أطفأ صلاح وعبدالله ابنا الإعلامي جمال خاشقجي -رحمه الله- النار التي كانت مستعرة من قبل الإعلام الحاقد على المملكة، بعد ظهورهما على شاشة CNN الأميركية، مؤكدين على ولائهما وحبهما للوطن وثقتهما في قيادته، ليصيبا الحاقدين في مقتل، ويخسر المتربصون وكل من ينظرون بعيون سوداوية في قضية الراحل. الشرارة التي أوقدها بضراوة أعداء المملكة منذ لحظات اختفاء خاشقجي لم يكن هدفها سوى حرق كل مكتسبات هذا الوطن الكبير بتاريخه العريق وإنجازاته الفذة، أرادوا أن تكون قضية جمال الإسفين الذي يضربون به اللحمة الفريدة بين قيادة هذه البلاد وشعبها، إلاّ أنّ الشعب السعودي بمختلف أطيافه حوّل تلكم الشرارة المقذوفة علينا من هنا أو هناك إلى بذرة يانعة لتجديد الولاء والعشق والحب للقيادة، كما زادت من محبة السعوديين لبعضهم البعض فتحولت ألسنة اللهب إلى تظاهرة وطنية بامتياز، حتى بات لسان حال السعوديين يقول للأعداء شكراً لكم. إعلام مسيس وعبر عميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل رئيس نادي الأحساء الأدبي د. ظافر بن عبدالله الشهري عن ألمه لما حصل لجمال خاشقجي -رحمه الله-، قائلاً: "جمال مواطن سعودي، وكل سعودي تألم للحادث، وبطبيعتنا نحن السعوديين شعباً وقيادةً عليا لا يمكن أن نقبل بما حدث لخاشقجي، فهو عمل خارج عن أخلاقيات قيادة وشعب المملكة، ومع هذا هناك من حاول إخراج القضية من سياقها الجنائي ليسيسها، وتصبح مادة للمزايدات". أبناء وطنيون وأكّد د. الشهري أنّ النخب الثقافية يعرفون أنّ مواقف جمال خاشقجي كانت مجرد اختلافات في وجهات النظر والرجل مواطن محب لوطنه وقيادته، وهذا ما انعكس على مواقف أسرته قبل وبعد مقتل جمال، وتابع: "هم منا ونعيش معهم مصابهم بدليل استقبال خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لهم ومواساتهم وما صدر منهم من تصريحات وبيانات تؤكد أنّهم لا يقبلون تسييس قضية والدهم، وأنهم مؤمنون بنزاهة القضاء السعودي ومعاقبة الجناة بما يستحقون شرعاً، وقد أكد أبناء جمال خاشقجي حرصهم على إبعاد قضيتهم عن التسييس من قبل الإعلام الحاقد وبعض الدول التي جعلت من هذه القضية مجالاً للمزايدات والاصطياد في المياه العكرة وأن ثقتهم في قيادتهم لا تهزها هذه المزايدات التي لن تزيدهم إلا ولاء وانتماء لهذا الوطن وقيادته. إيذاء إنساني وشدد المستشار القانوني والمحامي د. يوسف بن عبداللطيف الجبر على أنّ ورثة خاشقجي هم أدق وأصدق من يتحدث عن ملابسات القضية، والصفة منعقدة لهم شرعاً وقانوناً في حق الادعاء والمطالبة، منبهاً على أنّ كل من تصدى للتعليق دون صفة فلا قيمة حقيقية لمشاركته، لافتاً إلى أهمية هذه المشاركة الإعلامية من أصحاب الحق لتسدل الستار على فصول التأليف والتلفيق! واستطرد: "قد تضمنت هذه المقابلة تأكيداً على ثقة عائلة خاشقجي في إجراءات السلطات الرسمية، وهذه شهادة قاطعة على سلامة القرار المحلي ومشروعية الخطوات المتخذة. وبالتالي فكل من لبس مسوح المتعاطفين وصرخ بنداءات الثأر فقد آذى ذرية المقتول واستغل قضيتهم دون حق وشغل مساحة غير مشروعة للتدخل". محاكمة عادلة وأعرب د. يوسف عن إيمانه الكامل بأن التصعيد الإعلامي من المنبر المعادي لم يكن منطلقاً من مبادئ صحيحة سوى تسييس الواقعة، وكل من تابع الحماس الإعلامي لبعض القنوات للإدانة المبكرة قبل ظهور نتائج التحقيق اقتنع بلا جدال بأن هذه الممارسات السلبية لهدف غير مشروع هو أبعد ما يكون عن حمى العدل والإنصاف، فالمحاكمة العادلة تقوم على مبادئ جنائية وأسس متعارف عليها وليس منها العاطفة المكذوبة والاستعداء الإعلامي، فهناك أركان للمسؤولية الجنائية ومنها الرابطة السببية التي تجاوزتها التغطيات الإعلامية وأصبح الميدان فوضى خلاقة للاتهام غير المشروع والقدح في الذمم. وبذلك فقد سكب هذا اللقاء الذي أتى في وقته ماء الحكمة على نيران الفتنة، فالمصابون الحقيقيون بالحادثة يثقون في توجيهات القيادة واهتمامها بمعاقبة المتسببين في الجريمة، وكل من يتحدث بسوء بعد هذا التوضيح الصادق فهو شخصية تحمل فيروس الكراهية. القيادة والشعب جسد واعتبر الكاتب والأكاديمي د. مشاري بن عبدالله النعيم الحديث الذي تفضل به أبناء جمال خاشقجي لقناة CNN الأميركية بأنه غير مستغرب على أبناء المملكة فثقتهم في قيادة بلادهم متجذرة منذ القدم، فالمواطنون والقيادة جسدٌ واحد، ولم يعرف عن المملكة ملاحقة مواطنيها حتى المعارضين منهم، وما عبر عنه صلاح وعبدالله أبناء جمال خاشقجي يؤكد أنه لم تقم الدولة في يوم بالضغط على أحد أو مضايقة أحد حتى أبناء المواطنين المختلفين معها مما يرد على الأكاذيب والتلفيقات التي تطلقها وسائل الإعلام التي تريد أن تشوه صورة المملكة وتبتزها. عداء مفضوح وأبدى الأكاديمي والكاتب د. محمد بن حامد الغامدي ألمه بما حدث للراحل، مؤكداً أنّ أصحاب المآرب يسعون للصيد في الماء العكر، وهذا ديدنهم، ولكن الرد الحازم جاء أيضاً من أبناء الفقيد حيث عبروا بكل وضوح عن ثقتهم في قيادتهم وقضاء بلدهم، وهذا رد يدين كل الأصوات التي تتعالى في ظلام القضية، في شوارع الخيانة وبلدان الشر والفتن، إن موقف أبناء الفقيد يوضح وبشكل جلي موقف الشعب السعودي الشهم والنبيل تجاه هذه القضية، اعتماداً على ما تعود عليه المواطنون من عدالة وأمن يعيشونها في وطننا المعطاء. وأكد د. الغامدي بأن الموقف الشعبي للسعوديين كان صوتاً قوياً وسلاحاً ارتفع في وجه المعادين للمملكة وقيادتها، أثبت أن شعب المملكة ليس ساذجاً لتنطلي عليه شعارات الزيف والبغضاء والكراهية، فكانت وحدة الوطن خطاً أحمر عند كل مواطن، وهذا فضل من الله يدل على الثبات وتعزيز الولاء والانتماء، وكان صوت المواطن السعودي من القوة بحيث أبطل كل المؤامرات التي تم نسجها للنيل من قيادة الوطن -حفظها الله-، وهنا نقول جميعاً بأن ثقتنا نحن المواطنين ليس لها حدود في قيادة الوطن الغالي الذي نفديه بالغالي والرخيص، وما ثقة أبناء خاشقجي في التحقيقات وفي القيادة إلا دليل على أصالة عميقة وحب للوطن الذي يقف معهم لتحقيق العدالة التي ستتحقق بعون الله. رُبّ ضارة نافعة وشدد م. عبدالله المقهوي على أنّ مقابلة صلاح خاشقجي مع القناة الأميركية أظهرت المعدن الأصيل لأبناء المملكة وثقتهم بوطنهم وقيادتهم، كما بينت مستوى الوعي والنضج الذي جعل صلاح يدرك بأن المعلومات المتضاربة وغير الدقيقة التي بثتها وسائل إعلام مختلفة بشأن وفاة والده -رحمه الله-، وفي تلك المقابلة، وبين أن والده كان مؤمناً بوطنه وبالتحول للأفضل الذي تشهده، وأضاف المقهوي بأن ما حدث رغم ما سببه من آلام على أسرة الفقيد والقيادة والشعب السعودي لكنه حتماً زاد من اللحمة بين الشعب والقيادة كما أنه جعل السعوديين أكثر وعياً لما يحيكه الإعلام المعادي لوطنهم فزادت حصانتهم بل وزاد من عشقهم لهذا الوطن العظيم وقيادته العظيمة فرب ضارة نافعة. د. مشاري النعيم د. يوسف الجبر د. محمد الغامدي م. عبدالله المقهوي