عرفت منطقة الجوف شمال المملكة العربية السعودية بتاريخها العريق منذ الأزل حيث تحتضن مواقع أثرية متنوعة يعود تاريخها منذ بداية الاستيطان البشري وحتى العصر الإسلامي الحديث، وترسم اليوم منطقة الجوف لوحة جديدة وهوية مختلفة وفق رؤية المملكة 2030 لتتحول عاصمة للطاقة تنافس أكبر مشروعات العالم بصناعة الطاقة. منطقة الجوف هي إحدى المناطق الإدارية بالمملكة العربية السعودية، وتقع شمال البلاد على الحدود مع الأردن، وتبلغ مساحتها 100212 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 508.475 ومدينة سكاكا هي المقر الإداري للمنطقة التي تضم تحت لوائها ثلاث محافظات، وهي: محافظة القريات، محافظة دومة الجندل، محافظة طبرجل. وسميت الجوف بهذا الاسم لأن أرضها منخفضة عما حولها، وهي تسمية قديمة أطلقت على المنطقة، والأرض المنخفضة تسمى الجوبة، والجوبة هي الحفرة أو المكان المنخفض، كما أنها تسمى النقرة، وقد أطلق على (الجوف) قديماً (وادي النفاخ). وأبرز المواقع الأثرية بمنطقة الجوف في مدينة سكاكا هي قلعة زعبل وبئر سيرار والرجاجيل وتحتضن قصر مويسن والطوير ومجموعة من النقوش الصخرية، وفي محافظة دومة الجندل قلعة مارد ومسجد عمر بن الخطاب وحي الدرع وتحتضن سور دومة الجندل وموقعة التحيكم، وفي محافظة القريات قصر كاف وجبل الصعيدي، وبها قصر إمارة الحديثة. وتشتهر منطقة الجوف كونها إحدى أكبر سلال المملكة الغذائية حيث تحتضن 15 مليون شجرة زيتون تنتج 20 ألف طن سنوياً، كما بها مليون نخلة تنتج 40 ألف طن، وفيها مليون شجرة فواكه تنتج 17 ألف طن. إن منطقة التنوع البيئي الذي تتميز بامتلاكها المسطحات الخضراء والنفود الكبير وبحيرة دومة الجندل تتجه وفق رؤية 2030 إلى صناعة الطاقة حيث أرست في وقت سابق وزارة الطاقة السعودية أول مشروعاتها للطاقة الشمسية التي تعمل في مجال تطوير الطاقة المتجددة، المشروع البالغ طاقته 300 ميغاوات في "سكاكا"، ومن المتوقع أن يشمل استثمارات رأسمالية من القطاع الخاص بقيمة 300 مليون دولار، وسيصل المشروع إلى الإغلاق المالي مع نهاية فبراير، على أن يبدأ التشغيل التجاري في 2019، كأول مشروع من مشروعات برنامج خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، يأتي تجسيداً حياً ل"رؤية المملكة 2030". وكذلك مشروع دومة الجندل بمنطقة الجوف الذي يبلغ حجمه 400 ميجاواط، ويعد أول مشروع لإنتاج الكهرباء باستعمال طاقة الرياح في المملكة، ويأتي المشروع ضمن جهود تنويع مصادر الطاقة وتحقيق الزيادة المستدامة لحصة الطاقة المتجددة من إجمالي مصادر الطاقة في المملكة، وتنفيذا للمبادرة الاستراتيجية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للطاقة المتجددة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحوّل الوطني. ووفقاً لوزارة الطاقة أن تكلفة المشروع تقدر بنحو ملياري ريال، وسيسهم في توليد طاقة كهربائية تغذي نحو 70000 منزل بمنطقة الجوف، من خلال ربط المشروع بالشبكة الوطنية للكهرباء الواقعة شمالي المملكة.