برعاية فخامة الرئيس اليوناني رئيس الجمهورية اليونانية بروكوبيس بافلوبولوس، وبحضور معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أحمد بن عقيل الخطيب، افتتحت معالي وزيرة الثقافة اليونانية ليذيا كونيورذو، مساء الأربعاء الماضي، معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في متحف بيناكي بالعاصمة اليونانية أثينا في محطته السادسة عشرة، لمدة ثلاثة أشهر. وأكد أحمد الخطيب في كلمته خلال الحفل أن الحضارة اليونانية أسهمت في بناء حضارة الإنسان الغربي منذ القدم، في الوقت الذي انطلقت من أرض المملكة حضارة كبيرة هي الحضارة الإسلامية، والحضارتان أسهمتا في تغيير عالمنا الحاضر والماضي كذلك، كما تمتد العلاقة بين اليونان والجزيرة العربية إلى ثلاثة آلاف سنة، ويبرز ذلك في عدد من الآثار الموجودة في المملكة التي تُظهر الروابط التاريخية والثقافية بين شبه الجزيرة العربية والثقافات اليونانية والبيزنطية. وأضاف معاليه: «لطالما كانت أرض المملكة العربية السعودية ملتقى الحضارات والنقطة المحورية للحضارات الإنسانية، بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي في وسط قارات العالم التي تربط طرق التجارة العالمية عبر العصور، كما أن الاكتشافات الأثرية التي نقوم بها تُظهر أن أرض المملكة غنية بعدد كبير من الحضارات المتقدمة والمتطورة منذ العصر الحجري، لذلك يعد معرض «الطرق العربية» أحد أهم المعارض السعودية الدولية التي تمثل التراث الثقافي للمملكة وشبه الجزيرة العربية، ولقد شاركنا تاريخنا هذا أكثر من خمسة ملايين زائر من جميع أنحاء العالم، مبيناً أنه تم اكتشاف أكثر من عشرة آلاف موقع أثري وما تم التنقيب عنها منها هو 400 موقع فقط، فلنتخيل حجم الثروة الأثرية الموجودة في المملكة العربية السعودية». وقد بدأ الحفل بكلمة لرئيس متحف بيناكي، رحب فيها بمعرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، مشيداً بما حظي به المعرض من سمعة دولية واسعة. وشهد الحفل كلمات لوزيرة الثقافة اليونانية، وممثل أرامكو الراعية للمعرض، وسفير خادم الحرمين الشريفين في اليونان. وبعد انتهاء الحفل الخطابي افتتحت معالي وزيرة الثقافة اليونانية، ومعالي رئيس الهيئة معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، وقاما بجولة في أجنحة المعرض الذي يضم 466 قطعة أثرية نادرة من مختلف مناطق المملكة تغطي الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة إلى عهد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) مؤسس الدولة السعودية الحديثة. كما شاهدا المتحف الافتراضي التقني لقطع المعرض الذي أقامته الهيئة في المعرض. ويعد معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني واحداً من أهم المعارض السعودية العالمية التي قدمت التراث الحضاري للمملكة والجزيرة العربية لأكثر من خمسة ملايين زائر من مختلف دول العالم من خلال إقامة المعرض في أشهر المتاحف العالمية بالمدن والعواصم الأوروبية والأميركية والآسيوية، حيث شكل المعرض فرصة مهمة وحيوية لاطلاع العالم على حضارات المملكة والجزيرة العربية وما تزخر به من إرث حضاري كبير، ومقومات حضارية وتاريخية ممتدة عبر العصور، ويستمر المعرض إلى يوم 25 مايو. حضر حفل الافتتاح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليونان عصام بن إبراهيم بيت المال، ومسؤولو السفارة وعدد من المسؤولين اليونانيين. ..ويتجولان في أجنحة المعرض الذي يضم 466 قطعة أثرية نادرة حضور لافت في حفل الافتتاح