خمسة أعوام من تولي خادم الحرمين الشريفين لمقاليد الحكم، نعم مرت؛ لكنها مرت كبيرة، مرت متوجة بالعز والفخر بالنماء والنمو، فقد شكلت تحولاً كبيرًا في مملكة الشموخ والتقدم، وتطورًا ضخمًا في حياة المواطن السعودي والمقيم أيضًا، وأحدثت فارقًا هائلًا في رفاهيتهما وزادت من استقرارهما وتطورهما، حينما نتأمل أو ننظر لمختلف المجالات في المملكة العربية السعودية نجدها في تطور متسارع ومواكبة دائمة لمتطلبات العصر، ونحتار من أين نبدأ، بل كيف نصف أو ننصف هذا النهوض والشموخ، لكن سنحاول ذكر البعض القليل من الإنجازات والمنجزات الحافلة بالنماء والدعم الدائم من قيادتنا الرشيدة. جودة الحياة وكان من أهم البرامج التي انطلقت في عهد خادم الحرمين الشريفين برنامج جودة الحياة، والذي أطلقه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، كأحد أذرع رؤية المملكة الشاملة، التي أقرّها مجلس الوزراء، بإجمالي إنفاق 130 مليار ريال، ويعد برنامج جودة الحياة أحد أدوات الرؤية لبناء مجتمع سعودي ترسم السعادة ملامحه، حيث «يستهدف تحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم جميع أفراده بأسلوب حياة متوازن، من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية المختلفة المقامة على أرض المملكة العربية السعودية، ويُسهم البرنامج في توفير فرص وظيفية كثيرة، وتنويع مصادر الدخل القومي السعودي. ويهدف لأن تكون المملكة العربية السعودية من أفضل الأماكن للعيش، وتكون مدنها من ضمن أفضل المدن العالمية وهذا ما بدأ فعليا بالحدوث ولعل الرواج الملحوظ والصورة الرائعة التي تشكلت في أذهان الأجانب ونشاهدها في ردات فعل السياح خلال زياراتهم لمناطق المملكة السياحية كجنوب المملكة ومحافظة العلا والعاصمة الرياض ومدن المملكة المقدسة خير شاهد على ذلك، كما أن برنامج جودة الحياة يضمن تلبية احتياجات المواطنين في الرعاية الصحية التي تحظى باهتمام وحرص بالغين من قيادتنا الرشيدة من أجل تقديم خدمات ترتقي بالمملكة. اهتمام ملحوظ وفي التعليم، اليوم نقف شاهدين على الاهتمام الملحوظ والنقلة التعليمية التي شهدها عهد خادم الحرمين الشريفين والتي ستنعكس حتمًا على رفاهية المواطن وستعمل على تحقيق طموحاته الكثيرة، وذلك من أجل أن يكون المواطن السعودي أكثر انفتاحا وانسامجًا مع الثقافات الأخرى ومتطلبات العصر ومواكبته السريعة لكل جديد، وقد كان من أبرز هذه الاهتمامات التي ستنعكس بلا شك على تطور المواطن السعودي وإيجاد التنوع الثقافي لديه وتحقيق أهدافه المستقبلية هو وضع خطة إدارج اللغة الصينية في مدارس وجامعات السعودية، وليس هذا فحسب، فقد تم استحداث نظام الجامعات الجديد بما يخدم الجامعات السعودية ومخرجاتها، إضافة لكل ذلك، فإن البرنامج جاء ليولي اهتماما كبيرا بالإسكان والتصميم الحضري والبناء التحتية والنقل، وتنويع فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان، وتنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة، إضافة لتعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع وتحقيق التميز في عدة رياضات إقليمياً وعالمياً. رفاهية المواطن ولا ننسى البرامج العشرة التي حدّدها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والتي أقرّها المجلس ل»رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ومن أهمها برامج التحول الوطني وبرنامج صندوق الاستثمارات وبرنامج تطوير ودعم الريادة الوطنية في الصناعة والأسواق المالية، وترسيخ الانتماء الوطني، وبرنامج تحسين نمط الحياة والذي جاء لتحقيق رفاهية المواطن وتحسين مستواه المعيشي من خلال توليد الوظائف وتنوع الاقتصاد ورفع مستوى الخدمات وبرنامج الاستثمارات العامة، الذي يسهم في تعزيز الاستثمارات غير النفطية، وضخ المزيد من الاستثمارات، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي دشنه قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ويعد واحدًا من أهم البرامج التنفيذية لرؤية 2030، ويصب في مصلحة الحجاج والمعتمرين سواءً كانوا من المواطنين أو المقيمين لتهيئة رحلاتهم الإيمانية وتيسيرها ولرفع جودة الخدمات المقدمات لضيوف الرحمن من كافة بقاع الأرض الشاسعة. توازن ترفيهي وكذلك برامج دعم الثقافة الوطنية والفنون والترفيه، وقد كان قرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه إحدى القرارات الملكية التي تأتي تماشيًا مع رؤية المملكة 2030، ويساهم في تنمية الاقتصاد الوطني السعودي، ويمنح المدن قدرة تنافسيّة دولية، وقد حققت مواسم السعودية في أول موسم لها رواجًا عاليًا وإقبالاً هائلًا ساهم في خلق الترفيه للمواطن السعودي وإيجاد بيئة خصبة ومناسبة لممارسة الهوايات وإثراء الميول المختلفة لدى المواطنين والمقيمين أيضًا، فبرامج الثقافة والترفية لم تحصر فقط على المواطن بل قُدم العديد من الفعاليات والرياضات والمناسبات التي لاقت استحسان المقيم فضلًا عن المواطن، ولعلنا نستشهد هنا بتنوع الحفلات الغنائية حيث خصص لعدد من الجاليات الأجنبية حفلات عكست مدى التوازن الترفيهي للمملكة داخليًا وخارجيًا. رفاهية المواطن ومع كل ما سبق لم تهمل القيادة رفاهية المقيم أو حتى السائح الأجني؛ حيث استحدثت المملكة في عهد قائد النمو والازدهار نظام الإقامة المميزة والذي يضمن للمقيم أسلوب حياة أكثر مرونةً ورفاهيةً حقوق ومزايا متنوعة، ووضعت حلولا سياحية للسياح من خلال استحداث نظام «التأشيرة السياحية» والتي تضع حلولا رفاهية مناسبة للسياح لاستكشاف السعودية والاستمتاع بمواسمها وأوجه الترفيه فيها. هذه البرامج والتطورات في مجملها وضعت رفاهية المواطن ضمن اهتماماتها حيث اهتمت بأهم ثلاثة مكونات لسعادة ورفاهية المواطنين والمتمثلة في الإسكان، حيث خصص له برنامج خاص به للاهتمام بحل معوقاته، ورفع المستوى المعيشي للمواطن إضافة لدعم الاقتصاد السعودي ورفع النمو الاقتصادي، ولم يكن هذا كل شيء قدم ويقدم في سبيل تحقيق رفاهية المواطن والمقيم؛ فقيادتنا الرشيدة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين لم تدخر جهدًا في سبيل راحة ورفاهية المواطنين والمقيمين في المملكة؛ حيث تؤكد دائمًا وأبدًا أن رفاهية المواطن هي إحدى أولوياتها، ويكفي أن المواطن السعودي كان ولايزال من أكثر مواطني العالم رفاهية، وتوفيرًا لكافة الأساسيات لتحقيق الرفاهية والاستقرار والأمن والأمان معاً. عصر الملك سلمان هو عصر التغيرات السريعة التي تصب في مصلحة الشعب خادم الحرمين يضع حجر الأساس لمشروع بوابة الدرعية كمشروع تراثي وثقافي