يطل علينا العيد في كل عام بأيامه الجميلة، وصباحاته الفسيحة المبهجة، ولياليه السعيدة، فرحاً واستبشاراً وسروراً، وما أجمل عطره الزاكي الذي يعطر به جميع أرجاء الوطن الحبيب، ويرسم لنا الفرحة والسرور والبهجة. العيد.. يعني الفرحة والانشراح، فيه تتصافى القلوب، وتنشرح الصدور، له منزلة كبيرة في قلوب المسلمين الذين يتباشرون بقدومه، ويفرحون بحلوله، ويتبادلون فيه أجمل عبارات التهاني والتبريكات في أجواء تسودها المحبّة والألفة، وبياض القلوب، ونور الإيمان في وطن الشموخ والأمجاد.. الوطن الغالي «المملكة العربية السعودية». يأتي العيد بكل جمالياته، يأتي في ابتهاجية فرح جميل، وشعور أصيل.. يأتي العيد متوشحاً بتهاني الأقرباء والأصدقاء والمعارف رغم مشاغل الحياة التي لا تنتهي.. إن للعيد شوقاً وحنيناً في وطن الحُبّ والسلام، وطن المقدسات، وطن مهبط الوحي، وأرض الرسل، والطهارة والشرف. وهناك ذكريات ولحظات منذُ عقود خلت لا تزال في الذاكرة من صور أيام الطفولة بفرحة العيد، والاستعداد المبكر له، وتعود لنا هذه الذكريات من جديد في أجمل الصور والأشكال حيث تستقطب قلعة جدعية التراثية بمحافظة الرس بمناسبة حلول العيد السعيد عشاق الموروث الثقافي والشعبي، ويحرص الجميع على الحضور والمشاركة والتفاعل مع الفعاليات التراثية والثقافية المتنوعة، ودائماً يكون الزي التراثي حاضراً بكل صوره وأشكاله. ولا شك أن العادات والتقاليد النجدية تكون حاضرة في مثل هذه المناسبات خاصة مناسبة العيد، والذي من خلاله تعكس مثل هذا المشاهد التراثية للجيل ماضي الأجداد الجميل، كما أن إقامة مثل هذه العروض التراثية تحفظ وتورث للأجيال المقبلة. ويبدأ الاستعداد للاحتفاء بالعديد مبكراً، وفي كل عام تتجدد المناشط ويزداد الإقبال الكبير على الحضور والمشاركة، وتقدم الطبخات الشعبية التي يتذوقها الكبير والصغير بأجمل طرق الطهي القديم، كما يتم إقامة نشاط الألعاب الشعبية، وكذلك المسابقات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز روح التعاون، وحفظ الموروث بأجمل مكتسبات العيد، وهي عادة سنوية يقود هويتها أبناء عائلة الجدعي بمحافظة الرس، كما يتم خلال أيام العيد الاحتفاء بعادة قريقعان، وتوزيع هدايا أخرى متنوعة ترسم البسمة على وجوه الجميع. وأشار أ. خالد بن محمد الجدعي مالك قلعة جدعية التراثية بقوله: «إن احتفالات العيد هي هدية بسيطة تقدمها قلعة جدعية التراثية بمحافظة الرس لأبناء الوطن، وهي من فعاليات البرامج والمناشط المستمرة التي يقوم بها فريق العمل خلال العام». ودامت أفراحك يا وطن، وكل عام وأنتم جميعاً بخير.