يحظى مجسم ميناء العقير التاريخي هذه الأيام بإقبال كبير من زوار بيت الخير بمهرجان الجنادرية، ويظهر المجسم وقد بني على مساحة تزيد على 200 متر مربع من دورين خصص الأول منه بتفاصيل ومعلومات دقيقة عن تاريخه وما كان يلعبه من دور في الحياة الاجتماعية والثقافية والتجارية في المنطقة شاملاً صوراً نادرة للمؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وهو في محافظة الأحساء، ويبرز في الجناح صور نادرة، وفي مقدمته سُلّمان متوازيان يصلان إلى الدور الثاني الذي يمثل عدداً من الغرف الإدارية والضيافة والمراقبة ويعد ميناء العقير من أبرز المعالم التراثية في المنطقة الشرقية، وأوضحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الميناء هو أول ميناء بحري في المملكة، كما كان الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الأحساء حتى عهد قريب، وقد اهتم المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بالميناء كونه البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الناشئة، وكان إلى عهد قريب قبيل تأسيس ميناء الدمام الميناء الرئيس الذي يفد إليه الزائرون لوسط الجزيرة العربية وشرقها، كما أوضحت الهيئة أن الميناء ونظراً لأهميته ولكونه الميناء الرئيس في شرقي البلاد، فقد شهد أحداثا سياسية واقتصادية في عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، حيث استخدمه الملك عبدالعزيز مقراً لمقابلة الموفدين البريطانيين واتخذه مقرا للمفاوضات مع الحكومة البريطانية، ففي العام 1334ه / 1915م اتجه الملك عبدالعزيز إلى العقير حيث عقد - رحمه الله - في مينائه مع السير بيرسي كوكس ممثل الحكومة الإنجليزية معاهدة العقير الشهيرة بتاريخ 18 صفر 1334ه، كما قرر الملك عبدالعزيز أن يكون الميناء مكانا للاجتماع بالمندوبين الإنجليز لمناقشة الحدود بين نجد وشرقي الأردن والعراق، ونتج عن ذلك توقيع ما يسمى ببروتوكول العقير العام 1341ه / 1922م، وقد قام الملك عبدالعزيز بتطوير الميناء فأنشئت الجمارك والجوازات والفرضة ومبنى الخان ومبنى الإمارة والحصن والمسجد وعين الماء وبرج بوزهمول، وأصبح العقير شريان الحياة لوسط الجزيرة العربية وشرقها حيث كانت البضائع والأغذية وغيرها ترد إلى قلب الجزيرة العربية والعاصمة الرياض عبر هذا الميناء المهم، وشهد الميناء في عهد الملك عبدالعزيز تنظيمات عديدة لضمان استمراره في أداء دوره الاقتصادي في البلاد، وبدأت أهمية العقير بكونه ميناءً لشرقي الجزيرة العربية ووسطها تتقلص في العام 1377ه/1957م عندما بدأ العمل في إنشاء ميناء الدمام وخط السكة الحديد، وبدأ البحث عن طرق أقرب وأسهل لمصادر النفط المكتشف آنذاك، وذلك لتسهيل نقله وما يحتاج إليه من مواد وتسهيل وصول العاملين فيه لمناطق العمل بيسر وبأقل تكلفة، وبذلك أسدل الستار على آخر أدوار ميناء العقير.