منذ 2015م وهناك قفزة في الرغبة والعمل لتنويع خيارات الدفع الإلكتروني من قبل الجهات المنظمة وتحديداً ساما. تم تحديث نظام مدى والذي خفض من تكاليف الحصول على أجهزة نقاط البيع خصوصاً للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتم إطلاق خدمة مدى باي وأبل باي ومدى أثير (الدفع باللمس). إضافة لإطلاق المحافظ الرقمية لثلاث شركات. وقفز عدد أجهزة نقاط البيع من 137 ألف جهاز قبل 4 سنوات حتى وصل الآن لأكثر من 400 ألف جهاز. يضاف لها القرارين الأخيرين الأول إلزام محطات الوقود بتوفير خيارات دفع إلكتروني والثاني وهو إحدى مبادرات برنامج مكافحة التستر الذي سيلزم المحلات في قطاع التجزئة بتوفير خيارات دفع إلكتروني وسيتم تنفيذ القرار على مراحل تكتمل جميعها تقريباً بنهاية 2020م. وحتى يكون الحديث بالأرقام أسهل للقارئ فمتوسط السحوبات الشهرية النقدية في عام 2009م كان 34 مليار ريال بينما متوسط المبيعات عبر أجهزة نقاط البيع كان 5 مليار ريال. وأخذ متوسط السحوبات النقدية يرتفع حتى بلغ قمته في عام 2015م بمتوسط شهري 65 مليار ريال. وحينها كان متوسط المبيعات عبر نقاط البيع 14 مليار ريال. وبسبب التغييرات الجذرية التي حدثت في 2015م وأشرت لها في بداية المقال. بدأ يتناقص السحب النقدي بينما استمرت مبيعات أجهزة نقاط البيع بالارتفاع حتى بلغت في 2018م 19 مليار ريال بينما وصل السحب النقدي في 2018م 62 مليار ريال. طبعاً تخلل الفترة 2015م حتى الآن بعض القرارات التي أثرت على القدرة المالية للبعض، لكن هذا لم يمنع من استمرار التحول من النقدي إلى الدفع الإلكتروني. بعيداً عن فوائد التحول للدفع الإلكتروني من حيث الناحية الأمنية من تقليل احتمالية النقود المزورة والسرقات والاعتداءات ومكافحة التستر. سندخل عصراً جديداً الآن من دقة البيانات المالية والتي ستسهل من دراسات السوق وقياس أثر قرارات مستقبلية على قطاعات السوق المختلفة. خصوصاً بعدما توسعت ساما بالمعلومات المتاحة للعمليات المالية التي تمت عبر أجهزة نقاط البيع لتوضح القطاعات الرئيسية التي تمت عمليات البيع فيها، دراسات السوق غالباً تأخذ شكل الاستبيانات مع العملاء ومزودي الخدمة والمقابلات الشخصية. وكلها تحتمل نسبة من الخطأ يختلف حسب حجم العينة وتوزيعها الجغرافي. بينما مع وجود تقارير دورية عن حجم العمليات التي تمت عن طريق الشبكة سيساعد كل شخص بالحصول على بيانات أكثر دقة عن السوق وحجمه، أعتقد مع نهاية 2021م سنرى أن متوسط مبالغ العمليات الشهرية عبر المدفوعات الإلكترونية سيرتفع حتى يكون موازياً للسحوبات النقدية، لكن في أي عام تعتقد فعلاً أنك ستتخلى تماماً عن محفظتك في السعودية وتكتفي بهاتفك؟