نبه محللو نفط ومراقبون دوليون من لعبة الحرب بالوكالة التي تشنها إيران عبر جماعاتها الإرهابية في الخليج العربي ومواقع استراتيجية سعودية إماراتية، في وقت أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد الفالح مجدداً أن الهجومين المنفصلين يمثلان تهديدًا متزايدًا لإمدادات النفط العالمية حيث تثبت المحاولتين الحاجة إلى مواجهة الجماعات الإرهابية التي تقف وراء مثل هذه الأعمال المدمرة بما في ذلك ميليشيات الحوثيين الإرهابية التي تدعمها إيران في اليمن. وقد سبق أن أعلنت ميليشيات الحوثيين الإرهابية التي تدعمها إيران مسؤوليتها عن الاعتداء على خط الأنابيب. فيما لم يعلن أي طرف عن الهجمات على السفن الأربعة قبالة ميناء الفجيرة، إلا أن الأدلة والبراهين تثبت على أن طهران أو وكلاءها وراء هذه الأعمال. والإجراءات الحالية لا تدفع فقط الولاياتالمتحدة وحلفاءها إلى الاقتراب من سيناريو حرب غير مرغوب فيها مع إيران، بل التأثير على أسواق النفط التي لايزال محدودًا إلى حد ما، لكنه سيتكثف عندما يتم تحديد الجاني، ويخشى بعض المحللين أن تكون المواجهة العسكرية المباشرة بين النظام الإيرانيوالولاياتالمتحدة وشيكة، رغم أن الوضع على الأرض من حيث تأهب الجيوش لا يلمح لبدء حرب من الجانب الأميركي حيث إن الوجود العسكري لواشنطن في الخليج العربي في الوقت الحالي لا يكفي لسيناريو حرب واسعة النطاق حتى الآن حيث تقل قدرات القوات الجوية والبحرية الأميركية بكثير من مستويات 2001-2013، إضافة إلى الأخذ بالحسبان التراكم العسكري في المنطقة. ومع ذلك، فإن الأسواق تشعر بالضيق وعدم الارتياح في ظل التركيز العالمي الحالي على التوتر في مياه الخليج، ولكن الخطر الحقيقي سيكون من وكلاء النظام الإيراني في وقت حتى المتشددين الإيرانيين يفهمون أن جيشهم أو الحرس الثوري الإيراني غير قادرين على مواجهة القوة العسكرية الأميركية. ويرى المحللون بأن الهجمات الإرهابية على ميناء الفجيرة وخط أنابيب النفط وسط المملكة تندرج تماماً مع الحرب بالوكالة المتوقعة التي تدعمها الكيانات المدعومة من إيران كحزب الله أو الحوثيين أو المتشددين الإيرانيين في الحرس الثوري الإيراني. في حين يجب أن يُنظر إلى قضية الفجيرة كعلامة أولى محتملة من قبل الوكلاء للوصول للبنى التحتية للنفط أو الغاز الذي يجب أن يكون بعيد المنال. من خلال استهداف المنطقة قبالة الفجيرة، أظهر الجناة أنهم يستطيعون تهديد ناقلات النفط السعودية أو الإماراتية، مما يشير إلى أن مضيق هرمز قد يكون الهدف التالي. وفي الوقت نفسه، يعد هذا تذكيرًا رئيسا بأن تدفقات التجارة العالمية بين آسيا وأوروبا في مفترق طرقها مما يزيد الضغط على الشركاء الأوروبيين في مناقشات الاتفاق النووي. في وقت وصف محللو نفط بأن هجمات الطائرات بدون طيار التي قام بها الحوثيون ضد منشآت نفطية في المملكة تعكس الدعم الكامل من مصادر الحرس الثوري الإيراني وهو أمر خطير للغاية أن يتعرض خط أنابيب النفط المغذي لأمن الطاقة العالمي لاعتداءات وتهديد ليس في المكان والزمان اللذين يتوقعهما الغرب أو الدول العربية. وتتجه إيران من خلال القيام بذلك بالوكالة، لتكون قادرة على تجنب المواجهة العسكرية المباشرة وتقسيم الجبهة المحتملة المناهضة لإيران قبل أن يتم بناؤها. في حين تعتقد إيران بإن إنكار أعمال الإرهاب التي يرتكبها حزب الله، والحوثيون، وغيرهم الموالون لها سيمنع القوى الأوروبية من التخلي علنًا عن أمل طهران الوحيد في البقاء حيث تزعم إيران بإبقاء الباب مفتوحاً أمام المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا لمنع الحرب.