجي والسياسي، كما يوجد العديد من الاهتمامات المشتركة منها محاربة الإرهاب والتحول الأخضر في أوروبا ورؤية المملكة 2030، إضافة إلى العلاقات التجارية والاستثمارية. وقال: «إن العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية في عام 2020 وصلت إلى 40 مليار يورو، كما وصلت الاستثمارات إلى 20 مليار يورو»، مؤكداً أن ذلك ينم باهتمام جيد وفوائد كبيرة للشركات من كلا الجانبين للاستفادة من تلك المشروعات، وأن هناك خططاً ومحاور رئيسة مثل: السياحة والثقافة والطاقة. وقال السفير سيمونيه بمناسبة «يوم أوروبا» الذي تم الاحتفال به يوم أول من أمس: «إن اليوم يوم عظيم فهو يوم أوروبا ولكنه أيضا اليوم الذي نقوم فيه بنشر الشراكة الاستراتيجية الجديدة مع الخليج»، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية هي العنصر الأكثر أهمية في الوزن الاقتصادي الكلي للخليج، «لذا فإن كل ما نراه في هذه الاستراتيجية ينطبق كثيراً على المملكة العربية السعودية، لذا أعتقد بأن الأمر الجيد يتمثل في أن كلا الطرفين، وهما المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، قد اتفقا على أهمية زيادة التعاون والنهوض بمستوى تلك الشراكة فيما بينهما، والأمر المهم بالنسبة لي في هذا التواصل أو في تلك الوثيقة الجديدة في السياسة الخارجية، التي تنشر اليوم، هو أننا نطلق عليه (شراكة استراتيجية)، وكونها استراتيجية فهذا يعني أنها على أعلى مستوى من خلال اللقاءات الوزارية بين وزراء الخارجية، وهذا أمر موجود بالفعل ولكننا نسعى للمزيد من اللقاءات الدورية بين وزراء الخارجية وكذلك وزراء الطاقة لأن هذا سيساعد على تطوير علاقاتنا في مجال الطاقة، وأن نستغل فكرة أن المملكة العربية السعودية لديها فرصة لزيادة صادراتها من الهيدروجين الأخضر، وبالتالي يمكن أن نحدد شراكتنا بشكل أكثر وضوحاً من خلال اللقاءات بين وزراء الطاقة، ويمكن أن تكون هناك لقاءات قمة على مستوى رؤساء الدول أيضاً، ولكي يكون الأمر سياسياً بدرجه أكبر فإن هناك الكثير حول الأمن، حيث أننا نشترك معاً في محادثات (جي) الأمنية في فيينا، وأتمنى أن يكون هناك نتائج إيجابية لتلك المحادثات والبناء عليها لكي يكون هناك المزيد من المساهمات، وهذا أمر لم ينص عليه في وثيقه الاتصال ولكننا نود أن يكون هناك المزيد من الثقة على المستوى الإقليمي، وذكرنا العمل الذي نقوم به لتحقيق الأمن البحري أيضاً. إذاً يمكن أن نقول: إن هذه الشراكة تتم على المستويات كافة، بما في ذلك التجارة والاستثمار والطاقة والأمن والاستقرار الإقليمي والتعاملات بين الشعوب، وتعلمين كان لنا لقاءات مع الطلاب وقمنا بتشجيعهم على المجيء إلى أوروبا من أجل الدراسة، لأن أوروبا تتمتع بمؤسسات تعليمية عالية المستوى يصل عددها إلى أربعة آلاف، وأغلب البرامج الدراسية يتم تقديمها باللغة الإنجليزية، وهي اللغة التي ستدرسون بها، ولكن عليكم أن تتعلموا لغة أخرى أيضاً، وإذا ما كنتم طلاباً في أوروبا يمكنكم التنقل بين 27 دولة، وتتمتعوا بثقافات مختلفة، وهناك نخبة من كبار الأساتذة الجامعيين، والأمر الأهم هو أن التكلفة الدراسية في أوروبا أقل بكثير من التكلفة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة». وكان سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة ألقى كلمة في حفل (يوم أوروبا) قال فيها: «في اليوم نفسه من كل عام، نحتفل بذكرى إعلان شومان الشهير، والذي دشن بدء مشروعنا الأوروبي للتكامل. لنتذكر جميعاً يوم التاسع من مايو عام 1950، بعد مرور خمس سنوات فقط على نهاية الحرب العالمية الثانية. حيث اتفقت ست دول، جمعت بينهم العداوة في السابق، على فكرة عبقرية على بساطتها: ألا وهي توحيد عملية إنتاج الفحم والصلب التي تُصنع منها الأسلحة، من أجل أن يصبح اندلاع حرب أخرى ضرباً من ضروب المستحيل. ومنذ ذلك الحين، ارتفع عدد الدول من ست إلى سبع وعشرين وتحول الاتفاق إلى اتحادٍ سياسي واقتصادي أوثق. لذا، فكل عام نحتفل بأطول فترة عاشتها أوروبا في ظل السلام والاستقرار عبر تاريخها المدون، كما نحتفل بالتزامنا ببناء عالمٍ أكثر قوةً وأمناً داخل حدودنا وما ورائها. كما أننا لم نتوقف قط عن كوننا طرفاً دولياً موثوقاً من أجل السلام، حيث قدمنا أكثر من نصف المساعدات الإنسانية الرسمية حول العالم، فضلاً عن دعم جهود حل النزاعات وعملية السلام في الشرق الأوسط وما ورائه، وذلك بفضل التعاون الوثيق مع شركائنا في الخليج». السفير سيمونيه مع السفير خالد السحلي