تدشن وزارة التعليم تجربة رائدة ومستحدثة وذلك مع انطلاقة العام الدراسي الجديد الذي قارب على البدء وهي تجربة جديدة على المستوى المحلي وغاية في الأهمية وجديرة بالمتابعة والاستشراف المتطلع، وذلك بتطبيق التعلم من خلال ثلاثة فصول متلاحقة الذي كان في السابق فصلين دراسيين طوال العام. والحكم على شيء لم يحدث بعد فيه من المجازفة الكثير لكن بلاشك أن هذا بني على العديد من التجارب التعليمية الناجحة في البلدان المطبقة له وعلى الكثير من الأبحاث والطرق والاستراتيجيات الناضجة هكذا أحسب ولن تجازف الوزارة إلا بعد دراسة شافية ووافية حولها وحول نجاحها. والواقع أن هنالك إيجابيات لهذا القرار ومنها إطالة العام الدراسي ولكن بدون ملل فهنالك الكثير من الإجازات التي تتخلل تلك الأترام والتي ربما تقارب 12 إجازة قصيرة وبالتالي لن يشعر الطالب أو المعلم بالملل وطول الترم كما كان يحدث سابقاً وبإطالة العام الدراسي نكون قد قضينا على الفراغ القاتل للطلاب، وكما قال الشاعر الفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة. التركيز على المناهج بشكل أفضل فهنالك متسع من الوقت للشرح والإنجاز يتبع هذا التركيز على الأنشطة واستمتاع الطلاب بها بشكل أوسع وإن كان هناك من سلبيات فهي الإرهاق المادي على ولي الأمر حيث إن كل ترم يحتاج إلى العديد من المصروفات المتفاوتة من وسائل نقل وتجهيزات للطالب والطالبة بأشكال مختلفة. ولا شك أن إيجابية القرار ستطال قطاع السياحة حيث ستواجه المشاريع السياحة في كافة المناطق حركة غير مسبوقة في الإجازات القصيرة لم تعهدها من قبل وكأن تلك المشاريع تعمل طوال العام وهذا من المحفزات الهامة للقطاع الاقتصادي بشكل عام. وأخيراً وبحسب مقارنة نشرتها الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض بين مدة اليوم الدراسي في المملكة والدول المذكورة، جاءت الساعات الدراسية متقاربة، ففي الخطة الجديدة تبلغ ساعات اليوم الدراسي 5 ساعات متساوية مع فنلندا، مقابل 5.5 ساعة في ألمانياوسنغافورة، و6 في الإمارات، و6.5 في المملكة المتحدة. أما مدة العام الدراسي فتبلغ 183 يوماً في المملكة، و180 في ألمانيا، مقابل 190 يوماً في المملكة المتحدة، و189 في فنلندا، و191 في سنغافورة، و175 في الإمارات. كما جاء النظام الجديد متوافقاً مع هذه الدول من حيث تقسيم الإجازة، حيث أصبحت في المملكة أسبوعاً بعد الفصلين الدراسي الأول والثاني، وفي ألمانيا والمملكة المتحدة كل فصل تفصله إجازة مدتها أسبوع منتصف الفصل. كلنا ثقة بما تقدم عليه وزارتنا الموقرة فهي بلاشك تسعى إلى مواكبة المتغيرات المتلاحقة والمتسارعة في المجال التعليمي العالمي وبما يواكب رؤية 2030 والتي جعلت الإنسان تطويره والاهتمام به ركيزتها الأساسية والمهمة وهذا لن يتأتى إلا من خلال التعليم والاهتمام به وتطويره وتجويده بما تتطلع له قيادتنا الراشدة وبما يصبو إليه أولياء الأمور وبما يعمق شغف العلم والريادة لأبنائنا الطلاب في كل المجالات.