أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان العلامة د. محمد علي الحسيني أن جميع علماء المسلمين من كافة بقاع العالم يلتقون خلال هذه الأيام في بقاع مكةالمكرمة الأكثر قدسية ومباركة، يثقون بالإدارة الأمينة المخلصة للحرمين الشريفين والمسجد النبوي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وأكد الحسيني أن المميز في هذا المؤتمر أنه برعاية خادم الحرمين الشريفين في تأكيد على أن مواقف المملكة المخلصة مع الجميع، ولا تفرق بين أبناء الأمة الإسلامية وطوائفها ومذاهبها، وهذا هو عهد أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وقال: إن الخدمات الجليلة التي دأبت المملكة على تقديمها بكل تفان وإخلاص للبيت العتيق وللدين الحنيف تضرب بها الأمثال، خصوصا وأنها تنجم كأعمال تفرض نفسها على الواقع وتحفر دورها في ذاكرة الزمن والتاريخ، وأن الحرص الأكبر للمملكة وقادتها الميامين هو على ضمان بقاء الإسلام على خطّه الوسطي الاعتدالي وعدم استغلاله من جانب الذين يريدون أن "يشتروا بآيات الله ثمنا قليلا"، كما أن المؤتمرات والملتقيات والندوات والتجمعات المختلفة التي تعقد بهذا الشأن لا يمكن أن تعد وتحصى، بما يثبت ويؤكد نظرياً وعملياً مدى التزام المملكة بهذا الخط وحرصها وتفانيها في بقائه نظيفا ناصعا لكل الأجيال، وأضاف بأن انعقاد مؤتمر "قيم الوسطية والاعتدال" في مكةالمكرمة، وكذلك الإعلان التاريخي "وثيقة مكةالمكرمة" رسالة مهمة من حيث التوقيت والمكان، فهو ينعقد في مكةالمكرمة مهوى أفئدة العالمين وقلب الأمة وقبلتها ومنها انطلقت رسالة السماء رحمة للناس أجمعين، كما أنه ينعقد في شهر رمضان الذى يدعو للمسارعة لعمل الخيرات، مشدداً على أن المؤتمر يعكس القيمة الجوهرية التي تهدف إلى تجلية قيم الوسطية والاعتدال في الكتاب والسنة، والفهم الصحيح لمبادئه وتعاليمه والتحذير من ظاهرة الغلو في الدين التي نخرت كثيرا في البيت الإسلامي وشوهت صورته، وأشار الحسيني إلى أن هذا المؤتمر سيكون له دور كبير وأثر واسع في خدمة قيم الوسطية والاعتدال، إضافة إلى أصالة المؤتمر التي لا تقبل الجدل والنقاش، فإنها قيم معاصرة، وأكبر دليل على أصالتها ومعاصرتها، هي أن آباءنا وأجدادنا قد عاشوا لقرون طويلة بين مذاهب إسلامية إلى جنب بعضها البعض فحسب، إنما كان في كنفهم المسيحيون واليهود والصابئة والأزيديون وغيرهم، بما يثبت أن الإسلام لم يدعُ ولن يدعُ يوما إلى غل أو حقد أو كراهية أو تعصب وانغلاق ورفض وإقصاء للآخر، مبيناً أن الأصل في الإسلام الوسطية والاعتدال، والتيارات والاتجاهات المتطرفة والإرهابية دخيلة على الإسلام، والخطاب الوسطي الاعتدالي بقيادة المملكة سيبقى سائداً رغم كل ما يسعى إليه الدخلاء على ديننا الحنيف من محاولة تشوية وتحريف الضالين والمضلين، وقد جاء في الأحاديث الشريفة ما يؤكد على الوسطية والاعتدال ورسوخهما في الإسلام، وديننا الإسلامي دين واضح وليس دين غلو وتطرف كما يسعى البعض جهلاً وانحرافاً لتصويره، لافتاً بأن هناك ملحوظة بالغة الأهمية وهي أن نار التطرف والغلو والإرهاب لم تكن تشمل المسيحيين والأزيديين وغيرهم، بقدر ما قد شملت قبل ذلك المسلمين أنفسهم، لذلك فإن التيارات والاتجاهات المتطرفة والإرهابية والانعزالية دخيلة على الإسلام وغريبة وطارئة عليه وليست منه في شيء.