(«حليل» أنموذجاً) للعلماء التطبيقيين أساليبهم للحكم على جودة الأشياء من خلال لغة الأرقام. بينما ل غير الأكاديميين طرقهم الخاصة بهم في استخدام معايير الجودة بكلمات قد لا يُنتبه لها؛ وهي في مضمونها الداخلي نستطيع أن نُطلق عليها مقياس أو معيار جودة. الأشخاص مقترفو الحياة اليومية لابد أن يجدوا مقياساً موازياً بديلاً للغة الرياضيات فليس كل ما يواجهونه في لحظاتهم يستطيعون الحكم عليه بدقة الأرقام وحصريتها؛ وهذا مافعلوه ويفعلونه من دون قصد وتردد. تمر بِنَا بعض المفردات من دون أن نعي أننا نستخدمها أدوات قياس لإصدار الحكم على جودة ما حولنا وما نمر به في معترك الحياة .»حليل» وهي الكلمة التي نسمعها في محيطنا الاجتماعي في سبيل استخدامها كمعيار جودة لتعيين حكمنا الخاص على بعض الأشخاص أو الأشياء. يقابل ذلك عند أخواننا في بلاد الشام «منيح»، «مزيان» حسب ما أعلم في بلاد المغرب العربي و»كويس» عند أشقائنا المصريين.. إلخ. قد تعني «حليل « - التي كنت أظن جذرها اللغوي مأخوذ من «حلو» وظهر أنها لاعلاقة لها بذلك - في كلام أحدهم «جيد» وآخر «وسط» وفي منطوق أقوام آخرين «سيء» أو»ضعيف». كل الاختلاف الحاصل في معنى الكلمة ناتج عن لغة الجسد المستخدمة أثناء نطق الكلمة أو الظرف الذي تقال فيه؛ وهذا جديرٌ أن يؤخذ بالحسبان عند سماع هذه الكلمة ال «حليلة» وغيرها من كلمات الحكم الأخرى التي تسعى لتوثيق الجودة من عدمها في مناحي الحياة المختلفة.