أطلقت المملكة أمس الاثنين القمر الصناعي السعودي السابع عشر "شاهين سات" من قاعدة بايكونور في جمهورية كازاخستان على متن الصاروخ الروسي (Soyouz2) الذي وصل إلى مداره، لتستمر في ريادة العالم العربي لقطاع الفضاء، وتقدم هدية للمجتمع العالمي في مجال المهمات العلمية بأيدٍ سعودية من التخصصات الهندسية كافة بهدف الاستخدام السلمي للفضاء، وبحسب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، فقد ساهم إطلاق الأقمار الصناعية السعودية في بناء قواعد بحثية وبنى تحتية متقدمة في مجال الاستشعار والاتصالات الفضائية والأبحاث العلمية لخدمة عدد من القطاعات في المملكة، ويأتي ذلك امتداداً للإنجازات التي حققتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مجال الفضاء، حيث أطلقت 16 قمرا من عام 2000م وحتى 2019م. 16 قمراً سعودياً لخدمة العالم وما بين أعوام 2000م - 2019م تمكنت المملكة من إطلاق 16 قمرًا صناعيًا سعوديًا إلى الفضاء بإشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست"، سُجل آخرها القمر السعودي للاتصالات (SGS1)، الذي أطلِق في السادس من فبراير 2019 حاملًا توقيع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- الذي كتب عليه عبارة "فوق هام السحب"، ويعمل القمر السعودي على خدمة قطاع الاتصالات الفضائية الحديثة المتعددة التي تشمل اتصالات النطاق العريض والاتصالات العسكرية الآمنة، وتوفير الاتصالات للمناطق شبه النائية والمناطق المنكوبة لاستخدامها في شتى مجالات التنمية المستدامة مثل: تطبيقات اتصالات النطاق العريض عالي السرعة، والاتصالات الآمنة للجهات الحكومية، وسيتم تشغيل وإدارة القمر من خلال محطات تحكم أرضية متطورة في المملكة. فيما ستستفيد العديد من القطاعات من هذه الأقمار يأتي في مقدمتها الجامعات ومعاهد الأبحاث والمدارس التي تركز على العلوم والرياضيات والفيزياء وصندوق الاستثمارات العامة والتطبيقات العسكرية والاتصالات. سوق اقتصاد وتشير الدراسات إلى أن حجم سوق اقتصاد صناعة الفضاء في العالم نحو 400 مليار دولار في 2019، ودول مجموعة العشرين تستحوذ ومن ضمنها المملكة على 92 % من هذا المبلغ، والمتوقع ارتفاع نمو سوق اقتصاد صناعة الفضاء الى 1.1 ترليون دولار في العام 2040 و2.7 ترليون بحلول عام 2050م، وستضخ المملكة أموال في هذا القطاع لتشجيع الجامعات والمدارس والكليات والمعاهد العملية لأن تكون قاعدة لاقتصاد الفضاء. دعم القيادة في الوقت الذي عملت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على تطوير وتصنيع القمر الصناعي "شاهين سات" بمشاركة شركة LINA Space الأميركية، الذي يقدم صورًا ذات دقة عالية للأرض من المدارات المنخفضة بواسطة حمولتي التلسكوب ذو الدقة الفائقة للتصوير، ونظام التعريف التلقائي لتتبع السفن البحرية. ويعد هذا الإنجاز الوطني نتاجا للدعم الكبير الذي يحظى به قطاع البحث والتطوير والابتكار في المملكة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-. كما يعد القمر من الجيل الجديد للأقمار الصناعية ذات الأحجام الصغيرة، ويمتاز بإمكانية تطويره وتصنيعه في فترات زمنية، ويتضمن حمولة تلسكوب ذو دقة فائقة للتصوير، وحمولة تتبع السفن البحرية عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. ويتميز "شاهين سات" الذي تم تطويره وتصنيعه خلال فترة زمنية قصيرة، بدقة تصوير تصل إلى 0.9 متر، ووزن لا يتجاوز 75 كيلو غراما، وأبعاد تصل إلى 56 * 56 * 97 سم. وتتمثل مهمة القمر بالتصوير الأرضي بدقة فائقة، وتتبع السفن البحرية عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. التعاون مع "ناسا" وجامعة "ستانفورد" ورفعت المملكة من مستوى اهتمامها بقطاع الفضاء من خلال التعاون مع الجهات العلمية الدولية، حيث نفذت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تجارب علمية في الفضاء بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، وجامعة ستانفورد على متن القمر "سعودي سات 4"، وشاركت في مهمة استكشاف القمر "تشانق إي 4" بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية عام 2018 في مهمة نادرة لاستكشاف الجانب غير المرئي من القمر. الجدير بالذكر أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، المختبر الوطني والمرجع التقني للجهات الحكومية والخاصة في المملكة، حيث تعمل على إجراء الأبحاث العلمية التطبيقية، وتطوير الاستراتيجيات، والاستثمار في تطوير التقنيات، وتقديم الاستشارات والخدمات والحلول التقنية المبتكرة، بما يخدم التنمية المستدامة في المملكة. الصاروخ الروسي Soyouz2 حاملاً القمر السعودي «شاهين سات»