عززت جهود المملكة اللافتة في تحركها الأكبر تجاه كل القضايا المؤثرة على تقلب المناخ والتي نجحت بتناولها على أكفأ وجه في مختلف جلسات دافوس الجانبية والرئيسة بحشد الطاقة العالمي، وتوقع أكثر من 71 % من كبار المتخصصين في قطاع النفط والغاز في العالم إما الزيادة أو الحفاظ على الاستثمار في عملية إزالة الكربون، ارتفاعًا حادًا من 54 % في العام 2019، على الرغم من ظروف السوق المتقلبة في قضايا إزالة الكربون والاستدامة، وبروز تحمس دول بمحمل الجد تجاه حرارة كوكب الأرض غير المعتادة مثل المملكة العربية السعودية وبمحل التفاؤل والثقة، وفق أبحاث "لوندين النرويجية" التي لفتت إلى التفاؤل المحسوس بالنمو بمصادر الطاقة النطفية من صناعة النفط والغاز التي كانت قد ضعفت على مدى العقود الماضية. وأظهرت الأبحاث التي أجرتها الشركة النرويجية أن عددًا أكبر من شركات النفط والغاز تتخذ من أي وقت مضى إجراءات مكثفة لإزالة الكربون، حيث تتوقع النسبة زيادة أو الحفاظ على الاستثمار في إزالة الكربون من 54 % إلى 71 % في 12 شهرًا فقط، وبشكل ملحوظ، فهي تتبع طرقًا متعددة بما في ذلك التنويع في الطاقة المتجددة، وإزالة الكربون من إنتاج النفط والغاز، وزيادة الاستثمار في الغاز الذي ينزع الكربون منه مثل الهيدروجين المنتج من التحليل الكهربائي والمواد المتجددة، أو من الغاز الطبيعي مع احتجاز الكربون وتخزينه. يأتي هذا وسط حالة من عدم اليقين حول سعر النفط والظروف الاقتصادية العالمية، ضمن أهم عوائق النمو التي أبلغت عنها الصناعة. في حين أن ثلثي (66 %) من كبار المتخصصين في قطاع النفط والغاز واثقون من نمو الصناعة في 2020، وهذا يقل بمقدار 10 نقاط مئوية عن نسبة 76 % المسجلة في العام 2019 حيث إن ذروة زيادة الثقة من مستوى منخفض بلغ 32 % فقط في العام 2017، وإن أقل من نصف المشاركين (46 %) يعتقدون أنه سيتم اعتماد المزيد من المشروعات الكبيرة الكثيفة رأس المال هذا العام مقارنة بعام 2019، بانخفاض عن ثلثي (67 %) العام الماضي. وتعتمد الاتجاهات الجديدة في الخيارات المعقدة أن آفاق صناعة النفط والغاز في العام 2020 تعتمد على مسح لأكثر من 1000 من كبار خبراء النفط والغاز ومقابلات معمقة مع المديرين التنفيذيين في الصناعة، والآن في عامها العاشر، يقيم البحث النرويجي معنويات الصناعة والثقة والأولويات، ويوفر تحليلًا خبيرًا للتحديات والفرص الرئيسة للعام المقبل. وقد لا يتدفق رأس المال بحرية كبيرة إلى مشروعات النفط والغاز الكبيرة في العام 2020، لكن الشركات العاملة في سلسلة القيمة في الصناعة تتوقع زيادة الاستثمار هذا العام في المجالات التي ستسمح لها بإنشاء موقع طويل الأجل في انتقال الطاقة، وقفز من يبلغون بأن منظمتهم تتكيف بنشاط مع مزيج طاقة أقل كثافة بالكربون إلى 60 % في العام 2020 من 44 % قبل عامين بزعامة السعودية. في حين أن نمو هذا القطاع لا يزال قائما في 2020 إلا أن قادة النفط والغاز متفائلون بأنهم سيتغلبون على العاصفة، مستعينين بالكفاءة في التكاليف التي تحققت بصعوبة في السنوات الخمس الماضية لتحقيق الهامش، ونحو 64 % يتوقعون أن تحقق منظماتهم أهدافًا للربح هذا العام (بما يتفق إلى حد كبير مع 62 % في العام 2019)، ويقول نصفهم تقريبًا (46 %) أن شركاتهم ستحقق أرباحًا مقبولة إذا كان سعر النفط أقل من 50 دولارًا أميركيًا للبرميل. وهذه نسبة كبيرة، بالنظر إلى أن واحدة فقط من السنوات ال 15 الماضية (2016) شهد متوسط أسعار سنوي أقل من 50 دولارًا للبرميل. وقال هوفن الرئيس التنفيذي لشركة "لوندين للطاقة" "في الوقت الذي تعاني فيه الصناعة من عدم اليقين المستمر، والتعقيد المتزايد، والمخاطر الجديدة، نرى أيضًا الصناعة تتخذ قرارات جريئة، وتبني كفاءات أكبر وتواجه تحديات طويلة الأجل مع تركيز العالم على مستقبل أقل للطاقة." وقال أيضاً "تظهر أبحاثنا أن صناعة النفط والغاز وضعت إزالة الكربون في صميم جدول أعمالها، وستظل أولوية على الرغم من عدم اليقين من ظروف السوق المتقلبة وتوقف توقعات نمو الصناعة في العام 2020". من جهتها أعلنت شركة أرامكو السعودية عن امتلاكها إمكانية استخلاص 45 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من غاز ثاني أكسيد الكربون ومعالجتها في معمل الشركة في الحوية، ومن ثم ينقل غاز ثاني أكسيد الكربون المحتجز في خط أنابيب بطول 85 كلم إلى حقل النفط في العثمانية يحقن في مكمن النفط، ويمكن بفضل هذه الطريقة احتجاز الغاز، والمحافظة في الوقت نفسه على مستوى الضغط في المكمن، والمساعدة في استخراج كميات أكبر من النفط. وقد نجحت الشركة في مضاعفة معدلات إنتاج النفط من أربعة آبار لديها، منذ تدشين فكرة حقن غاز ثاني أكسيد الكربون للمرة الأولى في 2015. وفي تحولها الاستراتيجي لإنتاج الوقود النظيف في كافة مصافيها بالمملكة تتضمن إنشاء معامل جديدة حديثة التقنية توفر منتجات نفطية استهلاكية وأبرزها وقود السيارات والديزل بمواصفات عالية الجودة، معززة كفاءة الشركة في إنتاج النفط الخام منخفض الكثافة الكربونية، مشيرين إلى أن أرامكو السعودية بوصفها أكبر شركة متكاملة للنفط والغاز في العالم تواصل التزاماتها في استثمارات الطاقة النظيفة في منظومة متكاملة تشمل تنويع مزجي الطاقة المحلي ودعم قطاع البتروكيميائيات وإنجاز تقنيات مبتكرة في استثمارات منع الانبعاثات الكربونية الناجمة عن صناعة الطاقة إجمالاً. «أرامكو» يمكنها استخلاص 45 مليون قدم مكعبة يوميًا من ثاني أكسيد الكربون ومعالجتها