مازلت أتذكر كلماته المؤثرة لي حين عزيته بفاجعته، برحيل أولاده الثلاثة "رحمهم الله"، ومازلت أتذكر سيرته ومسيرته الظافرتين، حين كان مدير جامعة الشارقة (2003 - 2008)، وكانت جامعة الشارقة أثناء إدارته لها ذات الصيت العالي في التميز المرموق بين الجامعات؛ لما يمتلكه الدكتور إسماعيل البشري من إدارة ومهارة على المستوى الإداري والأكاديمي، وقد انتقل من جامعة الشارقة إلى عضوية مجلس الشورى، ثم استلم إدارة جامعة الجوف التي جعل فيها 30 مشروعاً منجزاً، وجامعة بلا مبانٍ مستأجرة، معتمدة الهيكلة الأكاديمية والإدارية والفنية، وأوجد فيها دراسات عليا معتبرة، ودعم البحث العلمي وجوائز التميز. كما أصبحت جامعة الجوف في شمال المملكة تقيم معرض الكتاب سنوياً لنشر العلم والمعرفة والإبداع، وأصبح هذا الصرح العلمي نموذجاً أثناء إدارته الماهرة؛ حيث إن الجامعة فيها 3 مجمعات للطالبات في (سكاكا وطبرجل والقريات)، أنجزت في زمن قياسي، وحاصلة على الاعتماد المؤسسي الأكاديمي، وتوجد فيها مكتبة مركزية بمئات الآلاف من الكتب والدوريات والمصادر الورقية والإلكترونية تم إنجازها في 8 أشهر، وتوجد في الجامعة كلية طب، وطب أسنان، وهندسة، وصيدلة، وعلوم طبية تطبيقية، وغيرها، ويوجد بها إستاد رياضي على طراز حديث يتسع ل10.000 متفرج. وأثناء إدارة البشري ابتعثت الجامعة نحو 500 طالب، منهم من عاد ليواصل العمل والبناء، كما عقدت أكثر من 20 مؤتمراً محلياً وإقليمياً ودولياً، وتم اعتماد الخطة الاستراتيجية الخمسية، وهي تسير في تحقيق أهدافها، والخطة الاستراتيجية للتحول الرقمي والخدمات الإلكترونية، كما أن الجامعة حاصلة على مركز متقدم على مستوى المملكة في نظام التعاملات الحكومية يسّر، الجامعة فيها أول أكاديمية رياضية لخدمة المجتمع على مستوى الجامعات، كما تم استحداث أكثر من 60 عيادة أسنان لخدمة المجتمع والمراجعين، وفيها أول جمعية علمية للعمل التطوعي، خرّجت أكثر من 30 ألف طالب في مختلف التخصصات، كما وقعت اتفاقيات تفاهم مع جامعات عالمية وجهات حكومية وخاصة، وكان آخرها مع شركة هواوي الصينية الشهيرة. وهذه الإنجازات كشفت الجانب الإداري الفذ للدكتور إسماعيل البشري الذي يفتخر فيه الوطن، كما افتخر واحتفى فيه أبناؤه الطلبة الذين ودعوه بالهتافات الحماسية ودموع الفراغ. فتحية للدكتور إسماعيل البشري على صبره وتفانيه وتميزه المتفرد وعطائه المستمر الذي لا ينضب.
