أدرك تمامًا أن قراءة الطقس وتوقعاته علم جليل قائم بذاته، وأنه علم له مختصوه والمهتمون به، كما أني أعي تمامًا أن الإنسان حاول منذ زمن قديم وساحق أن يكشف ويسبر أغواره؛ لذلك استطاع مع الوقت والبحث أن يمتلك القدرة على التنبؤ بهطول الأمطار وتقلبات الجو ووقت حدوث أو توقعات بحدوث الفيضانات وغيرهما من مشاهد الطبيعة المتكررة التي يلعب فيها الطقس دورًا محوريًا. استطاع الإنسان أن يضبط شؤونه وتوقعاته للطقس في البداية وفق الدورات السنوية وأوقات الفصول، وقد اكتشف ذلك منذ أن بدأ في ممارسة طريقة عيشه ونضاله من أجل البقاء والحصول على قوت يومه عبر الزراعة. وقد تطورت مهاراته ليصل إلى المقدرة على التنبؤ بالطقس. كل هذا يقودني إلى حالة من الربكة يتسبب فيها من يتوقعون الطقس بشكل متضارب ومربك؛ إذ لم أشاهد أو أسمع في حياتي مثل هذه التوقعات والتحذيرات من أساتذة وخبراء الطقس والمناخ مثل ما حصل في شتاء هذا العام، وكأن هناك جائزة كبرى لمن يتفوق على الآخرين بعدد التوقعات والتصريحات. ولهم طريقة عجيبة في السرد والإقناع حتى إن عقلك الباطني يجعلك تحس بالبرد قبل حدوثه، حتى أنسونا أن نعيش أيامنا ونتمتع باعتدال الجو وأيام شتوية جميلة. وكلما أخلف الله توقعاتهم عادوا مرة أخرى بأن القادم أعظم، ثم يأتي الأدهى والأمرّ "الواتز- أب" ورواده وأساتذته من حين تفتح جوالك وحتى إقفاله؛ رسائل بلا حدود من كل حدب وصوب (رياح باردة، درجات حرارة تحت الصفر، ثلوج)، ويعززون رسائلهم بصور ومقاطع لست أدري من أي بقعة من العالم أتوا بها. في النهاية أقول لخبراء المناخ ورواد "الواتز_ أب": تكفون ارحمونا؛ الله يرحم والديكم؛ لا نريد توقعاتكم ودعونا نعش حياتنا بسلام وهدوء ونتمتع بهذا الشتاء الجميل.