أكثر من 7.2 مليارات دولار خسرها موقع فيسبوك المالك أيضاً لموقع انستغرام بسبب توقف عدد من الشركات الأميركية الكبرى ومنها كوكا كولا عن الإعلانات، بالموقع بسبب موقف الموقع من العديد من المنشورات الخاصة بالعنصرية والتي تم اتهام فيسبوك بعدم اتخاذ إجراءات مهمة بهذا الخصوص عكس ما كان متوقع، خصوصاً في ظل التغيرات التي عاشتها أميركا وبريطانيا وبعض دول أوروبا بعد حادثة مصرع المواطن الأميركي جورج فلويد بطريقة وحشية على يد رجل شرطة أبيض. هنا الإعلان يتحدث وبقوة، المسألة تتعلق بعدد من المليارات تمت خسارتها ومن المتوقع أن تزداد أكثر وأكثر مهما حاول وبأسلوب ردة الفعل الطبيعية أن يقلل مالك فيسبوك مارك زوكربيرغ من حجم هذه الخسارة وأنها حسب تصريحاته الأخيرة غير مؤثرة، وأنا والكثيرين لا نتفق مع هذه التصريحات لأنها أيضاً تزامنت مع الأزمة الأكبر في التاريخ الحديث وهي أزمة كورونا المستجد والتي أثرت على الاقتصاد العالمي بشكل كبير وهذا التأثير سينعكس على حجم إعلانات الكثير من الشركات الكبيرة إعلانياً بالسابق والتي أصبح بعضها مفلساً أو على وشك الإفلاس، فالمبلغ الذي خسرته مباشرة فيسبوك يقارب تقريباً من 40 % من أرباح الربع الأول للشركة الذي وصلت 17 مليار دولار بسبب زيادة الاستخدام بسبب كورونا المستجد وهو حسب بيان الشركة وضع مؤقت ولن يستمر. حالة الضجة الكبيرة التي عملتها الشركات المنسحبة من فيسبوك وكسبها تعاطف مئات الملايين، للقيمة الإنسانية لهذا الانسحاب، يعد أكبر حملة علاقات عامة تقوم بها هذه الشركات لتحسين صورتها ووفرت المليارات أيضاً، ولكن ماذا يهمنا من هذه التجربة خصوصاً مع فيسبوك؟! بعد تعيين فيسبوك لتوكل كرمان بمنصب كبير يتعلق بالمحتوى الخاص بالشرق الأوسط، استفزت فيسبوك وبصورة غير جيدة مستخدمي مواقعها خصوصاً بالسعودية والإمارات والبحرين ومصر والعديد من الدول منها فرنسا على سبيل المثال، ماذا يعني أن يتم تعيين سيدة بهذه المواصفات وفي ظل مواقفها العدائية وغير المقبولة في شبكة تواصل لها جماهيريتها بهذه الدول! الكل اقترح الانسحاب من فيسبوك وانستغرام، ولكن هل هذا يكفي، بطبيعة الحال لا، كان من المفترض وهذا الأمر الطبيعي أن تتحالف الشركات الكبرى المعلنة في هذه الشبكات بالدول الأربع وتعلن مقاطعتها الإعلانية وبصورة مباشرة كتعبير عن الرفض لوجود شخصيات لهم مواقف عدائية لهذه الدول وتعيينهم كمراقبين على المحتوى، توكل كرمان ماضيها أسود وغير مؤهلة لأن تكون مؤتمنة على هذا الموقع الذي عُينت به، لأن تعيينها لها تبعات سياسية تؤثر بالمنطقة، ومن المفترض على شبكة تواصل مهمة مثل فيسبوك أن تبتعد عن التجاذبات السياسية واستفزاز الشعوب كما حدث وشاهدنا ردة الفعل الرافضة شعبياً لوجودها في فيسبوك ولكن لا حياة لمن تنادي، لغة الإعلان لغة مهمة أتمنى أن نستفيد منها وصدقوني ستحقق هذه الشركات نجاحات أكبر من نجاحاتها في الإعلان عبر هذه المواقع.