تشير بعض التوقعات إلى أن اقتصاد الصين، خلال الفترة الواقعة بين (2025-2030)، سوف يتقدم على الاقتصاد الأميركي، بعد أن يصل خلال هذه الفترة إلى 26 ترليون دولار. أما الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، فإن حجمه من المتوقع أن يكون حينها 25,2 ترليون دولار. كذلك، فإن الهند التي هي الآن سابع أكبر اقتصاد في العالم، سوف تتقدم في الترتيب خلال الفترة المشار إليها ويصبح ترتيبها الثالث بعد الصينوالولاياتالمتحدة. وهذا يعني أن هذه الأخيرة سوف تتقدم على اليابان وألمانيا. أما روسيا وكوريا الجنوبية والمكسيك وإندونيسيا، فإن ناتجهم المحلي الإجمالي سوف ينمو ليصبح اقتصادهم ضمن قائمة أكبر 10 اقتصادات في العالم. وهذه التوقعات إذا صحت، فإنها سوف تؤكد أن مركز ثقل العالم، الذي يدور عنه الحديث دائماً، يكون قد انتقل بالفعل من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب. أي أن النظام العالمي الذي هو في طريقة للصيرورة سوف يكون مركز ثقله ليس الولاياتالمتحدة وأوربا، وإنما جنوب شرق آسيا. وهذا لن يمر بسلام. فسوف تكون هناك مقاومة لهذه التوقعات كي لا تصبح أمراً واقعاً، الأمر الذي يعني أن الحروب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، سوف ليس فقط تستمر وإنما ستشتد مع احتمال تطورها إلى حرب مالية. بل إن الهند التي تبدو، وكما لو أنها قد نأت بنفسها عما يجري من حروب اقتصادية سوف تُجر إليها إذا بقيت للولايات المتحدة طاقة لخوض حرب تجارية ومالية على عدة جبهات. ولذلك فإن العشرة أعوام القادمة سوف تكون مليئة بالتوترات بين المراكز الاقتصادية الكبرى. ولكن الحروب التجارية لن تتطور، على الأرجح، إلى حروب ساخنة-نتيجة امتلاك هذه الدول أو معظمها أسلحة الدمار الشامل. وعلى هذا الأساس فإنه مع منتصف العقد القادم يتوقع أن تصل الحروب الاقتصادية (التجارية والمالية) إلى أوجها. ولذلك فمن غير المعروف من من الدول المتطورة سوف يتمكن من إعاقة غيرة حتى لا يتقدم ويتجاوزه. إن التصادم الاقتصادي الذي نشهده بين الولاياتالمتحدة من جهة والصينوروسيا. من جهة أخرى والذي يأخذ بين واشنطن وبكين طابع الحرب التجارية وبين واشنطن وموسكو طابع العقوبات الاقتصادية سوف يتطور ويشمل دولاً أخرى كالهند وبقية الدول المرشحة للزعامة الاقتصادية العالمية. ولكن شدة هذا النزاع سوف تكون بين الولاياتالمتحدةوالصين، لأنه صراع على القطبية وزعامة النظام العالمي القادم بين أقوى دولتين. إذ من غير الممكن أن تتنازل الولاياتالمتحدة للصين عن عرش الزعامة العالمية وتقدمه لها على طبق من ذهب.