دوري المدارس لكرة القدم

رغم أنني من المؤمنين بأن الرياضة في المملكة لا بد أن تكون عامة شاملة لكل أنواع الرياضة، وليس فقط الاقتصار على رياضة كرة القدم، لكنني وجدت أن النحت على صخرة هذا الملف أمر صعب جداً، ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، ولكنني أيضا أعتقد جازماً أنه يمكن إنجاز شيء في هذا الملف، من خلال السير وفق تيارات كرة القدم، واستغلال هذا الحب والعشق والمتابعة الجارفة لكرة القدم، والعمل على تمرير توجهات جادة نحو أنواع أخرى من الرياضات، ولهذا أقدم هذا المقترح على أمل أن يجد آذانا مصغية -بإذن الله-.
فكرة دوري المدارس لكرة القدم أكثر من رائعة، وأن تكون بنظام المناطق من خلال عمل دوريات داخلية لكل منطقة، على أن يتم لاحقاً تشكيل فريق يمثل كل منطقة من ضمن فرق مدارس المنطقة كلها، فمثلا فريق كرة القدم لمدارس منطقة الرياض، كل مدرسة في الرياض من مرحلة المتوسطة والثانوية تشكل فريقا لها في كرة القدم، ويوضع لوائح وبرنامج لمباريات قد تكون بدايتها خروج المغلوب من المباراة الأولى، ثمل يتم عمل تصفيات نهائية لهم لاختيار بطل منطقة الرياض في دوري المدارس، بعدها تقوم كل منطقة بتشكيل فريق موحد لها يضم أفضل وأميز اللاعبين ضمن دوري مدارسها، ليكون منتخب الرياض المدرسي، الذي سيتنافس مع بقية منتخبات مناطق المملكة الأخرى، وأعلم أنه في وقت سابق كان هنالك دوري مدارس، وأعلم أن هنالك بعض المحاولات البسيطة لإنعاش هذه الفكرة، ولكن ما نراهن عليه الآن هو التوجه الجديد في المملكة برؤية 2030 لجعل كل شيء ضمن عمل مؤسسي مهني إنتاجي، وبالتالي فلو تم إعداد ملف دوري المدارس لكرة القدم بروح تنافسية عالية وجوائز مالية وعقود مستقبلية ورعايات، لوجدنا أننا خلقنا مساحات جديدة لشبابنا السعودي، وفتحنا نافذة على اكتشاف وتنمية مواهبهم وإبداعاتهم.
أما فيما يتعلق بالشرط الذي نقترحه، هو أن على كل مدرسة تريد أن تشارك في دوري المدارس لكرة القدم أن يكون لديها فريق كرة سلة وكرة يد وكرة طائرة أو أحدهم على الأقل، وبالتالي يتم عمل دوريات فرعية مرافقة لهذه الرياضات، ولا بد للمدرسة أن تشارك بها حتى تتسنى لها المشاركة في دوري المدارس لكرة القدم، والفكرة الأولية هي المشاركة ولعب هذه الأنواع من الرياضات الجماعية، حتى لو تكون إبداعية، المهم أن نبدأ ونمشي خطوة للأمام، وعلى أمل أن يكون لدينا في المستقبل بطولة رياضية مدرسية تشمل كل أنواع الرياضة بما فيها رياضات ألعاب القوة والسباحة وغيرهما.
نريد أن نعمل حركة في مجتمع الطلاب لدينا، نريد أن تهتم كل مدرسة أو إدارة تربية بعمل جذب لطلاب موهوبين مبدعين لمدارسها، تنافس بين الطلاب أنفسهم وملء فراغهم وتنمية روح الانتماء وحب الوطن فيهم، نريد أن نؤسس لمهنة احترافية مستقبلية في عالم الرياضة، تخيلوا - رعاكم الله - أن طالبا موهوبا في كرة القدم يريد أن يوقع معه نادٍ محترف عقدا، ومن ضمن الشروط أن ينجح الطالب في الثانوية، وأن تكون دراسته الجامعية على حساب النادي.
الأفكار وإن بدت متشابكة إلا أنه متى وجدت آذانا مصغية فحتما ستجد طريقها إلى النور.
د. طلال سليمان الحربي- جدة