في الوقت الذي تستمر فيه حالة القوة القاهرة التي تطالب بها مؤسسة النفط الليبية على الحقول والموانئ النفطية في البلاد تعتزم المؤسسة البدء في عملية إعادة تأهيل الحقول النفطية التي تعرضّت للدمار والتخريب على أيدي الجماعات المارقة في البلاد. وخسرت ليبيا خلال الفترة الماضية بعضاً من قدرتها الإنتاجية؛ نتيجةً للصراعات وأيدي الدمار التي امتدت لحقولها النفطية، كحقل الشرارة النفطي الذي يعدّ الأكبر في ليبيا. وقال ل "الرياض" رئيس الاتحاد العام لعمّال النفط والغاز في ليبيا المهندس سعد دينار الفاخري مرّ الإنتاج النفطي الليبي بعدّة مراحل خلال الفترة الماضية، منها حالات الإغلاق التي تمت من قبل الجماعات المارقة بقيادة السيّد الجظران، الذي قام بإغلاق بعض حقول النفط لمدة ثلاث سنوات، ما أثّر على عمليات الإنتاج النفطي، إلا أن ذلك تم تعويضه في فترة لاحقة نتيجة الإدارة الحكيمة من قبل مؤسسة النفط الليبية ورئيسها مصطفى صنع الله جنباً إلى جنب والجيش الليبي الذي نتوجّه له بالشكر والامتنان هو وحرس المنشآت النفطية نظير عملهم الدؤوب لتأمين الحقول والموانئ النفطية، حيث إننا كعمّال ومختصّين بقطاع النفط لمسنا وشاهدنا تلك الجهود التي أسهمت في استقرار إنتاج البلاد وصدّ الجماعات التخريبية عن الوصول لمنشآت النفط الليبية، حيث تمّ تحرير الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي، وعاد الإنتاج تدريجياً إلى سابق عهده، لذلك فالإنتاج النفطي يمرّ حالياً بفترة استقرار على الرغم من قيام بعض الجمعات التخريبية خلال الفترة الماضية بإغلاق حقل الشرارة النفطي، الأمر الذي دعا المؤسسة إلى وضع القوّة القاهرة على هذا الحقل، لا سيمّا أنه يعدّ من أكبر الحقول المنتجة للنفط في ليبيا ويتبع لشركة "أكاكوس للعمليات النفطية". وتابع بقوله قامت مؤسسة النفط الليبية بوضع حماية عسكرية لحقل الشرارة، ما وضع عمليات الإنتاج النفطي في حالة استقرار، وذلك بجهود الجميع من عمّال ومختصّين ورئاسة المؤسسة الوطنية للنفط، حيث أمنّت حقول النفط من أي اعتداءات تخريبية، على الرغم من وجود صراعات داخل العاصمة "طرابلس" التي نتمنّى أن تظلّ بعيدة عن خزانات النفط الكائنة في مستودعات شركة البريقة، فشركات النفط ظلّت تعاني خلال الفترة الماضية من تخريب تلك الجماعات، كما هي الحال مع إدارة شركة شمال إفريقيا للاستكشاف الجيوفيزيائي التي تعرضّت لقصف من قبل تلك الجماعات، ونتمنى من جميع الأطراف في ليبيا إبعاد المؤسسة وآبار النفط عن التجاذبات السياسية؛ كونه يعدّ أهم شريان اقتصادي للبلاد. وأوضح المهندس الفاخري أن الإنتاج النفطي في ليبيا يدور حول مستوى 1.2 مليون برميل يومياً، ويرجع ذلك إلى البواخر التي تأتي إلى الموانئ لتحميل النفط الليبي، فعندما تكون الأوضاع ملتهبة وغير مستقرة، يكون حضور البواخر أقل عدد مما يجبرنا على تخفيض الإنتاج من بعض حقول النفط، بالإضافة إلى تسببّ بعض الحقول النفطية في تغيير معدلات الإنتاج نتيجةً لحالات التخريب والدمار الذي تعرضّت له، وبشكلٍ عام فإننا نلمس تحسّناً ملحوظاً على القطاع النفطي في ليبيا يوماً بعد يوم، كما تعتزم المؤسسة الوطنية للنفط القيام بإعادة تأهيل الحقول النفطية التي تعرضت للدمار، وعودة عمل بعض الشركات النفطية خلال الأيام المقبلة بإذن الله، كشركة (رأس لانوف للإنتاج وتصنيع النفط والغاز) خصوصاً أنها تمتلك العديد من المصانع في البلاد.