نعم هي الكرة المستديرة التي لا تعرف كبيرا، نعم هي كرة القدم التي لا تعرف المستحيل، نعم هي الجنون بذات عينه، ولكنها أيضا لغة المنطق والإرادة والتخطيط السليم، لهذا فإنه في كثير من الأحيان رغم كل الجنون المرتبط بها، فان واقع الحال يفرض نفسه ويقول كلمته، وهذا ما حصل في دوري محمد بن سلمان لهذا الموسم، الكثير من الكثير حدث، وتقلبات النتائج، القادمون من أسفل الترتيب يقلبون الطاولة ويجرون من كانوا يتربعون على الصدارة، فرق وإن كانت صغيرة بمفهوم كرة القدم، إلا أنها كبيرة في عطائها ونتائجها، وإليكم ما حدث بالمختصر المفيد: الهلال تعرض لمؤامرة كبيرة جدا اسمها الإهمال والاستهتار، بعد تسيده الدوري والترتيب لفترة ما قبل ثلاث جولات ماضية، وبعد تعرضه للعنة التعادلات، ومن ثم خسارات من فرق إما تتذيل الترتيب أو تلتزم منتصفه، في المقابل فإن فرقا اهتزت في البداية كالنصر ولكنه عاد بقوة للمنافسة، بل وعاد النصر إلى تحقيق بطولته الخاص في كل موسم، الفوز على الهلال، ولكنه هذه المرة ليس مجرد فوز، بل عقوبة وحرمان من المنافسة على الدوري. الأهلي يوم حلو يوم مر، لكن ضربة الشباب الأخيرة جعلته بكل اقتناع يعيد حساباته ويبحث عن مركز يؤهله للمنافسات القارية، منافسه الهلال والذي أصبح مشكوكا في نيته ورغبته بالمنافسة، والاتحاد العنيد العميد الذي عاد بقوة ليكون له موقعه وكلمته، وبالتأكيد فإن النصر بعد فوزه الأخير على الهلال، أصبحت لديه طموحات قوية بالمنافسة مع الأهلي والاتحاد، برفقة التعاون والقادسية والاتفاق الذين أصبحوا جميعهم ينظرون إلى مكان الهلال وعودته إلى المركز الرابع. نعم كنت في فترات سابقة أؤكد أن الهلال في مرحلة عدم اتزان وأنه سيعود، وكنت سأتمسك بموقفي هذا وأؤكد أن الزعيم منافس قوي على لقب الدوري، لكن في ظل وجود المرعب الشباب أصبح الأمر معقدا بل شبه مستحيل، لأنه واضح جدا أن الشباب يلعب بثقة وتروٍ وتخطيط سليم، وأن صعوده ليس مجرد منافسة وإنما ثبات على قمة الترتيب وتمسك قوي بالصدارة، فارق الخمسة نقاط مع الهلال نعم ليس بفارق كبير، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هنالك مباراة العودة بين الهلال والشباب، ولو فاز الهلال فإن الفرق يصبح نقطتين، وهذا يلزم خسارة الشباب لأي مواجهة أخرى، مع وضع ألف خط تحت مع فوز الهلال ببقية مواجهاته القادمة، وهذا أمر حقيقة لا أراهن عليه كثيرا. النصر في دربي الرياض كشف المستور، أوضح أنه رغم ما فيه من جراحات إلا أنه يعرف جيدا كيف يفك شيفرة الهلال، الهلال الذي كسبه في الذهاب، لكن العالمي يستمر في ممارسة أجمل هواياته وهي الفوز على الهلال وعرقلة مسيرته، رقميا في الدوري هي المواجهة الوحيدة التي خسرها الهلال مع الكبار، وهي تشكل دعوة مفتوحة للجميع من الاستفادة من الموقف واللعب مع الهلال لكسب النقاط كاملة منه، هل لدى الهلال شيء في جعبته يواجه فيه هذا الموقف الصعب؟ هذا هو السؤال وهذا هو التحدي ولعلنا نقول في قادم الأيام هذا هو الهلال الذي نعرفه جيدا. العين ضمك الرائد، أسياد ذيل جدول ترتيب الدوري، لا مراهنات على نتائجهم كثيرة، سوى أن الرائد ينظر لأبها والباطن والفتح، ويرغب بكل قوة أن يجلس أحدهم مكانه ليصعد إلى منطقة الأمان المؤقت ولو مؤقتا، لا شك أن الستة فرق في مؤخرة جدول الترتيب أصبح لديهم تنافس حاد وقوي، سيضفي متعة كروية كما هي المنافسة على الصدارة، قد يحسم الشباب الدوري قريبا جدا وبالأرقام، لكن حسم الذين سيتم إقصاؤهم سيتأخر وقد يستمر حتى الجولة الأخيرة من الدوري. النصر تفوق على الهلال