الحديث عن إنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - حديث ذو شجون يأخذك إلى العمل الخيري المؤسسي لصاحب الكف الندية والعقل الملهم والمبادرات الخلاقة، والذي صنع بتوفيق الله كيانات ومؤسسات خيرية تقدم خدماتها لمئات الآلاف في داخل الوطن وخارجه في مختلف المجالات، وما بين تأسيس جمعية البر الخيرية بالرياض قبل أكثر من 60 عاماً، وجمعية إنسان التي ترعى أكثر من 40 ألف يتيم، وحتى آخر ثمار ذلك النهر الجاري من العطاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي قال - يحفظه الله - في قرار تأسيسه: «انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة ورسالتها العالمية في هذا المجال فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة» إنفاذا للتوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وصلت أمس إلى تونس العاصمة، طائرتا إغاثة سعوديتان سيّرهما مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تمثل أولى طلائع الجسر الجوي السعودي للإسهام في مكافحة آثار جائحة كورونا (كوفيد - 19)، استجابة لطلب فخامة الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي أبداه خلال مكالمته مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ويشتمل الجسر الجوي السعودي المسيّر إلى الجمهورية التونسية على 100 جهاز تنفس اصطناعي، و90 جهاز تنفس اصطناعي محمول، و169 جهازا مكثفا للأكسجين، و150 جهازا مولدا للأكسجين، و150 سريرا طبيا كهربائيا، و27 جهاز مراقبة العلامات الحيوية مع ترولي، و21 جهاز مراقبة مريض مع ترولي متنقل، و4 أجهزة لمراقبة العلامات الحيوية بخاصية تخطيط مع ترولي، و3 ملايين كمامة جراحية، ومليون كمامة من نوع N95، و500 ألف قفاز طبي، و180 جهاز قياس للنبض، و25 مضخة حقن وريدي، و25 مضخة حقن محاليل، و9 أجهزة لصدمات القلب، و15 منظارا للحنجرة بتقنية الفيديو، و5 أجهزة لتخطيط القلب، و8 آلاف لباس واقٍ. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبدالعزيز علي الصقر، حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على الوقوف إلى جانب الأشقاء في تونس لمواجهة تفشي هذا المرض الخطير والتخفيف من آثاره الصحية. من جانبه رفع وزير الصحة التونسي الدكتور فوزي المهدي أسمى عبارات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على المساعدات التي قدمتها مملكة الخير لتونس للتصدي لانتشار فيروس كورونا (كوفيد - 19). وقال الوزير التونسي: إن هذه المساعدات تأتي تأكيدًا على عمق العلاقات الأخوية المتينة التي تربط قيادتي البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن تونس ستبدأ فورًا في توزيع المساعدات السعودية على المستشفيات التونسية لمواجهة الانتشار الواسع للفيروس في مختلف المدن. وأضاف أن المملكة العربية السعودية لا تدخر جهدًا في مساعدة أشقائها خلال أزماتهم، مكررا شكره لقيادة المملكة على سرعة الاستجابة والتعاون وعلى هذه المبادرة النبيلة التي من شأنها أن تساعد تونس في هذا الظرف الصحي الحرج. من جانبها عبرت مديرة ديوان رئيس الجمهورية التونسية الوزيرة نادية عكاشة عن شكرها العميق للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا على ما أولته لتونس من اهتمام، منوهة بسرعة الاستجابة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -. وقالت عكاشة: إن المبادرة التي رأيناها من المملكة ليست بغريبة على بلد الحرمين الشريفين، حيث يشهد التاريخ على مواقف المملكة الإنسانية في جميع دول العالم. وأكدت عكاشة أن المساعدات التي قدمتها المملكة اليوم من شأنها أن تدعم مجهودات وزارة الصحة لمجابهة انتشار فيروس كورونا. وأوضح المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور سامر الجطيلي أن هذه المساعدات المقدمة من المملكة ممثلة بالمركز تأتي إنفاذا للتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين واستجابة لطلب فخامة الرئيس التونسي، مبينا أنه فيما يخص تأمين مليون جرعة لقاح مضاد ل(كوفيد - 19) فإنه جاري التنسيق مع مكتب فخامة الرئيس التونسي لسرعة التعاقد مع إحدى الشركات العالمية المعتمدة لتوريد الكميات المطلوبة من اللقاحات من مصانعها مباشرة إلى تونس. وأضاف الدكتور سامر الجطيلي أن المملكة دائما تمد يد العون للدول الشقيقة والصديقة في مختلف الأزمات الإنسانية التي تمر بها. وتجسد هذه المبادرة الوجه الإنساني الحضاري المعهود للمملكة وتعكس عمق العلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين قيادتي البلدين.